الصحف العربية: مدافع المياه بعد المدرعات والطوافات لتفريق المتظاهرين والوفاق تدعو لحوار جدي تخضع نتائجه لاستفتاء الشعب

2012-02-22 - 8:38 ص


مرآة البحرين(خاص): ظلت المواجهات بين المتظاهرين ورجال الأمن البحرينيين في شوارع المنامة تحظى باهتمام وتركيز الصحف العربية والخليجية، إذ سجل مزيد من هذه المواجهات قرب دوار اللؤلؤة حيث استخدمت مدافع المياه إضافة إلى الأسلحة الأخرى المعتادة. من جهتها، أكدت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، أن أي مشروع حوار يجب أن يكون جديا وتكون نتائجه خاضعة لموافقة الشعب عبر استفتاء شعبي.

وقد تحدثت صحيفة "السفير" اللبنانية عن استخدام الشرطة البحرينية أول أمس مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لفض مسيرة ردد خلالها المحتجون هتافات مناهضة للحكومة بعد تشييع جثمان الشاب حسين ألبقالي في منطقة جد حفص، الواقعة خارج المنامة.

وأضافت الصحيفة اللبنانية أن "الاشتباكات وقعت في جد حفص بعد تشييع البقالي (19 عاما)، الذي قالت عائلته انه توفي متأثرا بحروق أصيب بها الشهر الماضي خلال قيام متظاهرين بإحراق إطارات سيارات أثناء احتجاجات مناهضة للحكومة. وأضافت عائلته انه لم يستطع الذهاب إلى المستشفيات الحكومية خشية اعتقاله".

في المقابل، قالت وزارة الداخلية ان ألبقالي أضرم النار في نفسه بقصد الانتحار، مضيفة عبر صفحتها على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، «بعد الانتهاء من ختام عزاء المتوفى حسين ألبقالي في جد حفص قامت مجموعات من المخربين بأعمال شغب وتخريب وإغلاق الشوارع ما استوجب تدخل قوات الأمن».

وعندما سار نحو 500 شخص إلى تقاطع طرق داخل البلدة، تصدت لهم الشرطة باستخدام شاحنتين على متنهما مدافع مياه تدعمهما طائرات هليكوبتر وعشرات من أفراد شرطة مكافحة الشغب، بعضهم في سيارات مدرعة وآخرون مترجلون لإطلاق الغاز المسيل للدموع".

ونقلت "السفير" عن ناشط من المعارضة يدعى سيد يوسف المحافظة أن مجموعات مختلفة يصل إجمالي أعدادها إلى نحو 30 شخصا حاولت الاقتراب من دوار اللؤلؤ الذي يخضع لحراسة مشددة. وقال انه تم إلقاء القبض على البعض بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع، مضيفا انه جرى في وقت سابق إطلاق سراح الناشطة البارزة زينب الخواجة بعد القبض عليها عندما اقتربت من الدوار مع مجموعة من الأشخاص الأسبوع الماضي، وما زال والد زينب مسجونا ضمن 14 آخرين من زعماء المعارضة.

محاولات دهس المتظاهرين تتكرر خلال تفريقهم

من ناحيتها قالت صحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة باللغة العربية أن آلاف البحرينيين شاركوا في تأبين الشهيد ألبقالي في بلدة جدحفص غرب المنامة، مرددين شعارات تطالب بالقصاص من القتلة، وعلى رأسهم ملك البلاد.

وأضافت أن التشييع انطلق بمشاركة شخصيات سياسية وحقوقية من بلدة جدحفص مسقط رأس الشهيد إلى المقبرة. وبعد الانتهاء من مراسم التأبين انطلقت الحشود إلى دوار اللؤلؤة تلبية لدعوة ائتلاف الرابع عشر من فبراير تحت شعار"الفتح المبين" حيث تمكن العشرات من المحتجين من الدخول إلى الدوار.

وتابعت الصحيفة الايرانية خبرها بالقول : "وشنت قوات النظام البحريني المدعومة بقوات الاحتلال السعودي حملة قمعية ضد المتظاهرين البحرينيين الذين وصلوا الى دوار اللؤلؤة وحوله. وقامت قوات الأمن البحرينية بإطلاق الغازات السامة والرصاص الحي وخراطيم المياه على المتظاهرين إضافة إلى محاولات دهسهم بالمدرعات"

من جانبها أشارت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية إلى استخدام الشرطة البحرينية مدافع المياه والغاز المسيل للدموع أمس الأول.

اعتقال كويتي متهم بمشاركة المتظاهرين بأعمال الشغب


من جانبها قالت "الوطن" الكويتية أن السلطات البحرينية ألقت القبض على شاب كويتي يدعى ع.ع منذ عدة أيام لمشاركته في التظاهرات الجارية في بعض المناطق بالعاصمة المنامة وجزيرة سترة ولقيامه بوضع العراقيل على احد الشوارع لإعاقة حركة السير.

ووأضافت الصحيفة أن السفارة الكويتية كانت قد تلقت معلومات من الأجهزة الأمنية البحرينية عن ضبط شاب كويتي 18 سنة شارك المتظاهرين بأعمال الشغب الجارية في بعض المناطق وأوضحت أنها أمسكت به وهو يضع بعض الاخشاب على احد الطرق العامة لأعاقة حركة السير ومنع وصول الدوريات ورجال الامن.

السلطة تعتزم اطلاق حوار في مارس المقبل

من جهتها، أكدت جمعية "الوفاق" الوطني الإسلامية، أن أي مشروع حوار يجب أن يكون جديا وتكون نتائجه خاضعة لموافقة الشعب عبر استفتاء شعبي. ولفتت جمعية "الوفاق" الى أن مطالب المواطنين البحرينيين وفقا لوثيقة المنامة ترتكز على نظام انتخابي عادل وسلطة تشريعية تنفرد بكامل الصلاحيات الرقابية والمالية والسياسية، اضافة إلى حل قضيتي التجنيس السياسي والتمييز. وشددت على أن الأزمة التي تعيشها البلاد هي أزمة سياسية، وحلها سياسي بعد فشل الحل الأمني في معالجتها، مجددة استعدادها لأي حوار جاد وشامل يحقق المطالب الشعبية العادلة.

من جانبه، اعلن ائتلاف "شباب ثورة 14 فبراير" في البحرين في بيان رفضه للحوار مع النظام الحاكم في البحرين، معتبرا انه لا طائل منه، مشيرا الى فشل الحوارات السابقة. وقال البيان "ان الحوار مع السلطة الخليفية التي تستخدم آلة القمع في مواجهة مطالب الشعب المشروعة أمر لا طائل منه، داعين الجمعيات السياسية الى الصمود والى ادارة الساحة والصراع السياسي".

وقالت صحيفة "الوفاق" الايرانية إن وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد كان قد عقد اجتماعا امس الاول مع ممثلي ثلاث جمعيات سياسية وهي جمعية "المنبر التقدمي"؛ وجمعية "التجمع القومي" وجمعية "وعد" ، فيما لم توجه دعوة إلى جمعية "التجمع الوحدوي الديمقراطي". وهذا اللقاء يأتي بعد اجتماع للوزير المذكور مع ممثلين عن جمعية "الوفاق الوطني الاسلامية".

ودعا الوزير الجمعيات الثلاث الى المشاركة في حوار تزمع السلطة اطلاقه كما قال في شهر مارس المقبل، لافتا الى ما تعتبره السلطة خطوطاً حمرا حيال مطالب المعارضة بحكومة منتخبة وبإلغاء مجلس الشورى. لكن جمعية العمل الوطني الديمقراطي"وعد" اكدت أن من يدعي انه سيشرع في حوار ذي مغزى عليه أن يبدأ بانفراج امني وسياسي وبعدالة انتقالية.

انتفاضة البحرين!

وفي تحليلات الصحف، كتب عبداللطيف سيف العتيقي في صحيفة "القبس"  الكويتية تحت عنوان" انتفاضة البحرين" وقال: ما الذي يجعل شعوب دول مجلس التعاون تتحفظ ـ بعض الشيء ـ على الثورة في البحرين، مع أن لها أهدافا إصلاحية ومكافحة للفساد، بيد أن هذا التحفظ قد تحوَّل إلى رفض كامل لا يمكن الاقتناع به؟!

وقال الكاتب: "في البداية، وقف الجميع مؤيدين حزب الوفاق، يباركون كل حوار هادف مع الملك حمد. لكن، ومع تطورات الحدث وتغيير الاهداف من سلمية الى خطر داهم وعنف يهدد الامن الاجتماعي والوطني، وصلت الامور من سيئ الى أسوأ حتى بلغت مرحلة كسر العظم، والعياذ بالله! ان الذين يقفون في خندق الرفض المطلق مع السلطة البحرينية، هدفهم اجتثاث الحكم من جذوره! وهذا هو السبب الوحيد الذي جعل الجميع يرفض الانتفاضة في البحرين".
وخلص الكاتب الى الاستنتاج :" وبصراحة هذا التخوف الذي له ما يبرره في الذهنية الخليجية وبالتحديد لأهل السنة، هو الذي يجعل الصمت شعارا سلبيا ضد ثورة الوفاق البحريني. لقد كنا نتمنى ـ وما أكثر الأماني ـ أن تتحول البحرين إلى أنموذج لمركز التعايش بين السنة والشيعة، نظرا إلى الامتداد التاريخي في البحرين في ما بين الاثنين. لكن الأمور تجري بما لا تشتهي السفن، عندما رفع «الوفاق» شعار سقوط الملك حمد، وفي صحيفة دير شبيغل الالمانية أكدت أن المتظاهرين ينادون «بإسقاط الملك.. ويعيش خامنئي»، مما زاد في اتساع الفجوة بين شعوب الخليج وبين بعض من شعب البحرين الشقيقة. ولا يزال كثير من مثقفينا يتسكعون في اروقة الجدل العقيم حول قضايا لا تنفع، ذاهلين عن الحقيقة الكبرى، التي لا مفر من مواجهتها. وهي ان استيراد الثورة الأجنبية الخارجية ونفوذها وبضاعتها، لن تزيدنا الا اتساعا في الفجوات، ما لم تتداركنا رحمة الله، وان الحلول الايجابية لن نصل إليها إلا بعد تحسين النوايا والانعتاق من التبعية، ابتداء من الصغير الى الكبير، وان يتجدد الفكر نحو نبذ ثقافة الكراهية وإلغاء مصطلحات التفوهات اللفظية المنحدرة ضد الرموز، والاستفادة من الثقافة الدينية اللبنانية، حيث ان علماء الشيعة اللبنانيين اكثر انفتاحا مع الآخر، وأضرب أمثالا «لعلــماء» مثل: آية الله العظمى الخوئيني ومحمد حسين فضل الله والسيد علي الامين وغيرهم الكثير ممن يقربون المسافات بين السنة والشيعة، وليكون التعاون أكثر التصاقاً!.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus