أقوى شخصية في عائلة الخواجة، خديجة الموسوي: عبد الهادي يحب الحياة لكنه يحب الحرية أكثر

2012-03-05 - 10:40 ص


مرآة البحرين (خاص): في الحوار الذي أجرته معها مرآة البحرين، تصف مريم الخواجة والدتها: "أقوى شخصية في العائلة أمي؛ هي الشخص الذي يستمد الجميع قوته منه، سواء أبي أم نحن الأخوات الأربع. عندما يصيبني الاحباط وأشعر أني لا أستطيع أن أواصل اتصل بأمي لأتزود منها الإلهام والقوة. خلال العشر سنوات الأخيرة شاهدنا كيف تتأثر كثيرا عندما يصيب أبي مكروه لكنها رغم ذلك تقف معه وتسانده. من أكثر المواقف التي أدهشتني في شخصية أمي هو عندما كان أبي مضربا عن الطعام في السجن في 2004 كان الناس يسألونها أن تطلب منه فك الإضراب بسبب تأثيره السيئ على صحته، لكن رد أمي أنها تفضل أن تفدنه بيديها على أن تطلب منه التخلي عما يؤمن به، ولأني أعرف علاقة أمي بأبي أدرك أنه من المستحيل أن يقول أي شخص مكانها شيئاً كهذا. القوة في الشخصية والإيمان الراسخ جعلاها تتخذ هذا الموقف، ما دعاني ذلك للقول إنها أقوى شخصية في العائلة"(1)

خديجة الموسوي، الزوجة والأم التي تربك عواطفنا، حين تنطق بصلابة الجبل، وبقلبها المهدد بسلامة زوجها وبناتها اللاتي ورثن تركة أبيهن زينب ومريم. لا يكف الحقوقي العنيد أن ينتقل من قلب تحدٍ لآخر، من ميدان خطر لآخر، لكن ليس باتجاه أي تنازل عن كرامة الإنسان وحقوقه. تلك ثابته التي لا يحيد عنها.

ليست تلك هي المرة الأولى، وربما لن تكون الأخيرة التي يعتقل فيها الخواجة، وإن كانت هذه المرة أشد وأعنف. وليست هي المرة الأولى التي يضرب فيها الخواجة عن الطعام فقد فعلها سابقاً، إن كانت  هذه المرة أطول وأخطر، لكن الرجل هو الرجل في كل المرات، كذلك نصفه (زوجته) هي نصفه في كل المرات. ليست هي المرة الأولى التي تغذي فيها (أم زينب) صمود زوجها ولو على حساب قلقلها واحتراقها وخوفها الشديد مما قد يصيبه. ها هي خديجة الموسوي تفتح في تويتر صفحة للتواصل مع الناس @tublani2010 ، لتوصيل صوتها وصوت زوجها بنفسها وأخباره لكل من يسأل، وها هي تتعاطى مع الحملة الساخنة التي تشنها مواقع التواصل الاجتماعي تويتر والفيس بوك منذ أكثر من أسبوع تضامناً مع الخواجة، ومطالبة بإخراجه من السجن. صور الخواجة صارت هي بروفايلات معظم المغردين، الذين أرادوا أن يقولوا: كلنا عبد الهادي الخواجة، حتى صار من الصعب التمييز بين أسماء أصحابها، ولا تزال هذه الحملة مستمرة حتى الآن بقوة وبإصرار شعبي، لكن بتجاهل شديد من السلطة.



 



الموسوي تنقل أخبار زوجها الخواجة وتطورات صحته إثر الإضراب: "حاليا يمتنع عن أخذ المغذي (سيلان) لأن العروق أصبحت ضعيفة جدا ويصعب الحصول عليها لتركيب المغذي. سيواصل الاضراب عن الطعام، ويقول بأنه يحب الحياة، لكنه يحب الحرية أكثر، لذلك فإما الحياة بحرية أو لا حياة"،  ثم تضيف الموسوي: "أنا أيضا أضم صوتي إلى صوته، أريدك حراً يا هادي، لأني أعلم بأن الحياة لا تعني لك شيئا إن لم تكن حراً". تدعو لحبيب قلبها: "فليباركك الرب على ما تقوم به، ولينصرك الله، وأقول لك عبر الأثير بأنني كنت كما أنا دائما فخورة بك... فان عشت لي ولنا فعش حراً، وإن كان قضاء الله غير ذلك فإنني أثمن كل دقيقة في الثلاثين سنة التي كنت فيها زوجتك، فأنت نعم الزوج، حفظك الله من كل سوء".

هكذا تتكلم أم زينب، تضمّد ألمها وتصمّد قلبها الوجل، تجعلك لا تميز بين ألمها وصمودها واعتدادها بزوجها، تنقل للناس عبر صفحتها في تويتر "يبدو عليه الإرهاق ومعه مطارة ماء ساخن لتدفئته، حيث أن جسمه يبرد بشكل كبير، لا يستطيع الخروج للتشمس أكثر من 15 دقيقة حيث يبدأ بالشعور بالإرهاق، يستلقي أكثر الوقت لكن عيونه تشع حيوية وصمود".

تكتب أكثر، تقول عن زوجها وعن وطنها وعن ناسها وشعبها: "لماذا أضرب عبد الهادي الخواجة عن الطعام ؟" ثم تجيب " لأننا أصبحنا في بلد ربع السكان لديهم حكومة وملك يخاف على نسائهم، أما باقي ثلاثة أرباع السكان، فيُهتك عرض نسائهم، يُهجم على بيوتهم أنصاف الليالي، يضربون، وتُسرق أموالهم، وليس هناك حكومة أو ملك يخاف عليهم". ليس لهذا فقط يضرب عبد الهادي الخواجة، تضيف " لأننا في بلد تفصل من عملك دون مبرر فقط لأنك تنتمي إلى فئة معينة، لأننا في بلد يُقتل الأطفال ولا تدري من القاتل، لأنك في بلد كل من الناس والمال والأرض، هم ملك لعائلة..."

يستمر إضراب الخواجة، يدخل يومه الثالث والعشرين، وسط ضجيج يطالب بالإفراج عنه، ووسط لا مبالاة رسمية وإمعان في الإزدراء بالشعب، ووسط تجاهل دولي لا يراهن على الإنسان، ووسط أوضاع تسير بالبحرين نحو الأسوأ في مجال حقوق الإنسان، لكن رغم ذلك، لا يهتز الخواجة، ولا يثنيه ذلك عما هو ماض إليه من النصر، تقول أم زينب: سألت زوجي في آخر زيارة له: هل سننتصر؟ فردّ علي: نحنُ انتصرنـا

هامش:

(1) مرآة البحرين" تحاور مريم الخواجه: غيّرني 14 فبراير.. أنا لن أعود قبله!
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus