السعودية توسع ردود فعلها على الربيع العربي بخطط "الاتحاد " مع البحرين

2012-03-08 - 8:31 ص



وكالة اسوشيتد برس، واشنطن بوست
ترجمة :مرآة البحرين

دبي، الإمارات العربية المتحدة - خلال خطبته الأسبوع الماضي في مسجد البحرين الكبير، قدم إمام الجمعة مديحا كبيرا لواحدة من (الثورات المضادة) للربيع العربي: حكام الخليج يدا بيد ضد المعارضة تتقدمهم المملكة العربية السعودية كوصي أساسي.

لقد تبلور الطابع الأمني السعودي الهائل في المنطقة بالفعل في البحرين،  بحيث إن الاضطرابات بقيادة الشيعة والتي مضى عليها أكثر من عام لم تظهر أي بوادر للانفراج. والتأثير السعودي على النظام الملكي السني المنتقد ظهر إلى العلن.

بانت صور للملك السعودي عبد الله  - وبعضها تظهره وهو يصلي - في مطارالعاصمة البحرينة المنامة. وتم ترتيب العلم البحريني بلونيه الأحمر والأبيض والسعودي بلونه الأخضر عبر طاقم مشترك. وسائل الإعلام الرسمية تشيد باستمرار بالقوات السعودية  التي دخلت البحرين في العام الماضي كتعزيزات ضد انتفاضة الأغلبية الشيعية في المملكة.

وقال الشيخ فريد آل مفتاح في صلاة الجمعة في مسجد المنامة " الاتحاد الخليجي هو حلم طال انتظاره" في إشارة إلى مقترحات لتنسيق الشؤون الدفاعية وغيرها من السياسات بين الأعضاء الستة لمجلس التعاون الخليجي والتي تمتد من الكويت إلى عمان. وأضاف المفتاح " الخطوة الأولى هنا ".

والتقى الملك السعودي بالملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، لمناقشة خطط "الاتحاد"، الذي من المتوقع أن يتم طرحه في شهر أيار/مايو. في الوقت الراهن لا يوجد سوى تفاصيل ضئيلة عنه. وشدد زعماء دول الخليج على الحاجة  للمزيد من  التعاون الاستخباراتي والعسكري. ولكن من غير الواضح مدى محاولة الدمج بين البحرين والمملكة العربية السعودية في الخطوات الأولى.

الخطوط الوطنية الضبابية المتزايدة في البحرين هي نظرة عابرة محتملة  لردة فعل الربيع العربي الأوسع نطاقا في الخليج الغني بالنفط، حيث إن القوات السعودية تسعى لحماية القيادة السنية ومعارضتها القوية في وجه المحاولات المحتملة من قبل  العملاق الإيراني الشيعي  لتوسيع نفوذه. وفي الوقت نفسه، أيّد حكام الخليج بشكل انتقائي التمرد في أماكن أخرى، كما هو الحال في ليبيا وسوريا.

وحتى الآن، هناك انسجام للأجندة الخليجية مع الشركاء الغربيين، الذين شنوا ضربات جوية  بقيادة حلف شمال الأطلسي ضد نظام معمر القذافي في ليبيا ويظهرون دعما متزايدا للحصول على المساعدات الممكنة للمتمردين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد - الحليف العربي الرئيسي لإيران. ولكن البحرين تجلب احتمال الاحتكاكات.


 واشنطن تدعم الأسرة الحاكمة في البحرين لأسباب استراتيجية لانها تستضيف الأسطول الأمريكي الخامس، الذي يعتبر الركيزة الأساسية في دعم الخطوط الأمامية لوزارة الدفاع الأمريكية ضد إيران. إلا أن جماعات حقوق الانسان وغيرها في الولايات المتحدة وأوروبا  لديها ضغط متزايد لتقليص حجم الدعم لحكام البحرين، الذين يكابدون ضد الغالبية الشيعية بزعم أنهم يواجهون التمييز الواسع النطاق، ووضع مواطنة من الدرجة الثانية.

لا توجد مؤشرات لأي تقليص غربي مهم في تقديم الدعم للأسرة الحاكمة في البحرين، ولكن المآزق تسلط الضوء على إمكانات هذه الجزيرة الصغيرة  لفتح الخلافات بين الغرب والمملكة العربية السعودية الحليف البالغ الأهمية.
 
وقال توبي جونز، خبير في الشؤون البحرينية في جامعة رتجرز "يمكن النظر إلى البحرين الآن على أنها شيء من مستعمرة سعودية، بمعنى أن هناك دمجاً للسياسات". وأضاف " لكن هذا هو أكثر من مجرد التقاء في الأفكار. إنه يرجع إلى المخاوف من الربيع العربي ".

على الرغم من أنه كان هناك بعض التذمر للمعارضة - بما في ذلك الاحتجاجات في المناطق الشيعية في المملكة العربية السعودية - ولكنه لم يرد أن هناك اضطرابات في منطقة الخليج مثل الاضطرابات الحاصلة في البحرين. حيث قتل اكثر من 45 شخصا  في الاشتباكات شبه اليومية في الشوارع بين قوات الأمن بقنابلها المسيلة للدموع  وبين المتظاهرين بقنابلهم الحارقة.وبعض جماعات حقوق الإنسان حددوا حصيلة القتلى بأكثر من 60.
لم يكن هناك أي تقارير مؤكدة عن جنود سعوديين شاركوا بشكل مباشر في أعمال القمع. لكن القوات في البحرين وفرت الحماية للمواقع الرئيسية، مثل محطات توليد الطاقة، لإطلاق قدرات الشرطة المحلية. التدخل العسكري أيضا بعث رسالة واضحة على أن السعودية تعتبر البحرين خطا لا يمكن تجاوزه.

زعماء دول الخليج العربي يزعمون بشكل متكرر أن إيران تحرك الخيوط من وراء الاحتجاجات الشيعية في البحرين، على الرغم من أنه لم يبرز أي دليل واضح يدعم هذه المزاعم. التكتل الخليجي يخشى من أن يعطي سقوط الحكم السني ذي المئتي عام في البحرين  موطئ قدم  لإيران في الخليج.

في الشهر الماضي، زعم الملك السعودي عبد الله أن " أيدي مجهولة" كانت وراء الاضطرابات في البحرين وغيرها من الاضطرابات ضد الزعماء السنة في العالم العربي. لم يشر عبدالله بشكل مباشر إلى إيران، ولكن كلمات مشابهة استخدمت من قبل مسؤولين سعوديين وآخرين في مجلس التعاون الخليجي المؤلف من ستة أعضاء وهي الكويت والبحرين وقطر وسلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة.

وسمى وزير الدفاع السعودي في مقابلة نشرت الأحد في صحيفة السياسة الكويتية، قوات الأمن الإقليمي، والمعروفة أيضا باسم درع الجزيرة،  بأنها "نواة" للحماية ضد أي تهديدات لدول الخليج. وأضاف "إيران جارتنا، ولكننا نضع حداً عندما يتعلق الأمر بالتدخل في شؤوننا الداخلية"، ونقلت الصحيفة عن الأمير سلمان بن عبد العزيز قوله: "كلما شعرنا بأن أي شخص يتدخل في شؤوننا الداخلية، عبر مرتزقة داخليين أو أشخاص من الخارج، فسوف نقاوم بالشكل المناسب."

وقال الباحث الاقتصادي البحريني، جاسم حسين، بأن الاتحاد الخليجي قد يشمل مساعدات اقتصادية موحدة إضافية من المملكة العربية السعودية الفاحشة الثراء لدعم البحرين، التي يتمثل دورها كمركز مالي إقليمي تلقى ضربة كبيرة بسبب الاضطرابات. وفي دعم نادر للاقتصاد البحرين في العام الماضي، اختار الأمير السعودي الوليد بن طلال في كانون الأول المنامة كنقطة لقناة إخبارية عربية "العرب" تبث على مدار 24 ساعة.

قال سايمون هندرسون محلل في الشؤون الخليجية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى." حكام البحرين دائما  يعتمدون على سخاء  المملكة العربية السعودية " ، "الأمر كله جزء من قصة أكبر -  التنافس بين السعودية وإيران على السلطة في المنطقة".

ولكن الجماعات الشيعية في البحرين لديها قلق أن يترك الاتحاد المزمع المملكة العربية السعودية الحاكم الفعلي ويشدد القمع أكثرعلى المعارضة. وقال الشيخ علي سلمان، رئيس الوفاق، أكبر جمعية سياسية شيعية ،"إننا نرحب بفكرة اتحاد خليجي أوثق إذا أقره الشعب"، وأضاف "ولكن اذا كان الهدف هو مجرد تحويل البحرين إلى إمارة تابعة للمملكة العربية السعودية، عندها لن يكون الأمر مقبولا، وسيكون كارثيا".

5 مارس 2012

وصلة النص الاصلي.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus