البحرينيون في مسيرة 9 مارس: كأنهم يصرخون في وجه الملك

2012-03-10 - 9:52 ص


مرآة البحرين (خاص): جسّد البحرينيون يوم الجمعة التاسع من مارس الحقيقة الساطعة، وأرسلوا الوميض الأقوى للعالم: نحن هنا شعب بأغلبيته الساحقة نطالب بالحرية وبسحب قوات الاحتلال السعودي. فماذا يقول النظام الخليفي وداعموه في الشرق والغرب؟

قبل الموعد المحدد للمسيرة في الثالثة والنصف، زحفت الجماهير لتملأ الشوارع، فبدأت المسيرة عملياً في الثانية بعد الظهر، من بوابة بلدة بني جمرة حتى دوار بلدة الدراز  وصولا لدوار بلدة سار فدوار بلدة جنوسان فدوار بلدة كرانة وصولاً إلى دوار بلدة القدم وصولاً لساحة الحرية المحاذية لبلدة المقشع.

 أكثر من 6كيلو مترات امتدت مسيرة التاسع من مارس، طوفان بشري ردد شعاراته الواضحة (فلتسقط الحكومة)، و(الشعب يريد تقرير المصير)، وصولاً إلى (الشعب يريد إسقاط النظام) طالب المتظاهرون في طوفانهم الذي حضروه بأنفسهم وأولادهم وزوجاتهم، حضر كبار السن حتى المعاقين منهم، طالبوا بتغيير حقيقي ينهي الاستبداد والديكتاتورية القائمة الآن في بلدهم.

 
يجوز للمعارضة التي حاز مطلبها بالتغيير كل هذا الالتفاف الشعبي، أن ترفع صوتها عالياً في وجه النظام الذي اختبأ خلف عساكره التي نشرها في المناطق القريبة التي توصل لميدان الشهداء حيث كان ينتصب دوار اللؤلؤة.

عبرت المسيرة عن مختلف الأسقف التي تتبناها فصائل المعارضة، جمعت المكون الشيعي بالكثيرين من المكون السني الذي شارك كثير من أبنائه وبناته في المسيرة. شاركت المحجبات وغير المحجبات، الإسلاميين وغير الإسلاميين، الرجال والنساء، جسّدت المسيرة قول الشيخ عيسى قاسم الذي دعا لهذه المسيرة بأنها (مسيرة شعب).

وكان لافتاً رد الجماهير على خطاب الملك حول أصول البحرينيين  بأنهم جميعا جاءوا مع عائلته من الزبارة قبل أكثر من 200عام، وكأن البحرين لم يوجد فيها سكان إلا بعد مجيء عائلته، كانت الجماهير تهتف بحرارة وكأن الملك واقف أمامها وهي تصرخ في وجهه.

بعد أكثر من ثلاث ساعات ألقى نائب أمين عام جمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي البيان الختامي للمسيرة، قال فيه "إن مسيرة اليوم هي مسيرة شعب ووطن حضر من حضر لها، بحرية تامة، وبدافع الوطنية الصادقة وحب البحرين وبدافع الحرص على مستقبل البلاد ومستقبل جميع أهلها. فالجماهير هنا اليوم لهويتها الوطنية البحرينية العربية المسلمة".

وتابع "إن هذا الحضور التاريخي يبعث برسالة واضحة وهي أن الشعب لن يتراجع عن الحراك المطلبي والتواجد في الساحات والميادين حتى تحقيق هذا الحق الطبيعي والثابت في أن تكون إرادة الشعب البحريني بأكمله –وليس القبيلة أو الطائفة أو العرق- هي مركز النظام السياسي ومرجعيته. إن هذه الجماهير تحمل السلطة مسؤولية كل الخسائر التي لحقت وتلحق بالوطن والأفراد لأنها صمت الآذان عن سماع نداءات الشعب المسالم في المطالبة بحقوقه المشروعة، ورفضت الانصياع لما يدعوا له العقل والمنطق والمصلحة الوطنية واستخدمت أقسى أنواع البطش والتنكيل ضد الشعب الذي لم يزده ذلك إلا صموداً وإصراراً وتمسكاً وقناعة بمطالبه الحقة والواضحة

الديوان الملكي أصدر بياناً باهتاً قال فيه "وفي الوقت الذي يبارك فيه الديوان الملكي هذه الطريقة الحضارية في التعبير عن الرأي فانه يدعو الجميع إلى اتخاذ هذا النهج في كل مناسبة لما فيه خير للبلاد وأهلها"

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus