صحيفة الجارديان: الفورمولا في البحرين شبيهة بالكريكيت في جنوب أفريقيا خلال عهد التمييز العنصري

2012-03-10 - 8:22 ص




مرآة البحرين: مع صورة للمدرعات وهي تجوب شوارع البحرين، نشرت صحيفة الجارديان مقالا للصحافي البريطاني "باول ويفر" مراسلها الرياضي لشئون الفورمولا تحت عنوان "لماذا لا ينبغي إقامة سباق الفورمولا في البحرين هذا العام؟"

ووصف الكاتب زاوية مقاله هذه بالمظلمة، وقال إنه يشعر بأنه في مزاج كئيب إذ يتحدث عن سباق الفورمولا في البحرين، والمقرر أن يجري في إبريل القادم.

وتساءل ويفر "مع أخذ كل الأمور في الاعتبار، هل ينبغي أن نمضي قدما في هذا السباق بالفعل؟" موضحا "أنا لا أركز على حقوق الإنسان الآن، ولا حتى على الأخلاق - لأننا إذا فعلنا ذلك ربما نقيم السباق هنا فقط كل الوقت - أنا أبحث في سباق البحرين على أنه مجرد حدث رياضي"

وفي محاولة للمقاربة، سرد الكاتب تجربته مع مراسل الجارديان السابق لرياضة الكريكيت الصحافي الرياضي جون أرولت، في ما كان يدور من جدل كبير في الأوساط الرياضية عن إقامة جولة الكريكيت في جنوب أفريقيا عام 1970.

يقول ويفر مع اقتراب موعد الجولة "كنا نحن نتطلع لرؤية اللاعبين الكبار" ويضيف "لكنني سأظل أتذكر دائما الجملة التي قالها لي أرولت وهو يحدق بعينين حمراوتين: إنه لا ينبغي أن يقام"

"لماذا، بسبب الفصل العنصري؟" يسأل ويفر، ويجيب أرولت "لا" ثم يستدرك قائلا "حسنا، نعم، بطبيعة الحال بسبب نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لكن ما أعنيه هو أنه إذا كانت جولة جنوب أفريقيا ستقام فإن اللعبة ستجري خلف الأسلاك الشائكة، وسيكون هناك كلاب بوليسية وشرطة ومتظاهرون وعنف ولن يكون الجمهور كثرة"

يضيف أرولت "والرياضة لا ينبغي أبدا أن تلعب في هكذا بيئة. الرياضة هي للمتعة، والاحتفال، وينبغي دائما أن تلعب في هذه الأجواء"

في هامش هذه القصة، يشير الكاتب البريطاني إلى أن أرولت عندما سئل في إحدى المرات من إحدى إدارات الهجرة والسفر عن عرقه كتب في خانته "إنسان" في تعبير عن مقته للتقسيمات العنصرية.

يواصل الكاتب سرد تجربته مع هذه القضية "ألغيت الجولة بالطبع، وبقيت حكمة أرولت العميقة على مر الزمن. تذكرت كلماته بعد 20 عاما، عندما كنت أغطي جولة قامت بها مجموعة متمردة من لاعبي الكريكيت الإنجليز المضللين والمرتزقة في جنوب أفريقيا" ويوضح "على الأقل غطيت هذه الجولة حتى طردت خارج البلاد ومنعت من دخولها مدى الحياة عقابا لآرائي حول الفصل العنصري"!

يذكر ويفر إن منظم هذه الجولة عندما سئل عن إحدى أعمال الشغب التي جرت هناك أجاب بشكل استهزائي مسيء "كان هناك عدد قليل من الناس يغنون ويرقصون، هذا ما كان هناك"!

يسقط الكاتب هذا السرد الذي عايشه على قضية إقامة الفورمولا في البحرين "تذكرت هذه الكلمات مجددا، بشكل أقل من المناسب حين قال بيرني إيكلستون عن أعمال العنف التي صادفت الذكرى السنوية ليوم الغضب في البحرين بأن المتظاهرين هناك مجموعة كبيرة من الأطفال يتحرشون بالشرطة. ولا شيء جدي على الإطلاق"

يشير ويفر إلى أنه قد تتاح له الفرصة لزيارة البحرين لأول مرة قريبا، ويعبر عن شعوره  إزاء ذلك بعدم ارتياح عميق، مؤكدا أنه يعلم بأن البلاد آخذة في التغير "ولكنه لا يزال هناك الكثير من المتشددين الباقين في الشرطة والجيش... لقد تحدثت إلى الناس الذين هم هناك وتقاريرهم عن العنف والتعذيب من الصعب أن تكون غير صحيحة"

يرجع ويفر إلى نموذج جنوب أفريقيا "عاد بي ذلك إلى العام 1990 والإرهاب في جنوب أفريقيا، حين كان هناك بعض الناس السذج لا يزالون متشبثين بالفكرة القائلة أنه يمكن إبقاء السياسة مفصولة عن الرياضة" يعلق الكاتب قائلا "جنوب أفريقيا كانت لن تبقى كما هي أبدا، ولكن عزلة البلاد الرياضية لعبت دورا كبيرا في التغييرات التي حدثت"

يختم ويفر مقاله بالقول "قد تسير الأمور على ما يرام في سباق البحرين، ولكنه سيجري في خلفية من الاحتجاجات والقمع وقلة المتفرجين. صحيح، سيكون حدثا رياضيا، لكنني أعتقد أنني أعرف ماذا كان جون أرولت سيقول"!

"ويفر" الصحافي الذي غطى أحداث فبراير من زاوية الفورمولا

ورغم أن ويفر صحافي رياضي، إلا أنه كتب عدة مرات عن الاضطرابات السياسية وحملات القمع في البحرين من زاوية الجدل المثار عن إقامة سباق الفورمولا في البلاد هذا العام.

وكان ويفر هو من نقل تصريح إيكلستون الذي وصف فيه المتظاهرين بالأطفال في صحيفة الجارديان عقب يوم واحد من ذكرى 14 فبراير، وجاء تقريره تحت عنوان "إيكلستون يقاوم دعوات لإلغاء سباق جائزة البحرين الكبرى"

وبموازاة تصريح إيكلستون الذي نقله ويفر في هذا التقرير، ذكر الصحافي تفاصيل ما حدث في المظاهرات والاحتجاجات الضخمة التي رافقت الذكرى السنوية، وتحدث عن توغل المدرعات في العاصمة لقمع المتظاهرين، وتحليق طائرات الهليكوبتر على مواقع الاحتجاج باستمرار، وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على المتظاهرين.

وأكد ويفر في تقريره أن إحياء الذكرى السنوية ليوم الغضب الذي انطلقت فيه انتفاضة الناشطين المطالبين بالديمقراطية، اتسم عامة بالعنف. وأشار إلى أن الفزع عم المحتجين الذين شقوا طريقهم إلى دوار اللؤلؤة، بعد أن أطلق النار تجاه رؤوسهم مباشرة.

وكان ويفر قد كتب قبل ذلك تقريرا آخر عشية الذكرى توقع فيه أن تسهم أحداث 14 فبراير وما يمكن أن يجري فيه من احتجاجات واسعة في إقناع الكثير من الناس بأن الحال في البلاد ليست مستقرة كما تحاول حكومة البحرين الإيحاء به.

وقال التقرير إن هيئة تنظيم سباق الفورمولا والاتحاد الدولي للسيارات تواروا عن الانظار لأنهم لا يريدون أن يكونوا جزءا من الضغوط المتصاعدة.

وأشار إلى أنه كان هناك حديث بين الفرق والمنظمين بأن يجري استبدال البحرين على الجدول بتركيا، مضيفا بأن الرعاة كانوا كذلك يشعرون بالقلق من العواقب المحتملة لانطلاق السباق في بلد لا تزال فيه الخلافات السياسية بعيدة عن الحل وتحقيق المصالحة.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus