أ ف ب: حصار التحالف بقيادة السعودية يبقي آلاف اليمنيين عالقين داخل بلادهم وخارجها

2016-10-25 - 6:29 م

مرآة البحرين (أ ف ب): باتت مغادرة اليمن لمتابعة التحصيل الجامعي في الهند حلما صعب المنال لعبد السلام خالد، في ظل الحصار المفروض منذ أشهر من التحالف العربي بقيادة السعودية، الأمر الذي يدفع ثمنه أيضا مصابون بحاجة إلى علاج ملح.

وخالد (34 عاما) هو واحد من آلاف باتوا عاجزين عن مغادرة اليمن، بسبب الحصار الذي يفرضه التحالف على مناطق أنصار الله منذ بدأ عملياته في آذار/مارس 2015، وشدده في آب/اغسطس مع وقف حركة الملاحة بالكامل في مطار صنعاء.

ويقول عبد السلام خالد المقيم في صنعاء التي تسيطر عليها جماعة أنصار الله منذ أيلول/سبتمبر 2014، لوكالة فرانس برس، إنه يأمل في متابعة تعليمه العالي ونيل شهادة ماجستير في اللغة الإنكليزية بالهند بناء على منحة حصل عليها، إلا أنه بات حاليا عالقا في العاصمة بلا أمل.

ويضيف "الطرق غير آمنة لأصل إلى المطارات (الأخرى)، لذلك لا أستطيع إكمال دراسة الماجستير في المستقبل القريب".

ويشهد اليمن منذ أكثر من عامين نزاعا داميا سيطرت خلاله جماعة أنصار الله على صنعاء، وتقدمت في اتجاه مناطق أخرى في الوسط والجنوب. ومكن التحالف القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي من استعادة خمس محافظات جنوبية في صيف 2015، ولا تزال مناطق عدة تشهد غارات ومواجهات بشكل يومي.

وفرض التحالف منذ بدء عملياته، حصارا بحريا وجويا على المناطق التي يسيطر عليها أنصار الله. إلا أن الحركة في مطار صنعاء تواصلت بشكل محدود، واقتصرت على رحلات لمنظمات إنسانية وللأمم المتحدة، وأخرى لشركة الخطوط اليمنية (إلى عمان والأردن ونيروبي)، علما أن طائرات الشركة كانت تخضع للتفتيش في السعودية.

وأوقف التحالف حركة الملاحة المدنية من المطار وإليه بشكل كامل منذ آب/اغسطس، مع استئنافه الغارات الجوية على صنعاء ومحيطها إثر تعليق مشاورات سلام بين أطراف النزاع أقيمت في الكويت برعاية الأمم المتحدة.

وتقتصر الملاحة حاليا على رحلات إنسانية بشرط نيلها موافقة مسبقة.

ويقول المدير العام للمطار خالد الشايف "المطار مغلق منذ شهرين (...) أبلغت دول العدوان أن المطار مغلق لـ 72 ساعة. تجددت الفترة 72 ساعة أخرى وأغلق المطار من يومها حتى هذه اللحظة".

ويضيف لفرانس برس "هناك حالات إنسانية بالآلاف: مرضى وطلاب ومغتربون" لا يستطيعون السفر، و"حالات إنسانية كثيرة جدا عانت من هذا الإجراء سواء من العالقين في مطارات أخرى أو الحالات المرضية والإنسانية الموجودة في الداخل".

ويتحدث المدير العام للنقل الجوي مازن الصوفي عن "أضرار كبيرة جدا" جراء وقف حركة المطار.

ويوضح "هناك الآن العديد من العالقين. تجاوز العدد 20 ألف يمني خارج البلاد يريدون العودة إلى اليمن. هؤلاء لا يستطيعون الآن مواجهة نفقات المعيشة" في الدول التي يتواجدون فيها.

ويضيف "هناك أيضا العديد من الحالات المرضية المستعصية التي تحدث يوميا بسبب الحصار على مطار صنعاء الدولي"، و"هناك العديد من الطلاب الذين فقدوا مدارسهم ولم يلتحقوا بجامعاتهم".

وكان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جايمي ماكغولدريك دعا أخيرا "كل الأطراف إلى السماح للرحلات باستئناف نشاطها إلى صنعاء ليتمكن الناس من نيل راحة يحتاجونها بشدة".

- "كارثة إنسانية" -

وانعكست الأضرار في البنية التحتية للمطار على عملية إيصال المساعدات الإنسانية.

ويؤكد نائب مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن أدهم مسلم وجود "صعوبات كثيرة" لإيصال المساعدات، "تبدأ بالتصاريح الأمنية والتأخير في شراء المواد الغذائية وإدخالها عبر البحر والموانىء، (وتمتد) إلى الطرق والجسور المدمرة، وعدم إمكانية الوصول إلى كافة المناطق".

ويوضح أنه على سبيل المثال "لنحصل على المواد الغذائية من الشراء حتى تصل إلى اليمن، نحتاج إلى 4 أو 5 شهور".

ولا يبدو ان للنزاع أي آفاق حل أو حتى تهدئة ثابتة.

وأعلنت الامم المتحدة الأسبوع الماضي هدنة لمدة 72 ساعة بدءا من منتصف ليل الأربعاء، شابتها خروقات متواصلة منذ الساعات الأولى.

ومع اقتراب موعد نهايتها، حض المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد على تجديد التهدئة، بيد أن دعوته لم تلق آذانا صاغية لا من جهة الحكومة والتحالف، ولا من أنصار الله.

ويشدد التحالف على أنه سيواصل الحصار لضمان عدم وصول الأسلحة لأنصار الله. وتتهم الرياض ودول غربية إيران بتهريب أسلحة إلى الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

إلا أن التحالف سمح في الفترة الماضية بشكل استثنائي بإجلاء أكثر من 100 شخص على متن طائرة عمانية لتلقي العلاج في الخارج. وكان هؤلاء بين 525 شخصا أصيبوا في غارة على صنعاء في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر، أدت أيضا إلى مقتل 140 شخصا.

ونفى التحالف بداية وقوفه خلف الغارة. إلا أن فريق التحقيق التابع له أقر في وقت لاحق بمسؤولية التحالف، قائلا إن القصف الذي تم على قاعة تقام فيها مراسم عزاء، نفذ بناء على معلومات مغلوطة.

إلا أن هذا الاستثناء لا يبدل من القاعدة التي بات على خالد التأقلم معها، وهي أن نيل الماجستير لن يتاح له "حتى في المستقبل القريب".

ويرى الصوفي أن "هناك كارثة إنسانية والعالم ينظر الى هذه الكارثة من دون أن يتخذ إجراءات معينة للحيلولة دونها".

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus