شركة العلاقات العامة الأمريكية تمد يد العون للحكم الملكي الوحشي في البحرين

2012-03-17 - 11:06 ص






جستين إليوت، صحيفة بروبابليكا
ترجمة :مرآة البحرين


في الوقت الذي يقوم البحرين بإجراءات صارمة ضد المتظاهرين السلميين، شركة تدعى "كورفيس" تلفق القصص بالنيابة عن واشنطن.

في وقت سابق من هذا الشهر، وصلت مجموعة من ثلاثة شبان بحرينيين إلى واشنطن للحديث عن الإصلاح في البلد الخليجي الصغير، الذي تهزه احتجاجات الربيع العربي منذ العام الماضي. الوفد، ويتضمن موظفاً في منظمة غير حكومية ومقاولا تقنيا وكلاهما تلقوا تعليمهم في الغرب، مثل "الصوت القيادي للتغيير والإصلاح" في البحرين، في رسالة إلكترونية كتبها أحد ممثلي المجموعة.

لكن هذا الوفد لم يكن من قادة حركة الاحتجاج التي تحدت البلد ذات الحكم الملكي السني.  بل كانوا أعضاء في "وفد شبابي" شكلته شركة علاقات عامة أمريكية بارزة، كورفيس، والتي كانت تعمل مع البحرين بهدف تعزيز صورة البلاد في الولايات المتحدة.

 كانت رسالة الوفد المؤيدة للإصلاح بتواضع ممتزجة بانتقادات حادة للمعارضة البحرينية، وشكاوى حول التغطية الإعلامية السلبية في الولايات المتحدة.

 العام الماضي، في الأسابيع الأولى للحملة العنيفة على الاحتجاجات الواسعة للمعارضة الشيعية في البحرين، وقع وزير الشؤون الخارجية عقدا بـقيمة 40 ألف دولار امريكي في الشهر الوحد زائد النفقات،  مع شركة كورفيس لتلقي خدمات العلاقات العامة.  كورفيس، هي واحدة من أكبر شركات العلاقات العامة والضغط في واشنطن، وتوظف عددا من كبار الموظفين السابقين العاملين في الكابيتول هيل، وتعمل أيضا لدى المملكة العربية السعودية، الحليف الوثيق للبحرين.  في العام الماضي وقعت أعمال الشركة من أجل البحرين تحت المراقبة عندما دافعت عن المداهمة التي قامت بها الحكومة على مكتب "أطباء بلا حدود" في البحرين. وأيضا في عام 2011، كتب مسؤول في كورفيس أعمدة موالية للنظام في صحيفة هافينغتون بوست دون الكشف عن مدى انتمائه لكورفيس.

البحرين حليف أمريكي مهم في الخليج، والعاصمة المنامة هي موطن للأسطول الأمريكي الخامس. في أواخر العام الماضي وجدت لجنة التحقيق المستقلة أن الحكومة قامت بتعذيب المحتجزين بشكل منهجي واستخدمت القوة المفرطة لإخماد الاحتجاجات. وفي حين أن الاضطرابات  سقطت من عناوين الصحف، تستمرالبحرين في قمع الاحتجاجات، وبعنف أحيانا. وعلى الرغم من ان البحرين وعدت بالإصلاحات، أصدرت هيومن رايتس ووتش اليوم تقريرا نتيجته "انتهاكات فظيعة  متعلقة بحقوق المحاكمة العادلة" في دعاوى مقدمة ضد نشطاء المعارضة.

إدارة أوباما وقفت إلى حد كبير إلى جانب البحرين، مقدمة انتقادات خافتة بينما تواصل بيع الأسلحة للحكومة، على أن واحدة من هذه الصفقات لا تزال قيد الانتظار.

ولمواجهة الصحافة السلبية، قامت البحرين بحملة كبيرة للعلاقات عامة في الولايات المتحدة، وذلك بتوظيف كورفيس وعدة شركات أخرى. البعثة الشبابية التي أوفدت إلى واشنطن، في الذكرى السنوية الأولى لبدء الاحتجاجات، هو أحدث محاولة ضمن هذا الجهد.

في الاجتماعات واللقاءات العامة، انتقد وفد كورفيس المؤلف من ثلاثة أعضاء المتظاهرين المعارضين ووصفوهم "بالمحرضين العنيفين".

 قال كول بوكنفيلد وهو مسؤول في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط والذي التقى بالفريق في منتصف شباط/فبراير "رسالة هذا الوفد كانت، الأمور هنا  (في الولايات المتحدة) تم تصويرها بطريقة غيرعادلة".وكان كول قد انتقد حكومة البحرين. وقال أعضاء الوفد إنهم "يمثلون الأغلبية الصامتة والتي هي معتدلة جدا ولكنهم يريدون رؤية إصلاح محدود ومستقر".

أضاف بوكنفيلد أن مجموعة كورفيس ذكرت أن الائتلافات الشبابية المنخرطة ضمن المعارضة: "هي مجموعة متطرفة من المشاغبين والمخربين".


جميع البحرينيين في الوفد تلقوا تعليمهم في الولايات المتحدة أو كندا، وفقا لسيرهم الذاتية.  أحد الأعضاء أسس شركة تقنية لتطوير التطبيقات الشبكية والنقالة، وآخر يعمل في فرع البحرين لمنظمة غير حكومية تدعى" القيادات العربية الشابة"، والثالث  متخصص في الإعلام ويعمل في هيئة شؤون الإعلام.

لم تستجب كورفيس لطلبنا للحصول على تعليق.

 خطاب الشركة كما كتبه موظفها آدم كروغيليا،  أطر الوفد على أنه يمثل المجتمع المؤيد للإصلاح في البحرين. وفيما يلي رسالة إلكترونية من كورفيس أرسلت إلى واحد من المحللين السياسيين  في واشنطن:  وهذا هو الإيميل الذي أرسله الوفد:

لقد مر ما يقرب من عام على اندلاع الاضطرابات في البحرين. في هذا الوقت، برز شبان كصوت رائد من أجل التغيير والإصلاح في البلاد. وستقوم المجموعة المتعددة الثقافات من هؤلاء الشباب البحريني  بالسفر إلى الولايات المتحدة من 13-17 شباط/فبراير. وهم حريصون على أن يشركوا في قصصهم صانعي القرار المهمين في واشنطن.

ولكن الوفد بدلا من ذلك يبدو أنه يركز على انتقاد المعارضة وشجب التغطية الإعلامية الأمريكية.
على سبيل المثال، حضر أعضاء الوفد حلقة نقاش حول البحرين في 15 شباط/فبراير في بيت الحرية في واشنطن. وفي سؤال وجواب بعد المناقشات الأولية، تقول عضو الوفد ابتسام خليفة بحر، التي تعمل في هيئة شؤون الإعلام:

"أقول لكم هذا: المحتجون ليسوا سلميين وأنا أعرف هذا لأنني أعيش في قرية قريبة منهم،حيث أشم وأسمع كل يوم القنابل الحارقة التي يلقوها أمام بيتي، وعلى سيارتي.... ولدي نفس المظالم التي لديهم. أريد وظيفة أفضل. أنا أريد إصلاحا أفضل في الحكومة ".

بحر تحدت  مسؤولة من مركز البحرين لحقوق الإنسان كانت موجودة في حلقة النقاش. فقالت:

 "أعتقد أنك تخونين صوت الإنسان البحريني لأنك حذفتي صوتي.... أريد بلدي كما كان،  قبل أن يبدأ كل هذا الهرج والمرج".




28 فبراير 2012





التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus