براين دولي: حظر السفر في البحرين دليل على انعدام الأمن

براين دولي - الهافينغتون بوست - 2016-11-23 - 1:17 ص

ترجمة مرآة البحرين

في بادئ الأمر، هاجمت السّلطات البحرينية المدافع عن حقوق الإنسان نبيل رجب من خلال توجيه تهم إليه على خلفية كتابته افتتاحية في صحيفة النيويورك تايمز، والآن اتهمت الزعيم العلماني في المعارضة إبراهيم شريف بعد مقابلة أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس منذ بضعة أيام مضت.

خنق الصحافة سمة تقليدية لنظام قمعي، وحساسية البحرين تزداد كل يوم تجاه أي شخص يكشف عن حقيقتها المشينة. وصولًا إلى اندلاع الاحتجاجات الحاشدة المطالبة بالديمقراطية في العام 2011، وحتى فترة وجيزة بعدها، كان دخول البحرين ممكنًا نسبيًا بالنسبة لوسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان. حاليًا أصبح الأمر فعليًا مستحيلًا بالنّسبة لنا.

سُمِح لبعض الصّحافيين بتغطية الزيارة التي أجراها الأمير البريطاني تشارلز إلى الجزيرة المملكة. وقال شريف لمراسل أسوشيتد برس جون غامبريل، الذي كان يزور البحرين، إنه خشي من احتمال استخدام الزيارة الملكية لـ "تبييض" سجل البحرين في مجال حقوق الإنسان - يبدو أن هذا التصريح هو الذي عرض شريف لمتاعب جمة، وهو يواجه الآن تهمًا بـ "التحريض على كراهية النّظام".

النظام [البحريني] شديد الحساسية فيما يتعلق بالانتقاد، إلى حد أنه حتى يمنع المعارضين الأقل شهرة من مغادرة البلاد، خشية من أن يرووا للعالم الخارجي ما يحصل داخل المملكة الدّكتاتورية. الأسبوع الماضي، قيل لفاطمة الحلواجي، البالغة من العمر 26 عامًا، إنها ممنوعة من السفر، وقد كان الأمر كذلك منذ أغسطس/آب. لم تكن تعلم بالأمر مسبقًا. وأخبرتني أنّه "لم أكن حتى ذاهبة إلى أي مكان على خلفية أسباب تتعلق بحقوق الإنسان".

نشأت فاطمة لفترة طويلة في المنفى في السويد (هي مواطنة سويدية) وعلاقاتها الدولية القوية هي شيء  تخشاه الحكومة البحرينية على الأرجح.

تذكر فاطمة وصولها من الخارج بعد أيام من بدء احتجاجات فبراير/شباط من العام 2011. "كان الليل قد حل عندما وصلت، وكان الطقس باردًا جدًا. لكني كنت فخورة جدًا لوقوفي مع الناس، ومتفاجئة من عدد الأفراد المستعدين للمطالبة بالحرية في وجه الظلم-الشيوخ والأطفال والنساء والرجال. أذكر أني فكرت كم هم شجعان لأن بعض المحتجين كانوا قد قُتِلوا وكنا ندرك ما الذي يمكن حدوثه، وأنه يمكن أن يتعرضوا لهجوم".

هوجِمت هذه الحشود، وقُمِعت التّظاهرات بوحشية في أواسط شهر مارس/آذار. وتبع ذلك انتقامات سريعة. اعتُقِل آلاف الأشخاص، وعُذّب البعض أثناء اعتقالهم، حتى الموت. لوحِق النّشطاء البارزون في مجال حقوق الإنسان وحُكِم عليهم في محاكم عسكرية.

والد فاطمة هو المعارض السياسي البارز خليل الحلواجي. وقد كان واحدًا من الذين حوصروا واعتُقِلوا في مايو/أيار 2011. أُفرِج عنه بعد بضعة أشهر، فقط ليُعاد اعتقاله في سبتمبر/أيلول 2014. هو يقبع في السجن حاليًا منذ أكثر من عامين وينتظر جلسة أخرى في المحكمة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني في إطار محاكمته الصورية التي يترأسها القاضي السيء السمعة إبراهيم زايد.

فاطمة كانت واحدة من الطلاب الذين طُرِدوا من جامعة العلوم التقنية في البحرين في العام 2011، على خلفية الاشتباه بإظهارهم عدم الإخلاص للأسرة الحاكمة على موقع فايسبوك (وبعد إعادتها إلى الجامعة لاحقًا بعد احتجاجات دولية، تخرجت في مجال إدارة الأعمال).

هي الآن تعمل في المنظمة الأوروبية-البحرينية لحقوق الإنسان، وتفيد أن عملها في السّنوات الأخيرة تمثل في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، و"زيارة عوائل المعتقلين السياسيين، والناجين من التّعذيب، ودعم حقوق العوائل والدفاع عنها".

تجد فاطمة نفسها عالقة في قمع إداري غير منطقي أبدًا. قالت إن "المسؤولين في المطار أخبروني أني لا أستطيع السّفر بأمر من النّيابة العامة، لكن محاميّ تحقق من الأمر في مكتب النيابة العامة، ولا يوجد أي حظر بشأني في سجلات النيابة العامة".

وتُقَدر فاطمة عدد الأشخاص الذين منعوا من السفر على خلفية الاشتباه بمعارضتهم للأسرة الحاكمة بأكثر من مائة شخص، بما في ذلك العشرات في الأشهر الأخيرة.

وفي أعقاب زيارة الأمير تشارلز في الأسبوع الماضي،علمت فاطمة وآخرون أن هناك قضايا جديدة رُفِعت ضدهم، على الرغم من أنه لم يتم إعلامها بعد بتفاصيل ما سيحدث.

لا يستطيع النظام البحريني إسكات أو إبعاد أو تبييض سجله. عليه أن يدرك أن سياسة "لا شيء ترونه هنا" تضمن فقط المزيد من الرقابة. عليه أن يرفع حظر السفر، وأن يفرج عن المعارضين، وأن يلتزم بنقاش مفتوح بشأن ما حصل وما تحتاجه البلاد في المرحلة المقبلة لبناء استقرار مستديم، وليس استقرارًا قائمًا على الاضطهاد والخوف.

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus