الكاتب السوري محمد قواص: النظام في البحرين يطوع أدواته بتشكيل اللجان

2012-03-22 - 3:29 م






مرآة البحرين: قال الكاتب السوري محمد قواص في مقال نشره موقع "ميدل إيست أون لاين" إن هناك "أزمة ثقة" بين النظام والمعارضة في البحرين، معتبرا أن النظام "يطوع أدواته" بتشكيل اللجان.

وأضاف قواص، في مقال نشره موقع "ميدل إيست أون لاين" إن هناك "أزمة ثقة كبرى تقطع سُبل التواصل بين المعارضة والنظام"، موضحاً "المعارضة تعتبر الحكم مناورا يتاجر بالوقت والمسألة بالنسبة إليها تنحصر في سوء توزيع للسلطة وبالتالي للثروة، وما بين السلطة والثورة يدور عراك البحرانيين ليس بين معارضة وحكم فقط بل بين سُنة البلاد وشيعتها".

وأضاف: "الحكم من جهته لا يثق بتلك المعارضة وأنها تناور بين الاصلاح المشروع وبين اسقاط حكم آل خليفة، ويرى في حراك ميدان اللؤلؤة مؤامرة مستوردة من بلاد فارس أن خطاب المعارضة دفوع للطلاق لا دستور للشراكة".

والمحصلة، يرى قواص، "دماء واحتقان وانقسام وتعصب وارتهان النخب للعامة"، مشيرا إلى أن "قيادات الشيعة لم تعد تستطيع التراجع عن سقف مطالب حشدت من أجله جمهورا كان غافلا، وقيادات السنة تحولت نحو التصلب والعناد والتطرف أحيانا بعد أن أيقظت جمهورا كان ساهيا". فـ"ما بين الجمهوريين يحدّث الحكم أدواته ويعصرنها: لجنة محايدة دولية لتقصي الحقائق تُشكل. تقريرٌ صادم مفاجئ يخرج عن تلك اللجنة: إدانة للسلطة وأدواتها، وادانة، ولو بنسبة أقل للمعارضة ووسائلها".

ويلفت إلى أن النظام البحريني يطوع أدواته أكثر فـ"تُشكل لجنة تضم "كافة أطياف" البحرين لتنفيذ التوصيات. وتعمل ماكينات الإعلام بقوى التشغيل القصوى تشرح وتفسر وتدلل وتلهث لتقديم الإنجاز"، لكن "شيئا ما ما زال ناقصاً".

ويقول قواص إن المعارضة "لم تقرر اجراء التحقيق ولا تدخلت في تشكيل لجنة تقصي الحقائق، ولم تتدخل في متن تقرير بسيوني"، معتبرا أنها "تريد "مشاركة حقيقية" تتحرى "العدالة في التمثيل" وترفض التمثيل الصوري". ويضيف: "المعارضة غائبة وليس وراء الغياب بالضرورة الحكم والجمعيات الخمس الرئيسية تتحمل وزرا من قرار الاعتكاف الدستوري".

وبرأي قوصا، فإن المعارضة "تملك حساً يخوّلها قياس الممكن والمستحيل وادراك ما يمكن الحصول عليه اليوم وما يمكن (أو لا يمكن) الحصول عليه غدا"، ويذكر بأن "في البحرين من يقول كان على المعارضة ان تقطف ثمارا قدمها لهم ولي العهد وأعرضوا عنها"، قائلاً "قيادات سُنية تشكر المولى انهم رفضوا فالعرض لم يعدّ متداولا، وشروط التفاوض تبدلت".

ويرى قواص أن "الشارع المعارض لم يعد يُرعب السلطة التي باتت تتعامل معه بصفته ثابتة بحرينية" وما تغيّر هو كيفية التعامل"، لافتا إلى أن "المنامة تسعى إلى تعامل حضاري يرقى بها الى كبريات الديمقراطيات ولا بأس من أجل ذلك بالتخلي عن أدوات للتصدي تصدعت وتعفنت، واللجوء إلى أخرى تعمل بإشراف العالم وجمعياته الحقوقية المدافعة عن حقوق البشر".

ويختم قواص بالقول: "يخيل لزائر البحرين هذه الأيام أن البحرين بحرانان متساويان لا يبدون أنهم في القريب العاجل سيلتقيان".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus