بعد رسالة شديدة اللهجة من علي الأسود، بسيوني: لو نفذت الحكومة توصياتي لما كان هناك تعذيب

2012-03-23 - 12:51 م


مرآة البحرين (خاص): أقر البروفيسور شريف بسيوني رئيس لجنة تقصي الحقائق المنتهية بأن الحكومة لم تنفذ التوصيات التي خرج بها تقريره، وخصوصا فيما يتعلق بالتعذيب.
 
وقال بسيوني "إذا كانت الحكومة تنفذ التوصيات من خلال وجود مفتش عام مستقل في وزارة الداخلية وقسم للشكاوى كما اقترحت فإنه من المأمول أن يتوقف التعذيب وتجبر آلام الناس. والأهم أيضا، بأن أولئك الذين يرتكبون مثل هذه الأعمال الرهيبة سيعرضون للمساءلة" لكنه قال إنه يعتقد بأن تنفيذ ذلك مأخوذ بعين الاعتبار.
 
جاء ذلك في خطاب نشرته حركة البحرين للعدالة والتنمية ردا على رسالة مفتوحة بعثها إليه النائب المستقيل علي الأسود، وقال بسيوني للأسود "إنني أشعر بالألم وخيبة الأمل حين يقوم أناس مثلك بانتقادي كما لو أنني لم أقم بعملي بالشكل المناسب والنزيه"
 
وأكد بسيوني أن اللجنة أثناء تواجدها لم تتلق تقارير عن حالات تعذيب أخرى غير التي ذكرت في التقرير، وادعى بأنه لا علم له بالحالات التي حدثت بعد ذلك، كما أنه ليس في وضع يمكنه من التحقيق فيها بعد الانتهاء من مهمته دون تمديد، مشيرا إلى أن الحالات التي تحدث عنها النائب علي الأسود في رسالته يبدو أنها قد وقعت بعد ذلك التاريخ.
 
وطلب بسيوني من الأسود الرجوع إلى توصيات اللجنة بشأن التعذيب، وأخذ نظرة فاحصة عليها، حسب تعبيره، وقال إنه فخور جدا بما أنجزته اللجنة، وأنها كانت حدثا هاما.
 
في رسالة شديدة اللهجة، الأسود: هذا ما قاله لك الملك ووزير الداخلية
 
وكان النائب الوفاقي المستقيل علي الأسود قد وجه رسالة مفتوحة شديدة اللهجة لبسيوني عبر فيها عن خيبة أمله من تصريحاته الأخيرة على قناة الجزيرة الإنجليزية والتي ادعى فيها بكل ثقة أنه لم تكن هناك أي مزاعم تعذيب وسوء معاملة منذ أن دخل هو والمحققون إلى البحرين.
وهاجم الأسود تصريحات بسيوني وقال إن سببها إما أنه حصل على معلومات غير صحيحة ولم يتحقق منها، أو أنه يتجاهل الواقع متعمدا. وخاطب بسيوني بالقول "أنت تتجاهل الحقائق وهذا غير مفيد للغاية للشعب البحريني"
 
ولفت الأسود نظر بسيوني إلى أنه في يناير الماضي فقط نقلت على نطاق واسع العديد من التقارير والشهادات والصور لحالتي وفاة في الحجز يمكن أن تعزى إلى التعذيب، وهما حالتا الشهيدين يوسف موالي ومنتظر سعيد.
 
وشدد على أنه لا يستطيع أن يصدق أن بسيوني لم يسمع عن ذلك، نظرا إلى وجوده في البحرين بعد وقت قصير من ذلك. وتساءل منه لماذا لم يتواصل مع عوائل هذين الشهيدين ليتعرف إذا ما كان التعذيب لا يزال موجودا في البحرين أم لا؟
 
واتهم الأسود بسيوني بأنه قال هذا الكلام بناء على معلومات من الملك ووزير الداخلية، وطالبه بشكل صريح بالتواصل مع عوائل الضحايا وذوي العلاقة أو تجنب الإدلاء بتصريحات غير صحيحة، إذا كان غير مدرك للحقائق.
 
هل رئيس الوزراء هو المسئول؟
 
وسخر الأسود من ادعاء بسيوني أن هناك أمور كثيرة تتحسن في البلاد، وأشار إلى أن 25 شخصا قتلوا لاستخدام "القوة المفرطة" من بعد خطابه الذي دشن فيه تقريره أمام الملك. وتساءل "هل يمكن أن تقول لي كيف يمكن أن يشكل مثل ذلك تحسنا؟"
 
واستغرب الأسود أن لا يكون بسيوني قد فهم بأن السلطات كانت تحاول إعطاء انطباع بأنهم نفذوا توصياته بينما تزداد الأمور سوءا على الأرض. وقال لبسيوني إنه كان من المفيد كثيرا لو تحدث عما لا يزال يحدث على الأرض من سقوط مزيد من القتلى، وتواصل الاعتداءات على المظاهرات السلمية، وتغطية قرى بأكملها بالغاز المسيل للدموع، واستمرار احتجاز السجناء السياسيين.
 
وقال إنه يتفهم ما عبر عنه بسيوني من صعوبة في تحديد المسؤولية عن الانتهاكات حين تكون الشخصيات السياسية جزءا من سلسلة القيادة، وفي المقابل عبر عن استغرابه من مناقضته ذلك في ذات الوقت برفع المسئولية عن بعض هؤلاء الأفراد من القيادات الرئيسية في النظام وبشكل محدد الملك، ولي العهد، وزير الداخلية ووزير العدل.
 
وتساءل الأسود في هذا السياق إن كان هذا يعني أنه يعتقد بأن أفرادا آخرين في الهرم القيادي لم يذكرهم يتحملون المسئولية، وقال "لم تذكر رئيس الوزراء، فهل هذا يعني أنه يتحمل المسؤولية؟ إذا كنت تعتقد أن الأمر كذلك، لماذا لم تقله؟"
 
تقريرك قد يضيع في مزبلة التاريخ
 
وأشاد الأسود بما صرح به بسيوني عن منع الطائفة الشيعية من الوصول إلى مواقع السلطة، لكنه لامه على ادعائه بأن الشيعة يشكلون 60٪ من السكان وهو ما يناقض مع ما ورد في تقريره الذي أشار إلى أن النسبة أقرب إلى 70٪.
 
واتفق الأسود كذلك مع ما قاله بسيوني من أن الانتهاكات التي ترتكب في البحرين هي أعراض وليست أسباب، وأن الأسباب الحقيقية هي سياسية. وقال إنه أظهر فهما واضحا وقويا للمشاكل السياسية في البحرين، لكنه عكس ذلك بشكل غير صادق بمثل هذه التصريحات.
 
ووجه خطابه لبسيوني متسائلا "ألا يمكنك أن تفهم بأنه من دون ضغوط دولية جدية لن يكون هناك إصلاح سياسي في البحرين؟ ما يعني أن أشخاصا مهمين مثلك يجب أن يكونوا صادقين وصريحين حول ما يحدث حاليا في البحرين"
 
ودعا الأسود بسيوني إلى سحب تصريحه هذا، وحثه على المساعدة في البدء في عملية إصلاح سياسي جادة وذات معنى. وقال "آمل أن يكون لديك فهم أقوى لتأثير كلماتك"
 
وقال إنه لا يريد أن يقول بأن التحقيق الذي قام به فشل، ولكنه سوف يضيع في مزبلة التاريخ ما لم يخرج منه تغيير حقيقي، وهو ما لم يحدث شيء منه لحد الآن.
 
وقال الأسود إن "أبو القانون الدولي" - كما يوصف بسيوني - يجب أن يكون ولاؤه للناس وليس الحكام، راجيا أن يتذكر ذلك في عمله في المستقبل مع البحرين.
 
 
نص الرسالة التي بعث بها الأسود لبسيوني ورد الأخير
 
مقابلة بسيوني مع الجزيرة الإنجليزية

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus