حسن مدن: لموت البابا شنودة أسبابٌ ولك أسبابُ!

2012-03-24 - 10:41 ص





مرآة البحرين (خاص):
حتى الساعة، وعلى الرغم من مرور 4 أيام من تسليم تقرير اللجنة المعنية بمتابعة تنفيذ توصيات بسيوني، لم ينبس أمين عام المنبر "التقدمي" حسن مدن ببنت شفة. ومن ورائه خرس تنظيمه أيضاً. وفي حين كان يُنتظر منه الإدلاء بتصريحات، توضح في الأقل، شيئاً من موجبات "الفج العميق" بين ما رأيناه في الكلمة التي ألقاها رئيسه ورئيس اللجنة علي صالح الصالح، ولخص فيها فحوى التقرير. وما كان قد سوّغ به دخوله فيها، غداة تشكيلها.

وهي تسويغات، نعرف الآن منها أن اللجنة: "تعد فرصة ذهبية" و"سيكون لها - هكذا جازماً جزم المستقبل المعطوف على فعل الكينونة - دور بارز ومحوري في الخروج من الأزمة" على ما صرح في 4 ديسمبر/ كانون الثاني الماضي.

صمت مدن صمت "الحملان"، فيما راح يعدد مزايا "البابا شنودة الثالث"، في مقالتين متواليتين، يوم التقرير وبعده، تعبيراً عن "صحوة دينية" متأخرة، قادر - تحت البريق المشع لعصر التسامح - على أن يعثر على خيط صلة معها في المدى الأبعد، ولو في "كنانة" الإسكندر المقدوني، في حين يجفل عن تلمس فتائل هذا الخيط، في الجوار اللصيق، حتى وهو يلتفّ على تخوم تظاهرة تاريخية مثل تظاهرة 9 مارس/ آذار التي قاطعها تنظيمه "المنبر".

هذا في ذات الوقت الذي يبدو سخياً في تلبية دعوات "المشاركة" في "تظاهرات" السلطة، وكرنفالها، أجاء ذلك في قبول المشاركة في معهد التنمية السياسية، أو طالولة "حوار التوافق الوطني" الفاشل، أو حديثاً في اللجنة الوطنية.

وقد يصح لو قيل، تبريراً، إن ذلك يأتي بداعي "اختلاف وجهات النظر" الواجب احترامها، أو بداعي "التكويعة" التي اتخذها "المنبر" منذ ورقة 15 يونيو/ حزيران التي شارك في وضعها، وهي أيضاً "تكويعة" ينبغي احترامها، في الأقل نزولاً عند "ديمقراطية" الجدل الحر في المؤسسات الحزبية، لكن لايصح، ولا ينبغي أن يصح، ألبتة، أن تتخذ هذه "التكويعة" ذريعة لنفي عذابات الناس، وجحيمهم أو المساهمة في نفيها، تبعاً لقرار متسرع، صارت جلية الآن ورطته، بالانضواء في اللجنة، وهو "انضواء" - بات مألوفاً أنه - سابق "الاحتواء"!

فساعتئذ، تسقط موجبات الاحترام، وشبهها، ويُعاوض عنها بالحديث عن "خصم سياسي". وهو "خصم سياسي" جدي؛ بالقدر الذي يضفي فيه "مشروعية" و"شرعية" على وحشية النظام، بالبناء على سطوة إهاب "معارض سابق".

فليست "وجهة نظر" أبداً، ولا هي من مسؤليات "الحيز العام" - بما فيه من ضحايا مستلبي الأرواح داخل "كانتونات الغاز"، وعوائل لما تزل منتهبة الأرزاق، وقيادات بينهم رفاق، "مزدردة" السلاسل - ليست من مسئوليات هذا "العام"، تحمّل إرباكات "البيت الداخلي"، في "المنبر"، وسواه من "الدكاكين" التوّابة.

يذكر حسن مدن ما من شك، مكابدات سلفه، المرحوم أحمد الذوادي، في التسعينات، ووقوفه ضداً من اللفيف "الحائر" من شاكلة من يواجههم اليوم في "المنبر"، ومنافحته عن ما دعاه في ورقة وضعها إذاك: "التحالف مع الدينيين"، بعد احتدام الجدل داخل تنظيمه.

وإذا كان ليس مطلوباً من مدن اليوم، الحذو بأمين عام تنظيمه السابق. وفي السياسة خاصة ربما تعذر "قياس الشاهد على الغائب". كما أن لدى "المنبر"، ما من شك، دواعيه، وبينها التجربة المرة مع "حلفاء الأمس" في الانتخابات، والتي  سيظل يهجس بها حتى "الهلاس" - ليس عبثاً ورود فشل تجربة التحالف مع الإسلاميين في الانتخابات في ثنايا ورقة المراجعة التي أعدها المكتب السياسي عقب دخول طلائع درع الجزيرة وفرض السلامة الوطنية .

نقول، إذا كان ليس مطلوباً من مدن القيام بذلك، ففي الأقل، منافحة على الضد، ينجزها، في موجبات "التحالف مع الدولة". وهو تحالف لم يعد بمقدوره إنكاره. وحبذا لو عضّد ذلك بورقة شبيهة بتلك التي قام بإعدادها رفقة اثنين من تنظيمه في 15 يونيو/ حزيران. فالرجل الذي واتته الجرأة قراءة إعلان الجمعيات "اعتبار دخول طلائع درع الجزيرة بمثابة قوة غازية" حري به أن يخرج للناس، بالمثل، ويقول لهم، أسباب الجرأة على البصْم فوق وثيقة تقول: "إن تنفيذ الدولة للتوصيات - في الشق الأمني - كامل شامل". وهذا الميدان ياحميدان.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus