القوات العراقية تتقدم في الموصل لكن خسائر المدنيين تتزايد

2017-01-11 - 5:49 م

مرآة البحرين (رويترز): قال الجيش العراقي إن قواته دفعت مقاتلي داعش للتقهقر في الموصل يوم الثلاثاء في مساع متجددة للسيطرة على المدينة الواقعة بشمال البلاد وتوجيه ضربة قاصمة للتنظيم المتشدد رغم أن التقدم تباطأ في بعض الأحياء.

ويقول مسؤولون إن القوات العراقية وحلفاءها سيطروا على قرى وبلدات تحيط بالموصل كما سيطروا على ثلثي الأحياء الشرقية على الأقل ليصلوا إلى الضفة الشرقية من نهر دجلة في الآونة الأخيرة.

لكن الحكومة كانت تأمل في بادئ الأمر في استعادة الموصل بحلول نهاية 2016 ورغم مرور ثلاثة أشهر حتى الآن على الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة فلا يزال المتشددون يسيطرون على كل الأراضي إلى الغرب من نهر دجلة الذي يقطع المدينة من الشمال إلى الجنوب.

وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في ديسمبر كانون الأول إن الأمر سيستغرق ثلاثة أشهر أخرى لاستعادة الموصل أكبر مدينة تحت سيطرة داعش في العراق أو سوريا.

وتدفق المدنيون المصابون على المستشفيات القريبة وألقت القوات العراقية اللوم على تنظيم داعش في إطلاق النار على السكان الهاربين وقصف المناطق المأهولة بعد فقدان السيطرة عليها.

وقال المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لايركه إن قرابة 700 شخص نقلوا إلى مستشفيات في مدن واقعة في مناطق يسيطر عليها الأكراد خارج الموصل في الأسبوع الماضي وإن أكثر من 817 شخصا احتاجوا علاجا بالمستشفيات في الأسبوع الذي سبقه.

وقال للصحفيين في جنيف "الإصابات بالصدمة مازالت مرتفعة بشدة خاصة في المناطق القريبة من جبهات القتال."

وقالت منظمة الصحة العالمية إن نحو 50 مصابا يوميا وصلوا لوحدات الطوارئ في أربيل على مدى الأسبوعين المنصرمين.

* تفجير جسور

واستعادة الموصل بعد أكثر من عامين من حكم داعش سيعني على الأرجح نهاية الشطر العراقي من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم عبر مناطق من العراق وسوريا.

لكن وتيرة التقدم داخل الموصل تباطأت في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول فيما خاضت القوات حرب مدن طاحنة مع المتشددين الذين يُعتقد أن عددهم عدة آلاف داخل المدينة.

ويقول مسؤولون إن المتشددين ردوا بهجمات انتحارية بسيارات ملغومة وقناصة مندسين وسط السكان المدنيين. كما فجروا جسورا عبر نهر دجلة في مسعى لإبطاء تقدم القوات العراقية.

وقال العبادي يوم الثلاثاء إن تدمير الجسور لن يمنع القوات العراقية من "تحرير" سكان الموصل.

وقال مسؤولون عسكريون إن قوات خاصة في شرق وشمال شرق المدينة تقدمت بشكل أسرع مع بداية العام بفضل أساليب جديدة وتنسيق أفضل لكن لا تزال هناك مقاومة شرسة في جنوب شرق الموصل.

وقال المقدم عباس العزاوي المتحدث باسم الفرقة 16 إن القوات العراقية دخلت يوم الثلاثاء حي الحدباء وهو حي كبير في شمال شرق المدينة لكن السيطرة على الحي ستستغرق على الأرجح أكثر من يوم وإن تنظيم داعش ينشر مفجرين انتحاريين.

وحاصرت وحدات جهاز مكافحة الإرهاب حي السكر القريب يوم الاثنين وسعت لاستعادة منطقة جامعة الموصل الاستراتيجية.

وقالت الأمم المتحدة إن متشددي داعش استولوا على مواد نووية تستخدم في الأبحاث العلمية في الجامعة عندما سيطروا على ثلث العراق في 2014.

ويريد جهاز مكافحة لإرهاب ووحدات الجيش السيطرة على كل الضفة الشرقية لنهر دجلة حتى يتمكنان من إطلاق عمليات لاستعادة السيطرة على غرب الموصل. وقال بيان للجيش والتحالف بقيادة الولايات المتحدة إن داعش فجرت قطاعات من جسرين يربطان شرق وغرب الموصل في محاولة لعرقلة عبور القوات العراقية.

وتمر جسور الموصل الخمسة عبر نهر دجلة وتعرضت بالفعل لأضرار جزئية بسبب الضربات التي تقودها الولايات المتحدة لإبطاء حركة المتشددين. وقال الكولونيل بالقوات الجوية الأمريكية جون دوريان وهو متحدث باسم التحالف لرويترز الأسبوع الماضي إن الأضرار الجديدة التي تسبب فيها مقاتلو داعش المتقهقرون "بالغة" لكنها لن توقف التقدم.

وقال للصحفيين في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق "كل يوم تتقدم القوات الأمنية العراقية وكل يوم يتقهقر العدو أو يختبئ."

* دروع بشرية

لكن القتال في الأحياء الواقعة جنوب شرق الموصل كان أكثر صعوبة مع تقدم القوات صوب النهر.

وقال العقيد عبد الأمير المحمداوي المتحدث باسم وحدات الاستجابة السريعة بالشرطة الاتحادية إن التحدي هو أن متشددي داعش يختبئون وسط العائلات المدنية لذلك التقدم بطيء وحذر جدا.

وأضاف أن وحدات الاستجابة السريعة ووحدات الجيش العراقي شقت طريقها داخل حي فلسطين وحي سومر في اليوم الأخير لكن متشددي داعش كانوا يطلقون النار على المدنيين الذين يحاولون الفرار.

وقال إن العائلات عندما ترى القوات العراقية قادمة تفر من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد باتجاه القوات وهي تلوح برايات بيضاء وإن المتشددين يقصفونهم بقذائف المورتر والقنابل الحارقة ويطلقون النار عليهم.

وأضاف أن أي حي ينسحب منه المتشددون يقومون بقصفه عشوائيا وأن القصف مكثف.

وذكر الكولونيل دوريان أن المتشددين يختبئون في المساجد والمدارس والمستشفيات ويستخدمون المدنيين دروعا بشرية.

وقال أحد السكان تم التواصل معه عبر الهاتف في أحد أحياء الموصل التي جرت استعادة السيطرة عليها إن القذائف لا تزال تسقط قرب منزله الأمر الذي أجبره على الانتقال مع أسرته إلى حي آخر.

وقال دون أن يذكر اسمه "خلال الأيام العشرة الماضية منذ تم تحريرنا لم تتوقف القنابل. القذائف تسقط كل يوم قرب المنزل وشاهدنا مدنيين يلقون حتفهم ويصابون عدة مرات."

وذكر ساكن آخر أنه سمع بثا لإذاعة داعش يحث المقاتلين على إطلاق النار على المناطق التي يبقى فيها السكان بمجرد دخول الجيش.

* صادرات نفطية

قال لايركه إن عدد الأشخاص الذين أجبروا على النزوح عن منازلهم بسبب القتال ارتفع مع بداية التقدم الجديد للقوات العراقية لكن الأرقام عادت لمستوياتها السابقة منذ ذلك الحين.

وذكر أنه منذ بداية الحملة في أكتوبر تشرين الأول نزح نحو 135 ألف شخص مضيفا أن مؤسسة غير حكومية فتحت مستشفى ميدانيا شرقي الموصل لتخفف الضغط على مستشفيات أربيل على بعد نحو 60 كيلومترا.

وفي علامة على أن بغداد تسعى لإحياء مجالات من اقتصادها الذي تضرر بسبب توسع داعش قبل أكثر من عامين قالت وزارة النفط هذا الأسبوع إنها قد تستأنف الصادرات عبر خط أنابيب إلى تركيا عبر محافظة نينوى حيث تقع الموصل.

لكن ستكون هناك حاجة لتحسين العلاقات مع أنقرة أولا.

وقال العبادي إن علاقات بلاده مع تركيا "لا يمكن أن تتقدم خطوة واحدة" بدون انسحاب القوات التركية من معسكر في شمال العراق.

ونقل التلفزيون عن العبادي قوله "أبلغنا رئيس الوزراء التركي أن العلاقات العراقية التركية لا يمكن أن تتقدم خطوة واحدة من دون سحب القوات التركية من معسكر بعشيقة."

والوجود العسكري التركي في شمال العراق حيث تدرب قواتها مقاتلين سنة وأكرادا هو نقطة خلاف بين البلدين قبل بدء حملة الموصل.

ودعت أيضا وزارة النفط العراقية شركة أنجولية لبدء العمل في حقلي نفط قرب الموصل انسحب منهما مقاتلو التنظيم قبل أشهر وأضرموا النار في آبارهما قبل رحيلهم.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus