"الداخلية البحرينية" تعمل على إنشاء منصّة لمناطيد التجسس

2012-03-27 - 4:15 م




مرآة البحرين (خاص):
قريباً سيشاهد البحرينيون جسمًا أو أجساماً بيضاوية الشكل تطفو في الهواء، ليست طائرات فهي لا تصدر ضجيجاً، إنها المناطيد أو بالونات التجسس، أو عيون العدو المنتفخة.

جميع البحرينيين يمرون هذه الأيام بجانب "القلعة"، والقلعة تعني هنا مقر وزارة الداخلية التي هي مصنع إرهاب متكامل وأنموذجي لنظام اعتاد على الظلم والاستبداد.
خلف القلعة، يتم العمل، منذ حوالي ثلاثة أشهر، على محمية حديدية مفتوحة من الجهتين ولونها أبيض. ناشطون ظلوا يتساءلون عما يتم صنعه دون الحصول على إجابة واضحة. لكن لم يمر وقت طويل حتى تبين أن المحمية هي بمثابة كابينة خاصة لإخفاء "منطاد تجسس". وقد صرّحوا ل"مرآة البحرين" بأنه "منطاد يشبه تماماً المناطيد التي تستخدمها إسرائيل للتجسس على المقاومتين الفلسطينية واللبنانية".

لا يعرف بالضبط من أين اشترت البحرين - المستمرة في تحديث ترسانتها الأمنية، وآخرها كان المدرعات المصممة ضد الحريق - هذا المنطاد، هل من الولايات المتحدة مثلاً؟

تنقل "مرآة البحرين" من موقع "المجد الأمني" معلومات مفصّلة عن هذه المناطيد؛ إذ يؤكد الموقع أن المناطيد برغم أنها تكنولوجيا قديمة، إلا أنها فعالة وخاصة في بعض الأماكن التي لا يمكن فيها استخدام الطائرات. فالطائرات تستهلك الكثير من الوقود، ولذلك فإن مدة تحليقها مهما بلغت تظل محدودة، بعكس المناطيد التي يمكنها البقاء في الجو لفترات طويلة.

ما مدى حاجة وزارة الداخلية لها؟

إن حاجة العدو إلى الأمن والحراسة تزداد، و لم يعد مجدياً إنفاق الملايين من الدولارات على وقود الطائرات، لكن الحاجة للأمن لم تتقلص، فما العمل أو كيف كانت الفكرة؟

كانت الفكرة الأولية ببساطة هي استخدام مناطيد مزودة بكاميرات عالية الدقة، تعمل بعضها بتقنية الجيجا بكسل ذات الوضوح الفائق، وتعرف تقنية الجيجا بكسل بأنها تقنية عالية الوضوح لدرجة أنه يمكنك ببساطة التعرف على أي شخص في حشد من الناس كما في هذا المثال أدناه، حيث يمكّنك من مشاهدة وجه أي متظاهر من صورة لتظاهرة مصورة من الأعلى وتضم آلاف البشر :
هذه المناطيد تقوم بالتجوال في محيط المنطقة المراد مراقبتها والتقاط الصور بشكل مستمر لمراجعتها عند حدوث خلل، كما أن بعضها يعمل بنظام التصوير المباشر حيث يتم نقل صورة حية للمنطقة والتعامل مع أي تهديد تكشفه عملية المراقبة.

وفي بعض الأحيان، تربط تلك البالونات التي تشبه في هيئتها مجسّم طائرة حربية صغيرة، بأسلاك سميكة مثبّتة في مكان منعزل.

لكن مما تتأثر المناطيد؟

تتأثر جميع المناطيد بأوقات هبوب العواصف الترابية والرياح القوية، إذ يصبح من الصعب إنزالها بسبب شدة الريح وسرعة حركة السلك الذي يربطها، فضلا عن احتمال اقتلاعها من مكانها. وهذا الأمر يتطلب مراقبة دقيقة للأحوال الجوية في البلاد، فما إن يستشعر المشرفون على المناطيد أن الأرصاد الجوية نبهت عن عاصفة مقبلة على العاصمة أو زيادة سرعة الريح حتى يقومون بإنزالها من مكانها لحين انتهاء العاصفة.

لماذا تلك المناطيد ذات التقنية العتيقة مهمة؟

الجواب هو أنها يمكن أن تقدم ما لا يمكن للطائرات الحديثة أو الأقمار الإصطناعية تقديمه. مراقبة الأقمار الصناعية مهمة بالتأكيد ولكن يمكن للغيوم أن تحجبها. كذلك الطيارات بدون طيار مهمة أيضا في المراقبة ولكنها إما أن ترتفع إلى أعالي الجو، وحينئذ لا يمكن لها أن تقدم الزوايا المطلوبة أو أن تنخفض، ولكن في هذه الحالة لا يمكنها البقاء طويلاً على ذلك الإنخفاض. الحاجة الميدانية تدور حول معرفة مواقع المُستهدفين بدقة ورصد تحركاتهم وإلا فستتعرض أي قوة تابعة للمرتزقة بدون هذا الرصد للخطر المؤكد.

وتضم هذه المناطيد مُعدات تراقب النشاط وتصوره بالفيديو أو الصور الثابتة وترسلها الى القيادة. وهذه البالونات هي بالأساس روبوتات قادرة على العمل بنفسها إذا تطلب الأمر.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus