بعد فشل المدرعات وقنابل الغاز: ميليشيات مدنية تغتال المتظاهرين بالرصاص الحي، والمصور أحمد إسماعيل شهيدا

2012-03-31 - 8:47 ص

 

 
مرآة البحرين:
قتل اليوم الشاب أحمد إسماعيل (22 عاما) من منطقة سلماباد المحاذية لمدينة عيسى، بعد أن أصيب برصاص حي أطلق عليه من سيارة مدنية، خلال مشاركته في تظاهرة بنفس المنطقة منتصف ليل أمس.  وهز نبأ مقتله أرجاء البلاد حيث عمت المظاهرات الغاضبة في الدير وبني جمرة وعدة قرى ومناطق منذ الصباح.
 
وأعلنت جمعية الوفاق استشهاد إسماعيل فجر اليوم، وقال نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان إن النظام اغتال أحمد إسماعيل أثناء قيامه بتصوير الاحتجاجات وعمليات القمع، ودعا رجب الناس كلها للانتفاض في وجه النظام والخروج بالتظاهرات إلى المدن والشوارع الرئيسية. من جانبها اعترفت وزارة الداخلية أن سبب وفاة إسماعيل عائد إلى "طلق ناري مفرد" واعتبرتها جريمة قتل، وذلك بناء على تقرير الطبيب الشرعي، إلا أن شهادة الوفاة الرسمية سجلت فيها أنه توفي بسبب جرح غائر دون أن يذكر الطلق الناري.
 
ودأبت قوى الأمن على أن تتوجه لقمع الاحتجاجات مصحوبة بسيارات مدنية شوهد بعض أفرادها يطلقون النار من مسدسات، أو يحملون قنابل مولتوف أثناء المواجهات، وكذلك قامت سيارات مدنية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في شارع جدعلي يوم أمس، بعد أن بلغت الاحتجاجات أحد الدوارات في الشارع الرئيسي.
 
من جهة أخرى تأجلت المسيرة المزمع تنظميها عصر اليوم في العاصمة المنامة للتضامن مع عبد الهادي الخواجة، لتكون في الساعة 6:30 مساء، وذلك بعد أن دعا رجب الناس للمشاركة الحاشدة في تشييع الشهيد عصر اليوم، ويتوقع أن يشهد التشييع حضورا غاضبا، وقال رجب إن أهل الشهيد في حالى يرثى لها، وأكد أن فشل الأمن البحريني في حماية المناطق والناس سيدفع الأهالي بلا شك للتفكير في تشكيل فرق وحماية لنفسها ومناطقها.
 
وقد تحدثت أخت الشهيد نادية إسماعيل إلى قناة العالم، وقالت إن سلاح الكاميرا الذي كان الشهيد يحمله هو سلاح فتاك بالنسبة للحكومة البحرينية، وأكدت أنه استهدف خصيصا لأجل الكاميرا التي في يديه. يذكر أن الشهيد قام بتصوير عدة أحداث خصوصا في منطقة سلماباد وعالي وما تتعرض له هاتان المنطقتان من هجمات مسلحة تقوم بها ميليشيات مدنية موالية للسلطة، واتهمت نادية الضابط علي المناعي بأنه أطلق النار على أخيها ليرديه صريعا.
 
ونقل إسماعيل إلى المستشفى الدولي بعد أن أظهرت صور جسمه ممددا ودون حراك في محاولة لإسعافه بأحد البيوت، ولكن الرصاصة مزقت أحشاء بطنه وتسببت له بنزيف حاد جداً، وتشير التفاصيل بحسب ما نقلت جمعية الوفاق إلى أن الشهيد كان قريباً من الشارع العام وبيده كاميرا للتوثيق، فيما تتواجد دوريات شرطة مدنية معهم مليشيات مسلحة بينهم (سيارتين تويوتا لاندكروزر ونيسان تيدا) قريباً من الشارع العام لمنطقة سلماباد من الجهة الثانية (قرب جامعة AMA).
 
وكانت بعض تلك السيارات تطلق الغازات الخانقة والمسيلة للدموع والرصاص المطاطي باتجاه المتظاهرين، فيما أطلق أحد المتواجدين بالسيارات رصاص حيا على المتظاهرين وفي الهواء وكان يصوب عن طريق موجه ضوئي "ليزر" ووجهه على الشهيد وأصابه قرب خاصرته، فقام الشهيد بالركض إلى داخل قرية سلماباد ثم سقط. ووفقا للأهالي فإن السيارات بقيت تجوب المنطقة إلى ساعة من الزمن بالرغم مما حدث.
 
من جهتها قالت زينب الخواجة التي رافقت الشهيد في المستشفى يوم أمس إنها لم تتحمل التقاط صورة لمكان الجرح لفظاعته، وإن الشهيد كان مغطى بدمائه. وأكدت أن أجهزة المخابرات كانت تحقق معهم ومع أهل الشهيد لمعرفة من قام بحمله إلى المستشفى، مضيفة بأنهم كانوا يبحثون عن أي مصاب آخر، ما يشير إلى ترقبهم مزيدا من الإصابات. وقالت الخواجة إن المتظاهرين في سلماباد يعرفون "ضابط الشرطة" الذي أطلق الرصاص على الشهيد، وذلك لاعتياده المشاركة في قمع الاحتجاجات في المنطقة بزيه وسيارته المدنيين.
 
وحوالي الساعة 6 من صباح اليوم أعلنت الخواجة توقف قلب إسماعيل، وعجز الأطباء عن إنقاذ حياته، في حين لم تجف بعد دماؤه التي صبغت شوارع سلماباد. 
 
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus