إسرائيلي يزور البحرين: هناك عرب يريدون حوارًا مع إسرائيل وعلينا فقط أن نتفاعل معهم

الإسرائيلي نك ليبر خلال تواجده في البحرين
الإسرائيلي نك ليبر خلال تواجده في البحرين

2017-04-13 - 8:21 م

مرآة البحرين (خاص): نشرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل مقالًا لإسرائيلي روى فيه تفاصيل زيارته إلى البحرين.

نك ليبر، الذي كان قد هاجر من الولايات المتحدة إلى إسرائيل في العام 2013،  بدأ قصته بالحديث عن  أن "النكات عن الموساد يمكن أن تكون مضحكة جدًا، لكن ليس كثيرًا في بلد يعتبر نفسه علنًا عدوًا لإسرائيل، في منطقة من العالم حيث يمكن لاتهامك بكونك عميلًا إسرائيليًا أن يؤدي إلى الحكم عليك بالإعدام" غير أنّه "اتضح له أنّ الأمر سيمر بشكل جيد".

بعدها قال إن أصدقاءه اتهموه بالجنون لدى معرفتهم بقراره السّفر إلى البحرين، ولم يبالِ بذلك، على الرّغم من أنّه "شعر لاحقًا بالقلق الشّديد في السّاعات السّابقة لصعوده إلى الطّائرة".

"لقد كانت رحلة رائعة. جميع من التقيت بهم كانوا ودودين، ولم  أكن سأحظى برعاية أقل لأنني إسرائيلي. ونعم، كانوا يعلمون"، هذا ما أوضحه ليبر في البداية، ذاكرًا أنّه أمضى فترة تقرب من عام، يحاول فيها "الاتصال بأفراد من العالم العربي من خلال وسائل التّواصل الاجتماعي، كان لدي عدد من الأصدقاء في البحرين، وكذلك في الدّمام -المدينة السّعودية التي تبعد حوالي 45 دقيقة عن البحرين من خلال جسر الملك فهد- وأخبرتهم أني آتٍ".

وأشار نك ليبر إلى أمرين: "أولًا، أمضيت وقتًا مع مجموعة معينة  من العرب.  وكانوا في المقام الأول من الشّباب، الحاصلين على تعليم جيد، والأثرياء، والسّنة، وعلى ما يبدو غير ملتزمين دينيًا -ستلاحظون ذلك من مسألة تناول المشروبات الرّوحية. ولم يكن لدي أي شك بأني كنت سأحظى باستقبال مختلف في حال أُتيحَت لي فرصة التّعامل مع مختلف الطّوائف. ثانيًا، ومع أني سافرت  باستخدام جواز سفري الأمريكي، فإن البحرين هي الدّولة الوحيدة في الخليج التي لا تمنع تلقائيًا دخول الإسرائيليين)".

وقال ليبر إنّه التقى بكويتيين وبحرينيين وسعوديين واحتسى معهم الشراب، وبعضهم كانوا ثملين أيضًا، وعرضت عليه فتاة سعودية دعوة لزيارة السّعودية.

 

صورة نشرها ليبر خلال تواجده في حانة بالبحرين وإلى جانبه 3 سعوديين وبحريني

صورة نشرها ليبر خلال تواجده في حانة بالبحرين وإلى جانبه 3 سعوديين وبحريني

 

وأضاف أنّ شابًا كويتيًا كان يتكلم إليه أكد له أن "إسرائيل كانت تعمل بالطّبع مع إيران وداعش ضد الدّول العربية السّنية"، لافتًا إلى أن "إجابته كانت شيئًا مقنعًا على غرار: "لا يا رجل، نحن إلى جانبكم".

وأشار إلى أنّ سعوديًا آخر انتقده لأنه "وفقًا لرأيه [السّعودي]، فإن الصّراع الإسرائيلي-الفلسطيني عبارة عن جنود إسرائيليين مدججين بالسّلاح ضد الفلسطينيين الذين يملكون "فقط" الحجارة".

ووجد ليبر أنّه "كان من المدهش إجراء هذه المحادثات في البحرين، بأسلوب أكثر تمدنًا وحضارة مما يحصل غالبًا في أمريكا أو أوروبا".

وقال إن "إسرائيل حققت تقدمًا غير متوقع".

ليبر زار أيضًا مسجد الفاتح، غير أنّه لم يخبر المرشد، الذي افترض أنّه يعمل لصالح الحكومة، بكونه إسرائيليًا، لافتًا إلى أنّها "من المرات القليلة التي أخفيت فيها هويتي الإسرائيلية"، مع أنه توفرت له فرص كثيرة لفعل ذلك.

وأضاف أن المرشد "قال إن اللغة العبرية هي اللغة الرسمية في إسرائيل"، معقّباً "نعم، قال إسرائيل وليس فلسطين أو الكيان الصهيوني أو أي شيء مثل ذلك".

ولفت ليبر أنّه "عندما ذكر المرشد أنّه ليس هناك مساجد يُمنَع غير المسلمين من دخولها، ذكرت الأقصى في القدس، متوقعًا أن يقول [المرشد] شيئًا سلبيًا عن إسرائيل"، مضيفًا أنّه "ذكر بشكل مختصر وضعًا أمنيًا معقدًا وموقفًا سياسيًا- على الرّغم من أني أكيد  أنّ الأمر لم يكن كذلك".

وأضاف ليبر أنّه "أثناء دخوله إلى سوبرماركت، سمع أغنية إسرائيلية تبث على مكبرات الصوت"، لافتًا أنّه "كما يمكن للمرء أن يتوقع، أمضيت الدّقائق القليلة التّالية أحاول تسجيل فيديو من دون لفت الانتباه".

وقال "شعرت بالخوف مرتين فقط في البحرين، الأولى كانت لدى سماعي صوتًا مدويًا، وهو أمر لا أرغب بتذكره، غير أنّ السّبب الوحيد الذي جعله عالقًا في ذهني هي أنّه تمازحنا، صديقي وأنا، بأن ذلك الصوت كان لأن إيران آتية للقبض عليّ".

ليبر أضاف أنّه "بعد يومين أو ثلاثة، سألني صديق أردني ما إذا كنت بخير، إذ كان هناك انفجار في البحرين"، وقال إنّه لم يسمع شيئًا عن ذلك، وبعد بحث سريع، تبين له حصول انفجار غير بعيد عن مكان إقامته.

ولفت أنّه "كان من المقلق أن تكون إسرائيليًا قريبًا من مكان حدوث هجوم إرهابي، ليس لأني اشتبهت بكوني مستهدفًا، بل لأني قلقت من احتمال الاشتباه بقيامي به"، مشيرًا إلى أنّ "صديقي الأردني لم يساعد بالممازحة أنّها كانت على الأرجح عملية سرية، وأني جاسوس إسرائيلي".

وختم ليبر بالقول "تعلمت من هذه الرّحلة، بالإضافة إلى كوني قلقًا من دون سبب، وأنّ العرب يحبون النكات عن الموساد، هو أنّ العرب الذين يريدون حوارًا مع إسرائيل موجودون، وأن عددهم ليس قليلًا، علينا فقط أن نتفاعل معهم".

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus