البحريني المضرب عن الطعام يلقي بظلاله على مطالبات الإصلاح

2012-04-07 - 12:23 م


باتريك كوكبرن*، صحيفة الاندبندنت
ترجمة :مرآة البحرين

بينما تستعد الحكومة في المنامة  لاستقبال الفورميولا (1)، يقول النشطاء إن انتهاكات حقوق الإنسان لا تزال مستمرة. الناشط البحريني المعروف في مجال حقوق الانسان، عبد الهادي الخواجة، في يومه 57 من الإضراب عن الطعام، يقول الذين شاهدوه في الآونة الاخيرة إنه قد يموت في السجن في أي لحظة.

"قلبه قد يتوقف في أي وقت، أو أنه قد ينزلق في غيبوبة"، قالت ابنته مريم.ويقول السيد الخواجة (51 عاما) والذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة العام الماضي بتهمة المؤامرة المزعومة لقلب النظام الملكي البحريني، إنه سيواصل إضرابه عن الطعام حتى يتم إطلاق سراحه أو يموت.

ومن المرجح أن تشعل وفاته العنف في البحرين حيث إن الأغلبية الشيعية احتجت على سجنه. وستتزعزع الثقة بالحكومة البحرينية في محاولتها لإقناع المجتمع الدولي أنها تسعى بجدية للإصلاحات القانونية والدستورية.

وقد أدى اعتقال السيد الخواجة إلى دعوات لإلغاء سباق الفورمولا(1) في البحرين في وقت لاحق من هذا الشهر. وتقوم الحكومة بالدعاية لهذا السباق على أنه اشارة إلى أن البحرينيين متحدون وأن الوضع في المملكة الجزيرة عاد إلى طبيعته. "إنهم يستخدمونه كاحتفال على أننا شعب واحدة في حين أن الناس يقتلون أسبوعيا"، تقول زينب، الابنة الأخرى للخواجة.

وقالت ماري لولر من منظمة المدافعين في الخط الأمامي عن حقوق الإنسان، والتي قادت فريقا في زيارة استغرقت ثلاثة ايام إلى البحرين هذا الأسبوع: "لا أعرف كيف يمكن للفورمولا (1) ان تمضي قدما وعبد الهادي الخواجة يموت في السجن" وقالت إنها طلبت منه إنهاء صيامه، ولكنه رفض. وأضافت " لقد خسر 25 في المائة من وزنه، وأنه كان بالفعل رجلا نحيلا".

وتقول السيدة لولر إن الحكومة البحرينية قد لا تدرك خطورة وضعه. ومصادر أخرى تقول إنه لا يستطيع الجلوس في السرير في سجن القلعة المكان الذي تم نقله اليه.

وتقول حكومة البحرين إنه تتم رعاية السيد الخواجة بطريقة جيدة. قال اللواء طارق الحسن المتحدث باسم وزارة الداخلية في بيان، " كل السياسات والإجراءات المعمول بها في السجون في البحرين تلبي معايير حقوق الإنسان الدولية وجميع المعتقلين لديهم قدرة دائمة للحصول على الرعاية الطبية" وأضاف، حالة السيد الخواجة " تحت المراقبة المستمرة"، وأنه يتلقى العناية الطبية اليومية.

تم اعتقال السيد الخواجة، مؤسس مركز البحرين لحقوق الإنسان، في شهر أبريل الماضي من قبل رجال الأمن الذين جروه على سلّم البناية، وكسر فكه في أربعة مواضع. وخضع لعملية جراحية لأربع ساعات، ويقول إنه تعرض للتعذيب والضرب والتهديد بالاغتصاب في وقت لاحق. وكان السيد الخواجة من بين 2929 بحرينيا ألقي القبض عليهم بعد أن بدأت الحكومة حملتها القمعية في 15 آذار/مارس، حيث تعرض الكثير من هؤلاء السجناء للتعذيب، وغالبا ما يتم إجبارهم على التوقيع على اعترافات تقول إنهم كانوا يخططون لقلب نظام الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأنهم تلقوا مساعدات من إيران.

وكان النظام الملكي قد أطلق حملة لاستعادة سمعته، وقال إنه يسعى للإصلاح ومنع تكرار هذه التجاوزات. وكانت قد كلفت القاضي شريف بسيوني بتقرير تم نشره في تشرين الثاني/نوفمبر، والذي أكد استخدام التعذيب وعدم وجود دليل على تورط إيراني في البحرين.

وقد أحرجت الولايات المتحدة وبريطانيا من القمع الذي فتح عليهما باب الاتهامات بالنفاق، نظرا لتسامحهم على الانتهاكات  الحاصلة في البحرين والغضب من إجراءات مماثلة في ليبيا وسوريا. السيد الخواجة لديه جنسية مشتركة بحرينية - دانماركية ولقد حاولت الحكومة الدنماركية إرساله إلى الدنمارك لتلقي العلاج ولكن من دون نتيجة.

وكانت أسرة السيد الخواجة متفائلة عندما عرضت قضيته أمام محكمة التمييز في البحرين هذا الأسبوع  على أنه وغيره من المتهمين سيتم إطلاق سراحهم  بكفالة. ولكن القاضي أرجأ الجلسة حتى 23 نيسان/أبريل، بعد يوم واحد من انتهاء الفورميولا 1  ذلك السباق الذى سيجرى في 20-22 أبريل. على الرغم من القمع  إلا أنه قابلته مظاهرات مستمرة في القرى الشيعية في البحرين على مدى العام الماضي.

هناك إجماع دولي متزايد من أن البحرين لا تنفذ الإصلاحات التي أوصت بها لجنة التحقيق المستقلة في البحرين تحت اشراف السيد بسيوني. وتقول هيومن رايتس ووتش إن مئات الأشخاص الذين سجنوا ظلما خلال القمع لا يزالون في السجن، وأن أيا من كبار الضباط  لم يحمل أي مسؤولية في الإشراف على التعذيب على نطاق واسع.

رسالة حب: لعائلتي الغالية...
من خلف قضبان السجن أبعث لكم أشواقي وحبي وتحياتي. من حر إلى أحرار. لا تفرق القضبان بيننا ولا ينال البعد من ترابط مشاعرنا وتواصل أحاسيسنا بل تزيدنا ترابطا وتواصلا وصبرا وإصرارا، يعيننا على ذلك ذكرياتنا الجميلة الرائعة الحلوة في كل مكان وكل بلد عشنا فيه أحلى وأجمل الأوقات، كل مكان ذهبنا إليه وكل وجبة تناولناها معا وكل رفقة وكل سالفة وضحكة بل كل نزاع وجدال في أوقات الهزل والمزاح.

أنا هنا وأنتم هناك ولكنكم هنا معي وأنا هناك معكم، فالمكان والمسافة بيننا تتضاءلان والمشاعر والأحاسيس تتزايد يصقلها ويشد أوتارها الإيمان بأن ما يجري علينا هو طريق اخترناه بإرادتنا وسلكناه بوعينا وتعاضدنا وتساندنا على أن نمضي فيه وأن نصبر على تبعاته ومشقاته بل وأن نمزج ذلك بالفرح والمرح والسرور لتمضي الحياة بنا هانئة. ولا نترك للمصاعب والآلام أن تنال من أرواحنا الراضية مما حملنا من أمانة، والواثقة بأن كل ذلك بعين الله. إن الحياة طريق وكدح وسعي والمقصد هو الله.
6 نيسان/أبريل 2012

وصلة النص الأصلي

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus