استشاري دولي في حقوق الإنسان يكتب: عبد الهادي الخواجة صوت المضطهدين الذي لن يخمد

2012-04-07 - 1:17 م


باول ماك آدمز*
ترجمة: مرآة البحرين
 
5 أبريل هو عيد ميلاد عبد الهادي الخواجة. بعد 56 يوما من الإضراب عن الطعام، لا أستطيع أن أتخيل أن لديه حتى القوة لينفخ على أي شمعة عيد ميلاد، إذا كان سيشهد عيد ميلاد آخر.
 
بالنسبة له، ليس هناك من سبب للاحتفال، بعد أن تم القبض عليه،  قبل نحو عام، ليتعرض للضرب، ومن ثم يقدم إلى محاكمة مهزلية زائفة، ويحكم عليه بالسجن المؤبد، وهكذا يقضي العام الماضي إما في السجن أو في المستشفى.
 
"الحرية أو الموت" هكذا كان ينادي من زنزانته في السجن. كل يوم يمر وتتدهور فيه حالته الصحية، سيكون الأمل أكثر صعوبة. خيار البدء في الإضراب عن الطعام والاستمرار فيه هو خياره الخاص، احتجاجا على سجنه، وعلى الحملة القمعية، والاعتقالات، والأحكام التي صدرت على المتظاهرين المسالمين في البحرين بعد أكثر من عام.
 
ثمانية أسابيع دون طعام، أمر أكثر من أن يكون استثنائيا وغير عادي، هو انعكاس لصلابة الرجل وشجاعته. لقد كان أحد المشاركين المشاكسين في ورشة عمل حقوقية قمت بإعدادها قبل أربع سنوات. في نهاية الورشة صافحني وقال "أتأسف لجعلك تعاني، لم يكن بوسعي" في الحقيقة، لم يكن يسعه الأمر: كان يطرح الأسئلة باستمرار، ويحقق باستمرار، ويتحدى باستمرار، ولم تكن طاقته تكل. حتى لو تدهوت حالته الصحية، تظل شخصيته قوية.
 
في مقالة سابقة، أبديت تفهما وقبولا على مضض للأسباب التي دعته لبدء إضرابه عن الطعام. إنني على أمل من أن يثير عمله الالتفات والوعي إلى استمرار العنف في البحرين، وأكثر من ذلك العنف على نطاق واسع في بلدان أخرى حيث الربيع العربي لا يزال بعيدا عن الازدهار إلى صيف عربي.
 
منظمة "المدافعون عن حقوق الإنسان في الخط الأمامي" (فرونت لاين ديفنندرز) تداعت بقوة من أجل إطلاق سراحه، وكذلك منظمة العفو الدولية. بنات عبد الهادي زينب ومريم وزوجته ملأوا فضاء تويتر بآخر التطورات عن حالته وأعمال العنف الجارية في البحرين، وصديقه نبيل رجب يفعل نفس الشيء.
 
أصبح عبد الهادي أكثر بكثير من مجرد شخص يمثل نفسه. هو تجسيد للحركة، هو صوت المضطهدين، وهو الرجل الذي وقف في مواجهة الظالمين، وطالب، بطريقة سلمية، أن يعامل الجميع على أساس كرامة الإنسان واحترام حقوقه. هو أكثر من مجرد رمز للحرية وحقوق الإنسان، فهو منارة للأمل، هو كل رجل وامرأة وطفل يمشي في شوارع البحرين احتجاجا على نظام قمعي يستمر في تجاهله التام لحقوق الإنسان الأساسية.
 
إضرابه عن الطعام هو دعوة واضحة للبحرينيين للدفاع سلميا عن حقوقهم، وبالمثل هو نداء بصوت عال للبقية منا، نحن الذين يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي في حين يتواصل العنف.
 
نيكولاس كريستوف كتب مؤخرا على تويتر "مخاوف متزايدة في البحرين من احتمال موت الناشط الخواجة لإضرابه عن الطعام. سيكون ذلك كارثة على جميع الأصعدة". ليس هذا من قبيل المبالغة. وبصرف النظر عن فداحة هذه المأساة لعائلته وأصدقائه، فإن وفاته ستسدد ضربة ساحة لحركة سلمية في البحرين لا تقصد سوى المساواة واحترام حقوق الإنسان لجميع المواطنين. على الصعيد الدولي، فإن وفاته ستكون تنبيها مروعا بأن المدافعين عن حقوق الإنسان لا زالوا يدفعون ثمنا باهظا من أجل الدفاع عن حقوق الآخرين.
 
أعتقد أن أي حزن أو غضب من وفاته سيظهر دائما في شكل مشاعر شرسة. لن يسكت صوته أبدا، وسوف يتردد صداه فقط أكثر علوا في صرخات المتعاطفين من هؤلاء الذين كان يدافع عنهم. ولكن هذا ليس هو اليوم لكي نفكر هكذا. بدلا من ذلك، وبينما يدخل إضرابه عن الطعام مرحلة حرجة تتهدد صحته بشكل خطير، لا يمكن للمرء إلا أن يأمل في أن تصبح الصرخات التي رددها كثير منا  بشكل أو بآخر "أطلقوا عبد الهادي الخواجة" تصبح حقيقة، في وقت قريب جدا .
 
* مستشار دولي في حقوق الإنسان، يقدم استشاراته لمنظمة العفو الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة، وغيرها، وهو معاون في برنامج رابطة تعليم حقوق الإنسان (HREA)، وقد قدم من خلالها خدمات إلى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينين "الأونروا". كان أحد خبراء التعليم، وعمل في عدد من الجامعات، له العديد من الكتيبات والمفاهيم المبتكرة في إطار تعليم حقوق الإنسان.

4/4/2012
 
وصلة النص
 
 

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus