اللقاء مع أفضل أصدقاء البحرين في الكونجرس

2012-04-09 - 5:08 م


جستين إليوت،  بروبابليكا
ترجمة :مرآة البحرين    


في العام الماضي، عندما كانت حكومة البحرين تقمع بعنف حركة احتجاج الربيع العربي، برز بطل غير متوقع للدولة الخليجية الصغيرة في كابيتول هيل في واشنطن: النائب الديمقراطي فاليومافايغا، مندوب ساموا الأمريكية.

فاليومافايغا، الذي كان مندوبا غير مصوت في الكونغرس منذ عام 1989، هو الآن الديمقراطي الثالث من حيث النفوذ في لجنة الشؤون الخارجية، وهو عادة ما يركز على المسائل المحلية: صناعة التونة، شؤون جزر المحيط الهادئ وتأمين التمويل الاتحادي لساموا الأمريكية.

ولكنه هذا الأسبوع  يقوم بزيارة إلى البحرين، وهي الثانية له منذ العام الماضي، وكلا الزيارتين على حساب الحكومة البحرينية. إنها جزء من صداقة عام كامل طورها عضو الكونغرس هذا مع الدولة الخليجة.

في آذار/مارس 2011، بعد أسابيع فقط على بدء الأزمة، ظهر فاليومافايغا على ما يبدو من العدم - ليس لديه أي تاريخ من التعليق على شؤون الشرق الأوسط -  لإدخال 2500 كلمة بيان إلى سجل الكونغرس الذي ردد عن كثب رأي الحكومة البحرينية.  قال "البحرين تتعرض للهجوم"، مصورا المحتجين كأشخاص عنيفين مخربين مدعومين من إيران وأنهم يمثلون "أسوأ نوع من التسلل المحرض على الفتنة من عدو أجنبي". وأشاد بولي العهد للتلبية المفترضة لمطالب المحتجين للوصول إلى إصلاحات ديمقراطية.

"حضرة الرئيس"، قال فاليومافايغا " أود أن أسأل لم عاد المتظاهرون إلى الاحتجاج مرة أخرى، حتى بعد أن تمت الموافقة على جميع مطالبهم". قبل أيام فقط، هدمت الحكومة  نصب اللؤلؤة المميز في مركز الاحتجاجات، ودبابات المملكة العربية السعودية توغلت إلى البحرين لدعم الحملة القمعية للحكومة.
فإذن، لماذا مندوب ساموا الأمريكية مهتم كثيرا بدعم البحرين؟ فلقد أخبر فاليومافايغا صحيفة بروبيليكا أنه بسبب أن "البحرين كانت حليفا رئيسيا وداعما للمصالح الأمنية الأمريكية في هذه المنطقة من العالم". ولكن هناك صلة أخرى: شركة ضغط يديرها أحد الأصدقاء القدماء ومساهم في حملة فاليومافايغا يعمل الآن لصالح حلفاء النظام.

شركة الضغط، "بوليسي إمباكت كوميونكايشن" ومقرها العاصمة، يرأسها وليام نيكسون، وهو كاتب سابق لخطابات ريغان وموظف في هيل الذي يصف نفسه بأنه صديق شخصي مقرب من فاليومافايغا. في عام 2010، قدم نيكسون وزوجته إلى فاليومافايغا 4800 دولار أمريكي، جاعلين بوليسي إمباكت ثاني أكبر مانح لعضو كونجرس تنظيمي لتلك الدورة. ( ستاركيست  كانت أكبر المانحين). فاليومافايغا الذي يجمع تبرعات أقل من معظم أعضاء الكونغرس، قد حصل على 65500 دولا أمريكي فقط في تلك الانتخابات و 15800  دولار أمريكي فقط في الدورة الحالية. ويشغل نيكسون أيضا منصب رئيس الكنيسة المورمونية في شمال ولاية فرجينيا ماونت فيرنون ستايك، وفاليومافايغا عضو فيها. (ساموا الأمريكية تتمتع بواحدة من أعلى النسب المئوية  لمورمون في العالم، مع أكثر من 25 في المئة من السكان ينتمون إلى الكنيسة، وفقا لأرقام قديسي اليوم الأخير).

في آذار/مارس 2011، بعد شهر من بدء الأزمة في البحرين ونحو أسبوعين قبل أن يدخل فاليومافايغا البيان الأول إلى سجل الكونغرس، أنشأت بولسي إمباكت مجلس البحرين الأمريكي. وتعمل المجموعة خارج مكاتب بوليسي إمباكت بشارع كاي. ويتولى منصب نائب رئيس مجلس إدارتها مدير تنفيذي في بوليسي إمباكت. وتقول الجماعة إنها تركز على تعزيز التجارة بين الولايات المتحدة والبحرين و" تثقيف الجمهور حول الأهمية الاستراتيجية لمملكة البحرين".

وللمجلس أيضا علاقات وثيقة مع حكومة البحرين: فلقد أدرج سابقا مسؤولا بحرينيا عالي المستوى كعضو في مجلسه الاستشاري. ووفقا لبوليسي إمباكت، تم تأسيس المجلس من قبل مجموعة من رجال الأعمال البحرينيين الأمريكيين، ولكن تفاصيل من الذي يمول المجموعة ليست معلنة. وقال نيكسون إن الشركة لم يتم تسجليها بوزارة العدل بوصفها وكيلا للبحرين، والذي يكون مطلوبا عندما تقوم شركة بالضغط لصالح جهة أجنبية، لأنه تتم إدارة مجلس البحرين الأمريكي من قبل أمريكيين.

وتزامن تشكيل المجموعة مع استئجار البحرين لعدد من جماعات الضغط وشركات علاقات عامة بهدف تعزيز صورتها في واشنطن والحفاظ على تحالفها الرئيسي مع الولايات المتحدة خلال حملتها القمعية ضد الاحتجاجات.

وقال نيكسون بوليسي إمباكت لبروببليكا أنا وفاليومافايغا " أصدقاء مقربون  قبل أن يتم انتخابه  للكونجرس" في عام 1988، ولكن " لم يكن هناك أي تعويض (كمقابل) عن أي شيء قمت به مهنيا" مع عضو الكونغرس هذا.

وقال نيكسون "عندما تعطي مالا لعضو في الكونجرس - والذي أقوم أنا به، وأنا في واشنطن منذ عام 1983 -  لا يكون هناك أي توقع للحصول على شيء مقابل هذا المال". " ففي معظم الأحيان يدخل ذلك المال في طريقة قدرتهم على مساعدتك في الواقع لأنها يبدو وكأنه شيئا شنيعا يجري.

ويبدو أن مجلس البحرين الأمريكي يعمل بشكل وثيق مع فاليومافايغا منذ وقت مبكر. فلقد برزت تصريحاته حول البحرين على موقع المجلس على الإنترنت، بما في ذلك دفاع فاليومافايغا عن البحرين خلال جلسة لحقوق الإنسان في الكونغرس في أيار/مايو. وفي البحرين، كل من وسائل الإعلام التابعة للدولة والموالية للحكومة روجت لتصريحات فاليومافايغا المتنوعة حول الأزمة   ( وهذا عنوان كعينة : "'لا يمكن أن تتحقق الديمقراطية من خلال العنف وقطع الطرقات، قال عضو الكونغرس في الولايات المتحدة "). وفي أيلول/سبتمبر الماضي، التقى رئيس مجلس البحرين الأمريكي ومستشار ملك البحرين، محمد عبد الغفار، مع فاليومافايغا في مكتبه في الكابيتول هيل.

في تشرين الأول، سافر فاليومافايغا مع عضو مجلس النواب دونالد باين ولين وولسي دي كاليف إلى البحرين في أول زيارة له وعلى حساب حكومة البحرين. في الليلة الأولى من الزيارة، قدم مجلس البحرين الأمريكي مأدبة عشاء على شرف أعضاء الكونغرس في فندق الخليج ذي الخمس النجوم في العاصمة المنامة. كما رافق الوفد في زيارته إلى الملك رئيس مجلس البحرين الأمريكي  الخلف الله. وقد قام مجلس البحرين الأمريكي في رعاية خطاب لفاليومافايغا ألقاه في المنامة والذي انتقد فيه المتظاهرين مرة أخرى وألقى باللوم على إيران في إثارة القلاقل.

كما التقى وفد الكونغرس مع أعضاء من حزب المعارضة، جمعية الوفاق، ولكن مسؤولا في الجمعية أعرب لاحقا عن خيبة الأمل من الاجتماع، كاتبا أن "استجابة الوفد لم تلب توقعاتنا لأنها لم تظهر فهما كافيا للمطالب المشروعة للإصلاح ".

فاليومافايغا، من جانبه، قال في رسالة إلكترونية أنه قد تم تقديمه إلى مجلس البحرين الأمريكي من قبل بارت ماركويس، وهو ناشط سياسي والذي كان، لفترة ستة أشهر بدءا من العام الماضي،  نائب رئيس لدى بوليسي إمباكت.

ماركويس موظف سابق في السلك الدبلوماسي لدى وزارة الخارجية وكذلك المستشار السابق للشؤون العامة لحكومة الكويت في واشنطن. كما أنه نشط في المجال الخيري للمورمون في الحزب الجمهوري، ومؤسسا اللجنة الوطنية الجمهورية في المجلس الاستشاري للعمل الخيري  (قديسو اليوم الأخير) وتشغيل إيغل باك (الاستشارية المعنية بالسياسات )، والتي أنشئت في عام 2007 "لالتماس المال من المورمون وتوزيعه على المرشحين الجمهوريين في الكونغرس، " وفقا لبوليتيكو.

وقال ماركويس بأنه صديق قديم لكل من فاليومافايغا وخلف الله، رئيس مجلس البحرين الأمريكي، وقد تعرف عليهم في أوائل العام الماضي بعد إنشاء المجلس ولكن قبل انضمامه إلى بوليسي إمباكت.

 " أعرف [فاليومافايغا] منذ فترة طويلة، ولا يمكنك أبدا التنبؤ بما سيشارك "، قال ماركويس. "أنه لا يشارك أبدا في أي شيء من أجل مصلحة شخص ما".

وقال فاليومافايغا إنه أصبح مهتما بالبحرين لأنه عضو في لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس، ولأن الوضع ينطوي على النفوذ المزعوم لإيران، والذي يعتقد أنه يمتد أيضا إلى منطقة جزر المحيط الهادئ.
 قال فاليومافايغا في رسالة إلكترونية  إلى برببليكا "بسبب انتفاضة 14 شباط/فبراير 2011  في البحرين، والتي لم يتم حلها بعد، لدي اهتمام شديد بمصالحنا الأمنية الاستراتيجية والوطنية في هذه المنطقة." كدليل، أشار إلى علاقات إيران الدبلوماسية مع جزر سليمان أضاف "لا سيما في ضوء النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج [العربي] - سواء كانت خفية أو علنية، وأنا أيضا قلق من النفوذ الإيراني والذي  يبدو الآن واضحا في أمريكا الجنوبية وجزر المحيط الهادئ."

مغامرة فاليومافايغا في البحرين ليست الأولى التى يدافع فيها عن بلد أجنبي ناءٍ ذي ارتباط مع بوليسي إمباكت. ففي نيسان/ابريل 2009، قامت حكومة كازاخستان، والتي تم انتقادها من جانب جماعات حقوق الإنسان بسبب سجلها في عهد الدكتاتور نور سلطان نزارباييف، باستئجار بوليسي إمباكت بعقد قيمته 1.5 مليون دولار " لتوضيح تقدم كازاخستان في مجال حقوق الإنسان" وإنشاء تجمع آسيا الوسطى في الكونغرس.

خلال الأشهر القليلة اللاحقة، مسؤولون في بوليسي إمباكت كان لديهم أربعة لقاءات شخصية ومكالمة هاتفية واحدة مع فاليومافايغا، والذي، كما تظهر سجلات الضغط، كان آنذاك رئيسا لمجلس اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية حول آسيا والمحيط الهادئ،. في كانون الاول/نوفمبر 2009، أسس فاليومافايغا والنائب باك مكيون آر-كاليف  تجمع الكونجرس حول آسيا الوسطى.

كما أثنى فاليومافايغا على كازاخستان في محادثة مع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ودافع عن هذا البلد بقوة أمام لجنة تابعة لحكومة الولايات المتحدة والتي كانت تنتقد سجل نزارباييف لحقوق الإنسان. وأشار فاليومافايغا إلى قرار كازاخستان للتخلي عن ترسانتها النووية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي "وعلى الرغم من أن جماعات حقوق الإنسان تستمر في توجيه أصابع الاتهام إلى كازاخستان،  أرى أن كازاخستان فقط لديها الشجاعة الأخلاقية للتخلي عن الأسلحة النووية نهائيا لمصلحة البشرية جمعاء"، قال فاليومافايغا، مشيدا أيضا بـ " قيادة الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزارباييف والتزامه في خدمة شعبه ".

في تموز/يوليو 2009، سافر فاليومافايغا أيضا إلى كازاخستان، قائلا لمسؤول في الحكومة هناك، "ما زلت أتجادل مع زملائي حول حقوق الإنسان في كازاخستان"، وفقا لبرقية دبلوماسية نشرتها ويكيليكس. "وأنا أقول لهم إن عمر دولتكم 18 فقط ، فلقد استغرق الأمر مع الولايات المتحدة 150 عاما لمنح حقوق التصويت للأمريكيين الذين هم من أصول أفريقية !"

وأنكر فاليومافايغا أن يكون لدى عقد بوليسي إمباكت مع كازاخستان أي صلة مع تدخله في هذا البلد، قائلا بأنه يشعر بعلاقة خاصة بهذا البلد لأنه، مثل بعض الجزر في منطقة المحيط الهادئ، كانت موقعا لتجارب الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة.

وقال نيكسون، رئيس بوليسي إمباكت، إنه كما هو الحال في البحرين، "لم يكن هناك في أي وقت مضى ارتباط بين علاقتي مع عضو الكونغرس وبين تمثيلنا لكازاخستان واهتمام عضو الكونغرس بكازاخستان".

فاليومافايغا هو المندوب الثاني لتمثيل الإقليم غير المدمج (الفردي) لساموا الأمريكية (عدد السكان: 68 الف نسمة) في المجلس منذ إنشاء المنصب في عام 1978. ومثل الوفود الأربعة الأخرى غير المصوتة في المجلس - من مقاطعة كولومبيا، وثلاث  جزر أخرى -  فاليومافايغا يستأجر موظفين بأموال دافعي الضرائب (أكثر من مليون دولار سنويا)، بحيث يمكنه إدخال تشريعات وأن يمتلك، في اللجنة، نفس الصلاحيات والامتيازات التي يتمتع بها الأعضاء ذوو العضوية الكاملة في الكونغرس. ولكنه لا يستطيع التصويت على المسائل أمام المجلس بكامله.

ومن المقررأن ينتقل فاليومافايغا خطوة واحدة فقط من رأس المنصب الديموقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس. في حين أنه يحتل مرتبة الديمقراطي الثالث، وقال إنه سوف ينتقل إلى الشق رقم 2 في العام المقبل مع تقاعد النائب الجمهوري غاري أكرمان عن ولاية نيويورك. وليس هناك شيء من قوانين المجلس يمنعه من رئاسة اللجنة في يوم من الأيام، على الرغم من انه سيتم ترشيحه من قبل التجمع الديمقراطي.
2 نيسان/أبريل 2012

وصلة النص الأصلي

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus