السباق في البحرين: الفورميولا (1) يصبح أداة سياسية للصراع على السلطة في المملكة الخليجية

2012-04-09 - 10:23 ص





وكالة أسوشيتد برس، واشنطن بوست
ترجمة: مرآة البحرين


المنامة، البحرين - بعد عام على الثورة المناهضة للحكومة والتي أجبرت الحكام في البحرين على إلغاء سباق الفورميولا (1) والذي تطمع به المملكة، مجددا سباق الجائزة الكبرى هو صفعة في وسط الصراع على السلطة.

فلقد تصاعدت حملة المتظاهرين الرامية إلى كسر قبضة النظام السني على السلطة ضد الفعالية – فقاموا بتنظيم مسيرات في جميع أنحاء الجزيرة، بحيث لصقوا اللافتات المناهضة للفورميولا (1) على الجدران وانتقدوا رئيس الفورميولا(1)  وسائقي السباق على مواقع التواصل الاجتماعي.

قادة البلاد مصممون على استضافة سباق 22  نيسان/أبريل في مسعى لهم لإظهار علائم الاستقرار بعد ما يقرب من 14 شهرا من بدء الانتفاضة المتواصلة في البلد ذات الأغلبية الشيعية والتي تسعى للحصول على صوت أكبر في الشؤون الداخلية للمملكة، التي هي موطن الأسطول الأمريكي الخامس. ولكن أنصار المعارضة مصممون أيضا على إفساد الحفل لجذب الانتباه إلى مظالمهم.

وقال علي محمد خلال تجمع حاشد في الآونة الأخيرة ضد سباق جائزة البحرين الكبرى في العاصمة المنامة "نحن لا نريد الفورميولا(1) في بلادنا". وأضاف: "إنهم يقتلوننا كل يوم  بالغاز المسيل للدموع. ليس لديهم احترام لحقوق الإنسان أو للديمقراطية. لماذا يجب أن نبقى صامتين؟"

وأضاف: " لن يتمتع أحد في سباق الفورميولا (1) في البحرين مع وجود صرخات من أجل الحرية من داخل وخارج السباق".

 وقد انتقدت جماعات حقوق الإنسان أيضا قرار هيئة السباقات لإعادة سباق البحرين هذا العام. والأغلبية الشيعية في البحرين تطالب بالمزيد من الحقوق والفرص لتتساوى مع الأقلية السنية التي تحكم البحرين.

ويملك ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حقوق سباق الجائزة الكبرى، وهو يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة. وعلى الرغم من أن سباق الفورميولا هو الحدث الدولي الرئيسي في الجزيرة، فالعديد من البحرينيين يرون فيه مشروع غرور الحكام، الذين هم وراء الحملة القمعية ضد المعارضة.

 وقد تم إلغاء سباق العام الماضي بعد أن فرضت السلطات الأحكام العرفية وشنت حملة عقابية على المعارضة. فقتل ما لا يقل عن 50 شخصا وتمت محاكمة المئات بتهم مناهضة الدولة في محكمة أمن خاصة، بما في ذلك أكثر من 100 رياضي ومدرب ومسؤول رياضي. وقد حكم على العشرات منهم بالسجن لفترات، بينهم ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان والذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة لدوره في الانتفاضة.

وما زال هذا الناشط، عبد الهادي الخواجة، في إضراب عن الطعام منذ أكثر من 50 يوما. أنصار المعارضة يحتشدون كل يوم من أجل إطلاق سراحه، وغالبا ما يحملون صور الخواجة إلى جانب اللافتات الداعية إلى إلغاء سباق الفورميولا (1).

وحذرت منظمات حقوق الإنسان السلطات البحرينية بأن الخواجة قد يموت، وناشدت المشاركين في السباق بالبقاء بعيدا.

وقالت ماري لولر، المديرة التنفيذية لمنظمة المدافعين في الخط الأمامي عن حقوق الإنسان والتي مركزها أيرلندا " من المستحيل أن نتصور أن سباق جائزة البحرين الكبرى ستمضي قدما في حال توفى عبد الهادي الخواجة بسبب إضرابه عن الطعام في السجن"، وأضافت " السلطات البحرينية تريد بوضوح أن تقدم صورة القضية على أنها شيء اعتيادي ولكن عدم اكتراثها الواضح لمعاناة الخواجة تنذر بعواقب مأساوية".

وفي شباط/فبراير، حذرت جماعة معارضة والتي كانت القوة الدافعة للانتفاضة التي دامت عاما كاملا رئيس الفورميولا (1)، بيرني إيكلستون، من تنظيم سباق البحرين " في الوقت الذي يقتل فيه الأطفال في الشوارع".إن عودة سباق الجائزة الكبرى إلى المملكة الخليجية " ستدمغها بصورة الموت وانتهاكات حقوق الإنسان "  أضافت الجماعة.

ومع ذلك لا يزال منظمو السباق ملتزمين بتنظيم سباق البحرين للجائزة الكبرى الشهر المقبل، والتي لديها جمهور تلفزيوني في جميع أنحاء العالم  نحو 100 مليون في 187 بلدا. وما يزال السباق السنوي هو الحدث الدولي الأكثر ربحية للبحرين منذ عام 2004، منذ أن أصبحت أول دولة عربية تستضيف سباق الجائزة الكبرى.

في الشهر الماضي، دعم البطلان العالميان سيباستيان فيتل ومايكل شوماخر القرار للمضي قدما في سباق البحرين للجائزة الكبرى على الرغم من المعارضة والمواجهات الشبه يومية في الشوارع بين قوات الأمن وأنصار المعارضة.

ورفض إيكلستون أيضا استمرار الاضطرابات والمعارضة على السباق قائلا: " الأمر كله هراء"، بعد تناول الغداء مع المديرين التنفيذيين لحلبة البحرين الدولية في لندن الأسبوع الماضي.
وأضاف إيكلستون: "بالطبع، السباق سيحدث. ليس هناك مخاوف على الإطلاق".

وكان مسؤولو السباق في المملكة الخليجية متحمسين بعد تأييد إيكلستون. ولقد أخبر الرئيس التنفيذي للحلبة، الشيخ سلمان بن عيسى آل خليفة، وكالة أسوشيتد برس أن الفورميولا (1)  قوة خير، وأنها ستعزز الاقتصاد المتداعي للبلد، ومساعدة المجتمع المنقسم بشدة بين الشيعة والسنة للتحرك نحو المصالحة.

الكثير من البحرينيين يوافقون على أن السباق سيعيد على الأقل قدرا من الحياة الطبيعية للدولة الجزيرة المتحالفة مع الولايات المتحدة والتي كانت واحة منطقة الخليج في الانفتاح والحداثة قبل أن تصبح دبي المدينة المزدهرة في المنطقة.

"أود كثيرا أن أرى الفورميولا(1) يحدث في البحرين، لا لأنني أحب هذه الرياضة ولكن لأنها ستساعد التجارة"، قال فاروق محمد، وهو مساعد في متجر للذهب والمجوهرات في المنامة.

وقال رائد علي، 18 عاما، طالب في مدرسة ثانوية أنه معجب بالحكام لدعمهم السباق.

"أنا أحب الفورميولا (1) وأريد حقا أن أذهب هذا العام"، أضاف علي. "لقد أصبحت رياضة وطنية ويحبها قادتنا كثيرا".

وفي الوقت نفسه، حث المتظاهرون الفرق الدولية وعشاق رياضة سباق السيارات على عدم مكافأة الدولة الخليجية بحضورهم وسط أطول اشتباكات متواصلة في الشارع في ظل الربيع العربي.

"كل من يأتي إلى البحرين من أجل الفورميولا(1) غير مرحب به" قالت فاطمة محمد، أحد المتظاهرين في عمر 19، والتي كانت تصور الاشتباكات بين شرطة مكافحة الشغب والمتظاهرين التي اجتاحتها الغازات المسيلة للدموع. "حكومتنا وحشية وتديرها عائلة جشعة، تهتم فقط بالسلطة والمال، وليس بشعبها".

5 نيسان/أبريل 2012





التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus