عمر الشهابي: الانقسامات تجعل من الصعب إيجاد تحالف وطني.. والخليط البحريني قابل للانفجار

2012-04-18 - 1:02 م




مرآة البحرين:
في مقال تحت عنوان "الحركات السياسية في البحرين: الماضي والحاضر والمستقبل"، اعتبر مدير "مركز الخليج لسياسات التنمية" عمر الشهابي أن المجتمع البحريني "مجتمع مسيّس إلى درجة كبيرة"، مشيرا إلى أن "الانقسامات العميقة تجعل من الصعب إيجاد تحالف وطني للتقريب بين المجموعات المشتتة". وفيما نبّه الشهابي من أن "الخليط السياسي البحريني يضم مزيجاً قابل للانفجار"، رأى أن "كل فريق يحاول الحصول على شريك في العالم العربي وخارجه".

وأشار الشهابي إلى أن "الجزيرة الآن هي مجتمع مسيس إلى درجة كبيرة مع جيل جديد من الشباب يشارك في مسرح الأحداث لأول مرة"، مضيفا "إذا كان لحساب "تويتر" الأكثر شعبية في البحرين أي دلالة، فهو يشير إلى أن أكثر من 20 في المئة من السكان يستخدم الإنترنت وينشط سياسياً بشكل فعال"، لافتا إلى "وجود ميدان سياسي خصب ولكنه غير مستقر إلى حد الآن وهو عرضة لتطورات متغيرة باستمرار".

وأردف أن "الجمعيات السياسية المؤسسة رسمياً مثل "الوفاق" فقدت الكثير من مؤيديها لمصلحة مجموعات جديدة، بما في ذلك "إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير"، فـ"لجأت مجموعات مثل الائتلاف إلى التعبئة السرية وإلى نشاط مباشر على صعيد الشارع، متخذة تغيير النظام كهدف معلن". ولفت إلى أن "هذا الموقف مغاير تماماً للمطالب المعلنة للجمعيات السياسية العاملة رسمياً، والتي تؤكد على إصلاح النظام والدستورية الملكية".

وتطرق إلى "أيديولوجية هذه الحركات التي لا تزال متقلبة ومتغيرة باستمرار"، موضحاً "على الرغم من الدور المهم الذي تلعبه الشخصيات الدينية في المعارضة، فإن الخطاب المتنامي يركز على "حقوق الانسان" والديمقراطية الليبرالية"، معتبرا أن "البعض في "الوفاق" أخذ يتبنى هذا الخطاب بشكل أكثر علانية".

وذكّر الشهابي بأنه "خلال الأعوام العشرة الماضية تركز حيز النشاط والشكوى للحركات السياسية البحرينية على شؤون داخلية إلى حد كبير، ولكن هذه الحركات بدأت بالتواصل مع الخارج"، مشيرا إلى أن "معظم الدعم في الوقت الحاضر يأتي من منظمات ووسائل اعلام غربية"، مشيرا إلى "الدعم الذي بدأ يتشكل حول حدود الطائفة في البلدان العربية".

وفيما أشار إلى "تأثر الناشطين البحرينيين بحركات أخرى في العالم العربي في مصر وتونس واليمن"، رأى أن "من السابق لأوانه الجزم بظهور حركة متماسكة على مستوى عربي مثل تلك التي ازدهرت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي"، معللاً بأن "الناشطن منشغلين في التطورات المحلية في بلادهم".

ولفت الشهابي إلى بدء "ما يعرف "بالشارع السني" بالتعبئة إذ أخذت مجموعات مثل "تجمع الوحدة الوطنية" و"صحوة الفاتح" بالظهور على الساحة"، مشددا على أن "موقف هذه المجموعات يتمحور حول صد ما يعتبرونه المعارضة الشيعية"، مؤكدا في الوقت نفسه "انهم بدأوا بالتعبير عن إحباطهم المتزايد من طريقة تعامل السلطات، داعين إلى إتحاد مع بقية مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وأخذوا بتبني الانتفاضة السورية".

وذكر أن "الانقسامات العميقة في المجتمع البحريني تجعل إيجاد تحالف عام ذي تطلع وطني للتقريب بين هذه المجموعات المشتتة خطوة صعبة"، لافتا إلى "محاولة في هذا الاتجاه بعنوان "اللقاء الوطني" مطالبة بالاصلاح ومتبنية لمبادرة النقاط السبع لولي العهد مثل أعضاء "الهيئة التنفيذية العليا" في الخمسينيات و"العريضة الشعبية" في التسعينيات".

وإذ أوضح الشهابي أن "بعض النقاد لا يزال غير مقتنع وينظر إلى اللقاء على انه ردة نحو عهد ماض من المشاعر القومية"، شدد على أن "لهذه الشخصيات تجربة من النشاط السياسي تمتد لستين سنة تقريباً ويجب عدم التقليل مما يمكنهم انجازه".

ونبه الشهابي من أن "الخليط السياسي البحريني الراهن يضم مزيجاً قابل للانفجار مكون من النشاط المعلن والحركات السرية، مع تنافس الداعين إلى الاصلاح على الناشطين المؤيدين للتغيير النظام"، معتبرا أن "كل فريق يحاول الحصول على شريك محتمل في العالم العربي وخارجه".

وختم قائلاً: "في ظل هذا الوضع القابل للأشتعال، وبالتشابك مع المصالح الإيرانية والأميركية والسعودية في المنطقة، فما هو مؤكد أن البحرين ستكون بؤرة لتحولات وانعطافات سياسية لسنين طويلة".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus