مرآة البحرين(خاص): أخذ خبر تسلل شخصين إلى سطح مبنى سفارة البحرين في لندن حيزاً مهماً في تغطية الصحف العربية والخليجية فيما بدا واضحاً ان الحكومة حاولت توظيف الحركة الاحتجاجية إلى فعل"ارهابي" للتغطية على مسار انتهاكاتها المتواصلة لحقوق الانسان وانتهاك حقوق المعتقلين في سجونها. بينما اعتبرت المعارضة ما حصل حركة اغتراضية على عدم اهتمام المنامة وحلفائها بمطالب البحرينيين. فيما تحدثت بعض الصحف عن تقرير منظمة العفو الدولية الذي اعتبر ان الاصلاحات في البحرين سطحية وحالات القمع والتعذيب مستمرة.

وقد نشرت صحيفة "الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية مواقف لناشيطن معارضين حول اقتحام متظاهرين بحرينيين لمبنى السفارة البحرينية في العاصمة البريطانية لندن ورفع صور المعتقلين فوقها. وقال الامين العام لحركة احرار البحرين سعيد الشهابي، أن الناشطين يعتقدان بأن السجن يأتي بقرار اميركي وبريطاني، وبالتالي فانهما يحاولان الضغط على هاتين الحكومتين للافراج عن هؤلاء السجناء، واهمهم الاكثر تعرضا للوفاة هما المشيمع والخواجة.

من جانبه، قال الناشط السياسي والحقوقي البحريني عباس العمران، "هما محتلان للسفارة ويطالبان بالغاء سباق "الفرمولا-وان"، ووقف التعذيب في البحرين وطرد الاحتلال السعودي كما رفعا العديد من الشعارات التي يطالب بها ابناء الشعب.

وذكرت الصحيفة الايرانية بأن الناشطين الذين اقتحما مبنى السفارة في لندن رفعا صورا للمعتقل الحقوقي عبد الهادي الخواجة ورئيس حركة حق البحرينية حسن مشيمع فوق سفارةِ البحرين في لندن بعد ان تمكنا من اقتحامها واعتلائها، وذلك خلال اعتصام احتجاجي امام السفارة طَالب باطلاق المعتقلين واجراء اصلاحات في البلاد.

وندد المشاركون بجرائمِ النظامِ البحريني وانتهاكاته لحقوق الانسان وهتفوا بإسقاطه والاقتصاص من القتلة وعلى رأسهم الملك حمد بن خليفة، متهمين الادارة الاميركية بالوقوف وراء جرائم النظام البحريني لكونها احد اهمِ حلفائه الداعمين له.

الخارجية تندد باقتحام سطح السفارة


من ناحيتها، قالت  "القبس" الكويتية أن الخارجية البحرينية اصدرت بيانا قالت فيه إنه تم انزال "الإرهابيين" من سطح مبنى السفارة البحرينية في لندن.  وقال وكيل وزارة الخارجية البحرينية عبدالله عبداللطيف في مؤتمر صحافي ان انزال الارهابيين تم بعد جهود واتصالات دبلوماسية قامت بها وزارة الخارجية وسفارة مملكة البحرين في لندن بالتعاون مع الشرطة البريطانية التي قامت بالتعامل معهم وانزالهم من سطح المبنى.

واضاف ان التحقيق جار بغية اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة حيالهما، موضحا ان السفارة البحرينية باشرت اعمالها المعتادة بشكل طبيعي دون اية عراقيل برغم الظروف التي مرت بها بانتهاك حرمة وحصانة مبنى السفارة "ومحاولة الارهابيين التأثير على سير اعمالها" حسب قوله .

واعرب عن الامل بأن "تقوم السلطات البريطانية المختصة بمراعاة منح حق اللجوء السياسي وعدم استغلاله من قبل افراد يضرون بمصالح مملكة البحرين ومحاولة التأثير على السمعة الطيبة التي تتمتع بها المملكة في الخارج من خلال ذلك الغطاء واساءة استخدام احكام حق اللجوء السياسي ومساحة الحرية المتعارف عليها".

واكد اأن الوزارة ستتابع موضوع التسلل الى مبنى السفارة مع السلطات الامنية والقضائية البريطانية اولا باول لمعرفة ملابساته وحيثياته واظهار ما يستجد بهذا الشأن بكل شفافية وموضوعية موجها في الوقت نفسه شكره للسلطات البريطانية المختصة لسرعة تجاوبها مع الحادث والتعامل معه.


من ناحيتها اوردت صحيفة"الرياض" السعودية أن أعضاء بمجلس النواب البحريني أدانوا أمس حادث الاعتداء على سفارة بلادهم في لندن، وطالبوا خلال جلسة المجلس التي عقدت أمس برئاسة رئيس المجلس خليفة الظهراني الحكومة البريطانية بتحمل مسؤولياتها بتوفير الحماية لمبنى سفارة مملكة البحرين وأعضاء البعثة الدبلوماسية وموظفي السفارة وذلك وفقا للاتفاقيات والمواثيق الدولية في هذا الشأن.


ولي العهد يدعو إلى عدم استغلال سباق «الفورمولا 1»

وفي سياق غير بعيد ،قالت "الوطن" الكويتية ان ولي العهد البحريني الامير سلمان بن حمد آل خليفة دعا الى عدم استغلال سباق (جائزة البحرين الكبرى - الفورمولا 1) لاغراض سياسية والتأثير سلبا على التجمع العالمي الذي سيقام يوم الجمعة المقبل ويستمر أربعة ايام.

وقال الامير سلمان في كلمة نقلتها وكالة الانباء البحرينية خلال جولته في حلبة السباق انه يجب توحيد الجهود من اجل خدمة المملكة وانجاح تنظيم هذا الحدث العالمي معتبرا نجاح التنظيم نجاحا للبحرين ككل.

وجدد دعوته الى انتهاج سياسة الاعتدال والانفتاح البناء التي وصفها بانها «عوامل تساعد على تقوية وتعزيز مثل هذه الفعاليات على ارض البحرين متى ابتعدنا عن سياسة الفوضى والعنف» مشددا على ضرورة «التخلي عن فكرة الغالب والمغلوب خارج حلبة البحرين الدولية».

واعرب عن اعتزازه باقامة الحدث الذي ستتوجه اليه انظار المجتمع الدولي على ارض المملكة مؤكدا قدرة البحرينيين على العمل والعطاء في هذا المجال الذي يحقق الكثير من العائدات للمملكة ليس فقط على الصعيد الرياضي بل الاقتصادي والاستثماري والاعلامي.

العفو الدولية: اصلاحات البحرين سطحية

إلى ذلك قالت "السبيل" الاردنية و"الوفاق" أن منظمة العفو الدولية اعتبرت ان الاصلاحات السياسية في البحرين ليست مناسبة واتهمت الحكومة بمواصلة انتهاكات حقوق الانسان.

واشارت الصحيفة إلى أن تقريراً صدر من 58 صفحة صدر عشية سباق جائزة البحرين الكبرى في الفورمولا واحد، اعتبر ان السلطات فشلت في "احقاق العدل لضحايا انتهاكات حقوق الانسان". وكتبت نائبة مدير المنظمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا حسيبة حاج صحراوي: "بينما تلتفت انظار العالم الى البحرين التي تستعد لجائزتها الكبرى، يجب ألا يكون هناك أوهام لدى أحد بشأن انتهاء الازمة المتعلقة بحقوق الإنسان". واضافت بأن  "السلطات تحاول القول ان البلاد على طريق الاصلاح، بينما ما زالنا نتلقى معلومات عن حالات تعذيب واستخدام مفرط للقوة ضد المتظاهرين"، معتبرة ان "الاصلاحات سطحية".

وقالت المنظمة في تقريرها إنها ما تزال تتلقى تقارير عن حدوث حالات تعذيب وانتهاك لحقوق الانسان. ووفقا لما ذكرته حسيبة حاج صحراوي، المديرة المساعدة للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" إصلاحاتهم مست فقط السطح".