الصحف العربية: سباق "أيام الغضب" والـ«فورمولا 1» في المنامة... وتسريبات استخبارية لتبرير مزيد من القمع

2012-04-19 - 12:57 م




مرآة البحرين(خاص):
ركزت بعض الصحف العربية والخليجية على التظاهرات الاحتجاجية الرامية إلى الغاء سباق "الفورمولا وان" في البحرين، في وقت صعدت فيه الحكومة قمعها للتحركات السلمية ونفذت حملة اعتقالات كبيرة في العديد من القرى. وجاءت هذه الاجراءات عشية اقامة السباق وفي وقت تصاعدت فيه المطالبات بالإفراج عن المعارض عبد الهادي الخواجة. وفي ما يبدو انه محاولة لتبرير مزيد من العنف بحق المتظاهرين السلميين، اوردت صحيفة "السياسية" الكويتية معلومات مصدرها تقارير استخباراتية المانية تتحدث عن "نزول عشرات العناصر الايرانية ومن حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية التابعة لمقتدى الصدر، في نقاط محددة من شواطئ البحرين للقيام بعمليات تستهدف مفاصل ".

وقد أشارت كل من "الاخبار" اللبنانية و"الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية و"اليوم السابع" المصرية إلى العديد من التظاهرات وقالت إن شهود عيان افادوا عن تجمُّع العشرات من أهالي قرية السنابس بالقرب من المنامة، ورفعوا خلاله الشعارات المطالبة بـ«إسقاط النظام»، وذلك أثناء زيارة عزاء كان يقوم بها ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. وردّد المحتجّون شعارات مناهضة للأسرة الحاكمة مثل «الشعب يريد إسقاط النظام» و«يسقط حمد»، في إشارة إلى الملك، وذلك في موازاة مغادرة ولي العهد المأتم.

وكشف رئيس «جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان» المعارضة، محمد مسقطي، أنه «منذ 14 نيسان الجاري، جرى اعتقال ثمانين شخصاً في عدة قرى بالقرب من المنامة»، في «موجة ضخمة من الاعتقالات الاستباقية» على حدّ تعبيره. وذكر مسقطي أن الاعتقالات استهدفت «الأشخاص الذين قادوا التظاهرات في هذه القرى». وضمن «أسبوع الصمود والتحدي»، تنظِّم المعارضة البحرينية تظاهرات يومية بهدف إسماع صوتها، بالتزامن مع استضافة السباق، في موازاة تنظيم مجموعات شبابية تظاهرات ترفع شعارات مماثلة.

من جهتها قالت "اليوم السابع" المصرية قالت "أن غالبية القرى الشيعية المحيطة بالمنامة شهدت مساء أمس الأربعاء وحتى وقت مبكر من فجر اليوم الخميس مواجهات بين قوات الأمن والمحتجين".

وتابعت الصحيفة إن "هذه التظاهرات جاءت بدعوة من "ائتلاف شباب 14 فبراير" الذى يضم المجموعات الشبابية المعارضة للحكومة والعاملة خارج إطار المعارضة الرسمية، فيما توعد شباب الائتلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتنفيذ "ثلاثة أيام غضب" خلال يومي التجارب الحرة والرسمية الجمعة والسبت ويوم السباق نفسه الأحد.

وذكر الشهود أن المئات من المتظاهرين نزلوا عند مداخل القرى الشيعية ورددوا الهتافات المناهضة للحكومة وللأسرة الحاكمة، واستخدمت قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين الذين عمدوا إلى إلقاء قنابل المولوتوف والحجارة على الشرطة، بحسب الشهود.

وبحسب شهود عيان، عكفت فرق طبية أهلية على معالجة الجرحى الذين قالوا إنهم بالعشرات، في المنازل "خشية اعتقالهم في حال توجههم للعلاج في المستشفيات" ورفع المتظاهرون شعار "كلا لفورمولا الدم" و"نريد الحرية وليس الفورمولا"، وهى شعارات تم نشرها أيضا على صفحات المحتجين على مواقع التواصل الاجتماعي.

«الخواجة» ومعركة البطون الخاوية

إلى ذلك بقيت قضية المعتقل عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام من أكثر من شهرين حاضرة بقوة في الاحتجاجات، ونقلت "الاخبار اللبنانية " عن خديجة الموسوي، زوجة الخواجة أنها قالت إنّ زوجها اتصل بها لإبلاغها أنه «سيرفض اعتباراً من الأربعاء (أمس)، التغذية بالمصل عبر العروق، وسيرفض تناول أيّ سوائل غير الماء». إلا أن محامي الخواجة، محمد الجشي، أعرب عن خشيته من إقدام السلطات على إجبار المعتقل على ذلك.

وبعد مطالبة الاتحاد الأوروبي سلطات المنامة بالإفراج عن الخواجة، جاء الدور لبرلين لتحذو حذوه، إذ طالب مندوب الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، ماركوس لونينغ، الحكومة البحرينية بالإفراج عن «مئات» المعارضين في المملكة، وفي مقدمتهم الخواجة.

وأضافت "اليوم السابع" المصرية أن الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر دعا إلى الإفراج الفوري عن الخواجة المحكوم بالسجن المؤبد في البحرين، والمضرب عن الطعام منذ أكثر من شهرين.

وقال الصدر ردا على سؤال تقدم به أحد أنصاره حول الخواجة "أطالب بإطلاق سراحه فورا"، مضيفا "ليعلموا أن أسلوب اعتقال المعارضين أمر مرفوض لم ولن يثنى عزيمتنا ولا عزيمتهم"، وتابع: "حيا الله المعتقلين والمعتقلات في سجون الظلم البحرينية".

وفي مقالة رأي نشرت في "اليوم السابع" للكاتب أحمد دومه حول معاناة عبد الهادي الخواجة ، خلص الكاتب إلى أن «الخواجة» الذى تسوء صحته يوماً بعد يوم، والذى يرقد بمستشفى تابع لوزارة الداخلية، تتمثل فيه شموخات ميادين الثورات العربية، ونقاء أبنائها وشبابها رغم كونه تجاوز الخمسين عاماً، ستقابل في عيون «الخواجة» ما لم تقابله في أعين أخرى من التحدى والصمود والإصرار على استكمال المعركة لآخر نقطة دم أو نفس يخرج منه، وربما هو يعرف جيداً أن نهاية موقفه ربما يكون الموت، لكنه رغم ذلك يعلم أن «الثورة» جمادٌ لا تنطق فيه الروح إلا بالدماء، وتقديم الأنفس ثمناً بخساً لها، ويعلم جيداً أيضاً أن موته ربما يكون فتيل موجة ثورية عارمة تنطلق في البحرين كبركان هائج لا يخمد إلا بعد تنفيذ مهامه، والانتصار لحممه، وإبادة كل ما يعترض طريقه من خيانات وعداءات.

وختم الكاتب معلناً تضامنه التام مع «الخواجة» وكل معتقلي الرأى والثوار الحقيقيين في مصر وسوريا وليبيا واليمن.. وكل بقعة يسكنها «آدمي».. «الحرية.. أو الدم».

تسريبات استخباراتية تعزف على وتر التدخلات الأجنبية

وفي تقرير لصحيفة "السياسة "الكويتية من لندن كتبه حميد غريافي، قال فيه "ان أكثر من 200 عنصر من خبراء التفجير والاغتيال وحروب الشوارع من "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الايراني, وعدداً مماثلاً من ميليشيات "حزب الله" اللبناني ومقتدى الصدر العراقي, باشروا انتشارهم في القرى والمدن البحرينية الساخنة, وخصوصا داخل العاصمة وقرب القواعد العسكرية الاجنبية والمحلية والعربية, فيما انضمت إليهم عناصر أخرى أكثر خبرة بطبيعة المملكة تسللت من المنطقة الشرقية السعودية التي لا تبعد أكثر من 30 كيلومترا من شواطئ البحرين، وقد سبق نزول هؤلاء في المملكة، إما تسللاً وإما بجوازات سفر مزورة عائدة لدول عربية عدة, زوارق نقلت كميات كبيرة من المتفجرات والألغام والاسلحة والذخائر التي جرى تخزينها في بعض القرى الشيعية المحيطة بالمقار الحكومية السياسية والعسكرية والامنية بانتظار وصول كلمة السر من طهران، للبدء بعمليات تخريب واسعة شبيهة بالعمليات الكبيرة التي نفذتها حركة "طالبان" في أفغانستان مطلع الأسبوع الجاري, لمناسبة ما تعتبره بداية موسم "القتال الربيعي".!

وأكد التقرير أن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" وأجهزة الاستخبارات السعودية والكويتية والاماراتية والقطرية ضاعفت حمايتها لتواجد قواتها البحرية والبرية في البحرين ووضعت قواعدها وثكناتها تحت حراسات مشددة، وذلك اثر اعترافات مجموعة من البحرينيين الذين اعتقلوا الاسبوع الماضي خلال التظاهرات"

وأضاف تقرير "السياسة" الكويتية  أنه في بيروت, تقاطعت معلومات أمنية رسمية سرية مع محتويات التقرير الالماني الاستخباري، إذ أكدت اجهزة استخبارية لبنانية لـ "السياسة" ان عشرات العناصر الميليشياوية من "حزب الله" و"حركة أمل" انتقلت على دفعات خلال الاسابيع الثلاثة الماضية الى مملكة البحرين,، إما عبر مطارات عربية وأوروبية وإما عبر عمليات تسلل نظمتها استخبارات "الحرس الثوري" الايراني.!

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus