’الوالد أبوجميل’: أبكي الشهداء وكأنهم قطعة من كبدي

2012-04-20 - 11:49 ص


أجرت الحوار:بتول السيد.


مرآة البحرين (خاص): تجده في أغلب المسيرات والفعاليات بثوبه وغترته التي يربطها أحياناً بطريقة خاصة، ونهاراً تميزه النظارة الشمسية السوداء ... صار معروفاً والأهم أنه غدا محبوباً ... وعن ذلك يقول: "حب الناس من الله، إذا الله أحب عبده الناس تحبه". أهداه الناس اسم "حجي صمود" ... الحاج أحمد المعروف بـ "أبوجميل"، والبعض يسبق التسمية بكلمة "الوالد"، عمره  65 سنة، عالق في السياسة منذ صغره كما يقول، لم يعتقل قط، ووالده شهيد في التسعينات ..

حاج حساس وقلبه يسع الجميع، يقول: حينما يُقتل أي أحد "يستشهد" أبكي، أشعر أن هؤلاء قطعة من كبدي، وكذلك الحال حينما أسمع عن مهاجمة أي قرية وإغراقها بمسيلات الدموع. طلته تجذب العدسات، ومؤخراً القنوات أيضاً .. في حوار معه سألناه بداية: صرت معروفاً بـ "حجي صمود"، ما رأيك بالاسم؟ فرد: هذا الاسم "زين" ... مضبوووووط. يعني انت صمود على طول؟ أكيد. 

وعن سبب مشاركته في غالبية الفعاليات والمهرجانات والمسيرات، قال: أنا أشارك في المسيرات السلمية بسبب حبي للوطن، ولأن هذا الوطن للجميع، فنحن عائلة واحدة. والخلاف بين الحكومة والشعب ليس مرتبطاً بأشخاص .. كنا نريد من رؤوس النظام أن يعتبروا الشعب كأبنائهم، ومثلما عائلتهم تعيش في نعمة، نريد للمواطن أن يعيش كذلك. وذلك بدلاً من التجنيس مثلاً .. فمن حق المواطن أن يعيش "عيشة هنية".


وفي ذات الصدد، يتساءل "بوجميل": حينما تخرج مسيرة سلمية لماذا تقمع؟! أنا أعتب على وزارة الداخلية، نريد أن يُخفف على الناس في السجون ويطلق سراحهم، وعلى رأسهم الحقوقي عبدالهادي الخواجة هذا الرجل المريض والمتعب الآن، ليتركوه في "سبحانيته" هذا ابنكم، يفترض بالحاكم أن يكون أباً للجميع وأباً لكل شعب البحرين من السنة والشيعة، وأن يكون حنوناً عليهم. ويجب إطلاق سراح المعتقلين وبقية الرموز والقادة السياسيين، كما أتمنى من النظام أن يحاول التفاوض معهم بطريقة سياسية لحل الأزمة في البحرين .. بلادنا حلوة وجميلة، فلندع أبناءها يعيشون بعزة وحرية وكرامة، فما يحدث الآن لا يستفيد منه لا الشعب ولا الحكومة، الجميع متعب "الشعب تعبان .. والحكومة تعبانة".

وعن الإفراط في استخدام مسيلات الدموع أو الغازات السامة، يقول: "في التسعينات كان بيننا وبين مسيل الدموع أربعة فوت ولا نتحمل، وقد نصاب لاحقاً بأمراض كسيفة، لأن بها سموم تؤثر على القلب والجنين للمرأة الحامل والجسم عامة، ولذا يجب الحذر منها، ولبس الكمامات للوقاية ... وعلى الرئيسين الامريكي والبريطاني توقيف تصدير الأسلحة هذه للبحرين، ووقف التدخل في شؤون شعب البحرين، الذي صار لا ينام الليل، وكأنه في حرب". 

 
وعن رؤيته لما يحدث في البلد، يقول "بوجميل": اليوم هناك أعراض هتكت وبيوت حرقت ونفوس قتلت، وباستمرار ذلك "تخترب" البلاد وتنهار. نطالب بأن يُعطى الشعب حقه حتى في العمل، "مو المواطن يسفط سمك أو يبيع في الشارع ميوة أو ماي .. احنا مو عايشين في زمن فقر" ... هناك مواطن لا يستطيع حتى دفع فاتورة الكهرباء، فضلاً عن إيجار المسكن وما إلى ذلك من متطلبات معيشية، البعض يعيش في بيت "قرقور" أو حجرة واحدة فكيف يعيش وأسرته وأولاده؟! "يروح يطر؟!" .. نريد أن نعيش بحرية وكرامة، بدلاً من أن ترى الأجنبي يزمر عليك في الشارع أو العمل".

ويضيف "بوجميل": نحن نريد الإصلاح للجميع للحاكم والمحكوم، ونريد تحقيق مطالب الشعب، ومنح المواطن حقوقه مثل السكن والعمل والعيش لأن اقتصاد الدولة قوي، وليس ضعيفاً، لكن مع ذلك المواطن "عايش في جحيم"... اليوم عدد سكان البحرين زاد كثيراً، في السابق كان نحو 350 ألف، اليوم ربما وصل لحوالي مليونين. نحن قد نقبل بإصلاحات لكن نريد أن يكون الكلام في محله.

ويردف: كان يفترض بالنظام مد اليد للشعب، وإرجاع المواطنين لأعمالهم، وإطلاق سراح السجناء، والمبادرة بحوار جاد، لينتهي كل شيء وتعود الناس لطبيعتها، والجيوش التي جاءت من الخارج تعود إلى بلدانها، فهذه بلادنا.

ويزيد: كنا نأمل أن تكون هناك مبادرة لتصحيح الأمور وينتهي كل ما حدث .. أحسن من كل يوم قصف واستخدام أسلحة بالملايين ضد المواطنين، ولا أحد يستفيد من ذلك أبداً لا من طرف الشعب ولا من طرف الحكومة، كلنا أهل وطن واحد، أتمنى أن يرجع كل شيء لحاله بتحقق مطالب الناس، وأدعو الله أن يمن على البلاد بنعمة الأمن، وأن يحصل المواطن على كامل حقوقه من سكن وعمل وحرية سواء كان رجلاً أم امرأة، وأن تعطى الحرية الكاملة لعمل الصحفيين ووسائل الاعلام، وكذلك منظمات حقوق الإنسان حال حدوث أي خطأ او انتهاك، وأن يكون البرلمان للشعب ولصالح المواطنين. 

وعن مواقف القوى السياسية المعارضة، يقول "بوجميل": تلك القوى وعلى رأسها الوفاق تتطلع لسيادة الأمان وللإصلاحات، لكنها تحاول مع السلطة حتى الآن دون جدوى .. الشيخ علي سلمان والقوى المعارضة نريدهم كلهم يداً واحدة ويتفقون على رأي واحد، ويشتغلون لخدمة القضية ويُخلصونا من هذه "البلاوي".

وحول نظرته للمستنقع الطائفي الذي يراد للبلاد الانجرار نحوه، يقول "بوجميل": كان السنة والشيعة مجتمعين وهناك تزاوج بينهما، السنة أخوتنا ونحبهم، المجنسون هم الذين سعوا ويسعون إلى الفتن، ونتمنى أن نعيش برغم ذلك معهم أخوة حتى الموت، فنحن أهلهم وهم أهلنا. ويضيف: أطلب من السنة ألا يحملوا حقداً علينا، لأننا نحبهم، أولادهم أولادنا وبناتهم بناتنا، وواجب عليهم المعاملة بالمثل، أي لما يسمعوا من أحد كلمة "مي عدلة" أن يردوا.. علينا أن نبتعد عن الفتن، ونكون جميعاً أخوة وأهل وطن واحد.

يختم بوجميل حديثه، مخاطباً النظام: "بكلمة طيب كان يمكن أن تملك كل شيء ... أحسن من العصبية" ... "وإن شاء الله يصير حل".  

 
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus