قاسم: هستيريا السلطة ارتفعت مع اقتراب ’فورمولا واحد’.. ومستحيل أن يتراجع الشعب

2012-04-20 - 12:44 م





مرآة البحرين:
حذر الشيخ عيسى قاسم من "ارتفاع هستيريا العنف على يد السلطة" مع اقتراب موعد سباق "فورمولا واحد" في 22 ابريل/نيسان الحالي، معتبرا أن "السلطة تريد للشعب أن يبقى أسير إرادتها والشعب يريد حقوقه السياسية وأمنه وتمتعه بعيش كريم"، قائلاً: "مستحيل أن يلقي الشعب عصى السير إلى الخروج من اسره وعبوديته".

واضاف الشيخ قاسم، خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الصادق في الدراز، أن "الأزمات في البحرين اليوم كثيرة: أمنية، اقتصادية، اجتماعية، أخلاقية، ثقافية، تربوية ودينية"، مشيرا إلى أن "الأساس لكل هذه الأزمات واحد وهو الأزمة السياسية المستفحلة".

وأكد وجود "أزمة سلطة لا تريد أن تعترف بإرادة شعب بحقه وبإعطاء رأيه في شأن نفسه ودستور حكمه وانتخاب ممثليه وتشكيل حكومته في الإستفادة من ارضه، وفي التمتع بحريته الدينية وحريته في التعبير عن معاناته"، مضيفاً "هي أزمة سلطة متفردة مستبدة مستأثرة ترى أن كل شيء لها ولا شيء لهذا الشعب، إلا ما تقدر أن من صالحها أن تتصدق به عليه".

ولفت إلى أن السلطة "قامت بدعاية هائلة واستعراض اعلامي ضخم فيما يرتبط بلجنة "تقصي الحقائق" التي صنعتها على عينها، ولم تكن للشعب أي مشاركة في تشكيلها"، مردفا "حينما جاء تقرير اللجنة منصفاً بدرجة ما بما فيه من إدانة لها بعددٍ من الجرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان وحق المواطنة، بدأ الإلتفاف على مقررات التقرير وتوصياته بما نسف قيمته العملية بدرجة كبيرة جدا".

ونبه من أن "الوضع الحقوقي للمواطن بدأ أخيراً ينتكس من جديد بصورةٍ متزايدة، وعاد القتل العمد على يد السلطة والتنكيل بالمشاركين في الإحتجاجات السلمية وكثافة سحب الغازات السامة للمناطق السكنية"، مشيرا إلى "ازدياد وتيرة المداهمات والإعتقالات الجماعية ما إن اقترب موعد "فورمولا واحد" وارتفاع هستيريا العنف على يد السلطة، حتى لكأن البلد في حالة حرب ضارية".

وشدد على أن الشعب "يريد أن يكون واحداً من الشعوب الحرة التي تملك قرار مصيرها وتمارس حقوقها السياسية بصورة كاملة حفاظاً على كامل حقوق المواطنة الآخرى، ويريد أمنه وتمتعه بوضعٍ معيشيٍ كريم"، مذكرا بأن "كل هذه الحقوق اليوم مسلوبة منه حتى أن مطالبته بها جريمة في نظر السلطة والعقوبة عليها مفتوحة بلا حدود".

وأوضح أن "السلطة تريد للشعب أن يبقى أسير إرادتها وأن يقدم لها الإعتراف بحقها في استعباده الإستئثار بأرضه وهو لا يجد المسكن الائق وتريد افساد اخلاقه"، قائلا: "تريد السلطة من الشعب بعدما اعطى في كل عمر حراكه الأخير ومن قبله من دم وأشلاء وأرواح طاهرة وأعدادٍ غفيرة من السجناء الأحرار تريد أن ينسى كل شيء ويرضى باستمرار الوضع السياسي القائم بكل تبعاته الثقيلة، ويستسلم للسيد والجلاد يفعل فيه ما يريد".

وقال: "هي أمنية أبعد في الخيال من أماني الأطفال أن يتراجع هذا الشعب وأن ينسى كل شيء، ومستحيل كل الإستحالة أن يلقي الشعب عصى السير إلى الخروج من اسره وعبوديته"، فـ"لا أحد ولا ارهاب يمكن أن يتراجع بالشعب اليوم أو غداً عن هدفه".

وأردف: "وجد سباق السيارات أو لم يوجد ولانت السلطة أو اشتدت وانصف العرب هذا الشعب أو ظلموه، فإنه قد قرر المضي في الطريق إلى نيل حقوقه واسترداد حريته وكرامته وإن تمادى الظلم في طغيانه، واسرف الحكم في القتل".

وختم الشيخ قاسم بالتأكيد على أن هناك "إرادة حكومة وإرادة الشعب وإرادة استعباد وإرادة حرية، والأولى تعاند والثانية تقاوم وتجاهد"، مشددا على أن "الشعب ماضٍ في طريق الإصلاح والتغيير ويدفعه إلى ذلك الدين الحق والضمير الحي والضرورة البالغة، وهي قضية الإصلاح التي لا تستقيم بدونها حياة ولا دين".

  

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus