البحرين تغلي: لماذا لا تتعلم الفورميولا من أخطائها؟ سباق الفورميولا يثير نشطاء البحرين

2012-04-23 - 6:31 ص





إيد فوستر*، سي إن إن


في تشرين الأول/أكتوبر 1985، وصلت الفورميولا1 إلى جنوب أفريقيا للسباق في كايلامي حيث نظام الفصل العنصري، والذي كان قد وضع نهاية تقريبا لاستضافة معظم الأحداث الرياضية في البلاد.  لم يردع ذلك إدارة الفورميولا من إقامة السباق في جنوب أفريقيا على الرغم من رفض فريقي الليجر والرينو المشاركة، وإزالة المارلبورو رعايتها من سيارات ماكلارين، كما أن مختلف الحكومات حاولت منع السائقين من السباق.

هل ذلك يبدو مألوفا؟ على الرغم من أن جنوب أفريقيا خلال نظام الفصل العنصري والبحرين الآن هما حالتان مختلفتان سياسيا بالكامل، لا يمكنك إلا أن تتساءل ما إذا كان الفورميولا تطورت على الإطلاق في السنوات الـ 27 الماضية. رأي مدير إدارة الفورميولا بيرني ايكليستون في أن سباق النخبة من السيارات لايمثل أي جانب سياسي يبدو إلى حد ما غير واقعي.

أدت الاضطرابات المدنية في البحرين والتبعات السياسية لسباق الفورميولا إلى دعوة السياسيين في المملكة المتحدة إلى إلغاء السباق لهذا العام. في 13 نيسان/أبريل أعلن الاتحاد الدولي للسيارات (الفيا) أن السباق سيمضي قدما على الرغم من استمرار الصراع بين المتظاهرين والحكومة. هذا القرار شكّل صدمة لمشجعي الفورميولا في مختلف أنحاء العالم.

يبرر إيكلستون القرار لهيئة الإذاعة البريطانية في مقابلة له أثناء السباق الذي أقيم في الصين الأسبوع الماضي قائلا "تخيل إذا قلنا لن نذهب بأي حال من الأحوال، هل من شأن ذلك أن يوقف المشاكل؟" متابعا: "الجواب هو: لا، لأنهم لا يحتجون على إقامة الفورميولا وهذا هو السبب في ذهابنا إلى البحرين".

ربما يكون إيكلستون، الذي لا يراعي الأعراف، لا يعلم عن المتظاهرين الذين حملوا ألعاباً ترمز لمدافع رشاشة وارتدوا سترات سباق السيارات. كما أنه يجوز له أيضا أن لم يعلم عن لافتة كتب عليها "أوقفوا السباق على دمائنا"، وحملة الحكومة عن الفورميولا.

لم تكن هناك اضطرابات سياسية بسبب الفورميولا، ولكن يتم استخدام الرياضة كأداة سياسية، ويمكن استخدامها كمنصة لإيصال صوتك. اسأل أي راع من رعاة الفورميولا لماذا هم في هذه الرياضة؟ وسوف يخبرونك عن ما تقدمه الفورميولا من منصة عالمية مذهلة. السبب ذاته ينطبق على المتظاهرين الذين يرغبون في إيصال صوتهم.

الاقتصادي والسياسي السابق جاسم حسين قال لاتحاد الصحافة بالمملكة المتحدة: "لا أرى مظاهرات كثيرة في البلاد، ولكن أجل، المخاوف موجودة بأن نرى بعض الضحايا. فهو تحد أمام قوات الأمن التي عليها التعامل مع الأمور على النحو المناسب. عليهم أن يتجنبوا استخدام القوة"

في مؤتمر صحافي يوم الجمعة أوضح ولي عهد البحرين سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة أسبابه لإقامة السباق، قائلا: "أعتقد أن إلغاءها يصب في خانة تمكين المتطرفين فقط". وأضاف "أعتقد بالنسبة لنا قد يكون وسيلة للخروج من هذه المشكلة السياسية ويتيح لنا بناء جسور بين الطوائف، وحمل الناس على العمل معا".

بطل العالم لثلاث مرات جاكي ستيوارت يؤمن بأن الرياضة يمكن أن توحد الناس. وقد يكون ذلك صحيحا، ولكن فقط إذا كانت الرياضة المعنية تتسم بالحياد، والفورميولا بالتأكيد ليست الحالة الصحيحة لذلك. الحكومة البحرينية لا تمتلك فقط حلبة الصخير، بل استثمرت الملايين لبناء الحلبة قبل السباق الأول هناك في عام 2004. كما أنها تمتلك حصة في فريق مكلارين في بريطانيا، واحدة من الفرق المشاركة، لذلك فمن الواضح لماذا العديد من المتظاهرين ضد إقامة هذا الحدث.

وللاتحاد الدولي للسيارات من يراقب الوضع في البحرين الآن، كما أن الفرق والسائقين أكدوا على ثقتهم بقرار الاتحاد حتى لو اتخذت بعض الفرق احتياطات أمنية إضافية. ولكن أربعة من أعضاء فريق فورس إنديا كانوا قريبين من قنبلة حارقة يوم الخميس، لذا من الواضح أن الاحتياطات الأمنية الإضافية ليست كافية. في الواقع، طلب اثنان من أعضاء الفريق العودة إلى وطنهم. وهناك أيضا تقارير تفيد بأن موظفاً من فريق وليامز قد استقال بعد هذه الحادثة.

بالطبع، لا يوجد مكان آمن، استطاع قس غاضب أن يدخل مسار السباق خلال سباق الجائزة الكبرى ببريطانيا، لكن من المؤكد أن الرياضة لا يجب أن تتنافس في بلد حيث المشاركون فيه يتجولون بالقرب من قنابل حارقة!  ينبغي أن توضع سلامة الفرق والمواطنين قبل الحدث الرياضي نفسه.

"من الواضح أنه ليس من الصواب أن هذا النوع من الأشياء يحدث" يقول سائق فورس إنديا نيكو هلكنبيرغ للصحفيين يوم الخميس. مضيفا: "إننا هنا للسباق. الهدف من الفورميولا هو للترفيه وهذا النوع من الأشياء لا ينبغي حقا أن يحدث لنا. سواء كان ذلك صحيحا أم لا أنا لا أعرف حقا، وأنا لست سياسيا، أنا سائق فورميولا". ظل السائقون الآخرون هادئين ومحايدين بشأن هذا الموضوع.

وكما أن الكثيرين سيتذكرون أن سباق جائزة البحرين الكبرى كان قد تأجل أولا في عام 2011 ثم ألغي بسبب أعمال الشغب مصاحبا بالكثير من الدعاية عن "يوم الغضب" في 14 فبراير. لذلك التساؤل يبقى عن ما الذي تغير هذا العام؟ وما السبب في أن الفورميولا قادرة على السباق؟

العام الماضي رفعت وزارة الخارجية البريطانية في تقييمها لمستوى التهديد في البلاد، والتي جاءت مع مشاكل التأمين للفرق. كان هناك ضغط من الاتحاد الدولي للسيارات لإلغاء السباق والذي استجابت له حكومة البحرين، ولذلك غاب عن البحرين ما يقدر بـ 480-800 مليون دولار من الاستثمارات التي من شأنها أن تأتي من استضافة السباق.

يبدو السباق كما لو أنه سيمضي قدما. ومع ذلك  إذا ما حدث شيء ما فإنه سيكون من الصعب للغاية على الفورميولا استعادة مصداقيتها.

للتذكير فقد تم إلغاء سباق الجائزة الكبرى في جنوب أفريقيا مباشرة بعد سباق عام 1985 من قبل الاتحاد الدولي للسيارات في ذلك الحين برئاسة جان ماري بالستري.  ولم يعد حتى عام 1992بعد انتهاء نظام الفصل العنصري. لم تتعلم الفورميولا من أخطائها كل تلك السنوات، حتى لو كان الأوان قد فات بالنسبة للكثيرين. حقيقة أنهم نسوا ذلك الدرس يبدو محيراً للكثير من محبي الفورميولا.


* محرر في مجلة موتور سبورت.

20-04-2012



التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus