المتشددون من العائلة الحاكمة في البحرين على دفة القيادة بعد فشل سباق الفورملا 1

2012-04-26 - 7:02 ص




آندرو هاموند، رويترز

ترجمة: مرآة البحرين


مرآة البحرين (خاص): المتشددون من العائلة الحاكمة في البحرين والمدعومون من السعودية قد لا يتزحزحون عن مواقفهم بعد كارثة سباق الجائزة الكبرى الفورميولا1 وذلك بعد أن سلط السباق الأضواء على تصاعد إحباط الداعمين للديمقراطية وتأييدهم للانتفاضة بدلا من قيام الحكومة بمحاولة إظهار صورة من الاستقرار في البلد.

وقد انضم زعماء غربيون لجماعات حقوق الإنسان  والجماعات المعنية بمراقبة وسائل الإعلام في انتقاد البحرين قبل سباق يوم الأحد الماضي، والذي ألغي العام الماضي بسبب الاضطرابات. وأشاد مسؤولون بإعادة اقامته كدليل على العودة إلى الهدوء، ولكن تصاعد دخان الإطارات والذي قام المتظاهرين بإضرام النار فيها في يوم السباق يحكي قصة مختلفة.

"أعتقد الآن أن من قال من العائلة الحاكمة بأن ما حدث هو أكثر صعوبة ولا يستحق إقامة السباق كل هذا العناء" سيقول "لقد قلت لكم ذلك"، يقول جستن جنجلر، وهو باحث في الشؤون البحرينية بمؤسسة مقرها قطر، ملمحا لوزيري الديوان الملكي والدفاع.


وينظر على نطاق واسع لهؤلاء الوزراء من فرع العائلة الحاكمة والتي تعرف بالخوالد، على أنهم العقول المدبرة لحملة القمع الدموي في العام الماضي، والتي قطعت الحوار الذي بدأه ولي العهد الشيخ سلمان مع المعارضة حول الإصلاحات الديمقراطية.

نزل البحرينون إلى الشوارع في شباط/فبراير 2011، مستوحين ما قام به شباب الثورات الناجحة في مصر وتونس، ولكن لم يفوزا بأي تنازلات. فضت الحكومة اعتصام المحتجين بدوار اللؤلؤة بعد شهر وفرضت الأحكام العرفية، وجلبت القوات السعودية.

ووصف نظام آل خليفة الملكي السني المتظاهرين بالمخربين الشيعة المدعومين من إيران وتراجعت البحرين من الأجندة السعودية والقطرية بعد أن هيمنت عليها الأخبار العربية الاخرى.


الحلفاء الغربيون مثل بريطانيا والولايات المتحدة والتي يرسو أسطولها الخامس في المنامة، بقوا صامتين إزاء انتقاد البحرين خوفا من استعداء صديق موثوق به - أو الاخ الأكبر السعودية.

لكن الاضطرابات لا تزال تعصف بالجزيرة الخليجية الصغيرة، حيث تقوم شرطة مكافحة الشغب بالالتحام مع المتظاهرين يوميا. يذكر أن معظم هؤلاء المتظاهرين والمعارضين من الأغلبية الشيعية، كما تسير المعارضة مسيرات جماهيرية ضخمة.

استخدمت الشرطة العربات المدرعة، والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، والرصاص الانشطاري (الشوزن) للسيطرة على المتظاهرين ومحاولة منعهم من إعادة تشكيل كتل ضخمة لكسب اهتمام العالم. ونتيجة لذلك يذكر النشطاء بان عدد القتلى قد ارتفع من 35 إلى 80 بعد رفع الأحكام العرفية في حزيران/يونيو من العام الماضي.

مخاوف طائفية

الحكومة البحرينية تقول إنها لا تزال منفتحة على إصلاح محدود، إلا أن قلقها من احتمال تحول السلطة من العائلة المالكة السنية الي الأغلبية الشيعية يخنق فرص التقدم.

وزير الديوان الملكي المتشدد خالد بن أحمد، بدأ بالاتصالات مع جمعية الوفاق الحزب الرئيسي المعارض في شهر كانون الثاني/يناير، لكن موالي الحكومة من المتطرفين السنة اعترضوا بقوة على تلك الخطوة ويبدو أن فرصة تجديد الحوار قد تبخرت.

الملك حمد بدوره أبدى استجابة إلى الضجة المثارة بخصوص الوضع في البلاد أثناء سباق الجائزة الكبرى يوم الأحد بالتأكيد على "التزامه الشخصي بالإصلاح والمصالحة".

يقول الشيخ عبد العزيز بن مبارك آل خليفة، مستشار لهيئة شؤون الإعلام: إن العديد من البحرينيين يريدون الإصلاحات ولكنهم لا يريدون أن يمليها طرف واحد أو طائفة. وقال "كل الجمعيات السياسية تريد محاربة الفساد، وحكومة فعالة، وتمكين مجلس النواب". وأضاف "طالما ليست هناك شروط مسبقة، ووجود الاحترام المتبادل وعدم رفع سقف المطالب عاليا، ثمّ هناك أمل". ورفض الشيخ عبد العزيز التعليق على أي خلافات محتملة داخل الحكومة حول مسألة الإصلاح.

في المقابل ومنذ فترة طويلة يُنظر إلي ولي العهد الشيخ سلمان على أنه الأكثر انفتاحا. ولي العهد أحضر الفورميولا واحد إلى المنامة في عام 2004 في إطار ما يصفه محللون برؤية للتغيير السياسي والاقتصادي التي من شأنها أن تقلل من الاعتماد على العائدات من حقل نفط مشترك مع المملكة العربية السعودية  وما يترتب على ذلك من تأثير وتعاظم لدور الجارة القوية والتي لا ترى لها مصلحة في مملكة بحرينية ديمقراطية.

يبدو أن الدعاية السلبية الذي حظى بها السباق الأخير قد تقوض ما تبقى من فرص للإصلاح.

"إقامة السباق سيشجع المتشددين في الحكومة على الأرجح إلى القول"إننا لا نحتاج إلى هذا النوع من الاشياء، ونحن لا نجني المال منه، بل إنه يجلب لنا الغربيين المزعجين"، تقول جين كينينمونت، وهي محللة في منظمة تشاتام هاوس التي تتخذ من لندن مقرا لها.


وكان ينظر للإصلاحات الهادفة لمعالجة الاقتصاد التي يقودها الأمير سلمان لسنوات باعتبارها تحديا لطريق الشيخ خليفة بن سلمان، رئيس الوزراء منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1971. وأصبح الشيخ خليفة رمزا عند السنة الذين يخشون من تمكين الشيعة في حال حدوث أي تغيير ديمقراطي.

تشير حملات فصل الموظفين وما تبعه من قمع في الحملة المستمرة منذ العام الماضي إلى استمرار المخاوف لدي أجهزة الأمن. يقول توبي جونز، مؤرخ الشرق الأوسط في جامعة روتجرز "يبدو أن هذا هو الحال عند جميع أفراد الأسرة الحاكمة وأفراد الحكومة الذين يعتقدون أنهم يحققون النصر".

"لا عجلة"

"ليس هناك شعور بالإلحاح أو التزام لخلق نوع من المساحة اللازمة للتوصل إلى تقارب"، يقول جونز. ويضيف "إذا كان هذا صحيحا، فإنه يبدو أن كل هذا الحديث عن الانقسام - وجداول الأعمال المتناقضة - لا يهم حقا".

البحرين، وهي المركز المصرفي والسياحي، هي شبح حضورها السابق. تباطأ النمو الاقتصادي إلى 1.3 في المئة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2011 مقارنة مع 2.2 في المئة في العام السابق ومعدل التضخم في أعلى مستوياته خلال السنوات الثلاث ووصل إلى 4.7 في المئة في آذار/مارس.

وهذا أدى لزيادة الاعتماد على المملكة العربية السعودية التي وعدت، جنبا إلى جنب مع القوى الخليجية النفطية الأخرى، بتقديم مساعدة مالية إضافية، لتقليل مخاوف الأسرة الحاكمة.

الفنادق والمكاتب لديها نسب أشغال منخفضة والقليل من السياح السعوديين يتوافدون في نهاية الأسبوع على الحانات والمطاعم ومراكز التسوق. وسائل إعلام أجنبية محدودة تستقر في البلاد ولديها عدد قليل من المراسلين.

تقول جمعية الوفاق، حزب المعارضة الرئيسي، إن كل محاولات التوصل إلى اتفاق مع السلطات وصلت إلى طريق مسدود.

"هذه الحكومة ليست جادة بشأن وجود حوار حقيقي، للاستماع إلى مطالب الشعب البحريني وتنفيذ تلك المطالب التي لا يمكن تجاهلها"، قال زعيم جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان لرويترز.

"من أنت لتحتكر السلطة؟ من قام بتكليفكم بتعيين الحكومة، والسيطرة على جميع الوزارات، واحتكار الاستفادة من الثروات الوطنية؟" سأل الشيخ علي.

توصف جمعية الوفاق في وسائل الاعلام الموالية للحكومة باسم "حزب الله البحرين" وبالتحديد بعد أن خص الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعية باعتبارها المحاور التي يجب ان تشارك في الحكم. تقول جمعية الوفاق إن البلاد رهينة للخلافات داخل الأسرة الحاكمة.تتوقع جميعة الوفاق، والتي يسعى منافسوها المتشددون للتخلي عن الملكية كليا، بأن الصراع سوف يغدو أكثر عنفا.

"قنابل حارقة لم تظهر إلا بعد تشرين الثاني/نوفمبر وخلال الأشهر الأخيرة شهدنا بعض التفجيرات، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح من الذي قام بها"، وقال سلمان متابعا "من المنطقي تماما أن الجمود السياسي سيؤدي إلى تعميق عدم الاستقرار".

24 ابريل 2012




التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus