مرآة البحرين (خاص): تناولت صحف ومجلات أنباء أجنبية سباق "فورمولا واحد" الذي استضافته البحرين الأحد الماضي، من زاوية أنه "أظهر عكس ما أدرات الحكومة إظهاره"، وأن السبب الذي دفع "فورمولا واحد" إلى إقامته هو المال. وفيما نقلت "بي بي سي" عن قيادي بحريني معارض قوله إن "العنف سيزداد ما لم تشرع الحكومة في إصلاحات حقيقية"، قالت "رويترز" إن "خطرين يحدقان بالحكومة البحرينية، الأول يتمثل في إمكانية انخفاض أسعار النفط، والثاني في الاضطرابات التي تشهدها البلاد".

"فورمولا واحد" تجاهلت معاناة البحرينيين

وقالت مجلة "سبورتس إللاسترايتد" نقلًا عن وكالة "أسوشييتد برس" إن العنف في شوارع المنامة والذي أدّى إلى وفاة وإصابات بالتزامن مع وقت إقامة سباق "فومورلا واحد"، شكّل أرضيةً مُزعجة للسباق".

واستعرضت المجلة آراء المُنتقدين لقيام السباق الذين قالوا إن "فورمولا واحد" ملأت جيوبها في حين تتجاهل معاناة السكان المحليين"، مشيرة إلى "رأي منظمي الرياضات الذين ردوا بأن الحدث رياضيٌّ بامتياز ولا علاقة له بالسياسة، وأنه ربما استطاع - ولو لفترة وجيزة - المساعدة في رأب الصدع بين الجماعات المنقسمة في البلاد".

من جهتها، ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" إن سباق "فورمولا واحد "سلط الضوء على عكس ما أرادت الحكومة إظهاره".

وقالت الصحيفة "إنه عوضًا عن استغلال هذا الحدث العالمي لاستعراض النمو الاقتصادي السريع للبلاد، تلقت الحكومة اهتمامًا عارماً إزاء سياسة الاستخدام المفرط للغازات المسيلة الدموع، ورصاص الشوزن، بالإضافة إلى تعذيب الذي تمارسه ضد المطالبين بالديمقراطية".

من جهة أخرى، تطرقت الصحيفة إلى تعيين سميرة رجب مؤخرًا كوزيرة للإعلام واصفةً إياها بـ"المُعارضة للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط بالإضافة إلى سياسة الشحن والاستفزاز الطائفي التي تنتهجها كمبدإٍ لها".

إيكلستون وافق على السباق بسبب المال

من ناحيتها، ذكرت صحيفة "أي أف ب برس" إن السبب الذي حدا بمالك الحقوق التجارية لسباقات "فورمولا واحد" بيرني إيكلستون للموافقة على المُضي في سباق الجائزة الكبرى في البحرين "هو المال".

ولفتت الصحيفة إلى أن "رؤساء "فورمولا واحد" كانوا قد قبضوا ثمن السباق العام الماضي حتى بعد إلغائه"، لافتة في الوقت نفسه إلى أن "الوضع اختلف هذا العام حين أشار منظمو السباق في البحرين إلى أن "فورمولا  واحد" بالإضافة إلى ال "فيا" ستتحملان التبعات المادية في حال أُلغي السباق في البحرين".

واعتبرت الصحيفة أن "الراعين الأساسيين لسباق "فورمولا واحد" سيعيدون التفكير في الذهاب مجددًا إلى البحرين، في حال استمرت الحكومة في الصراع مع المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية".

واشنطن تحذر رعاياها من السفر للبحرين

وقالت "أسوشييتد برس" إن وزارة الداخلية البحرينية صرّحت بأنَّ الناشط الحقوقي المعتقل عبد الهادي الخواجة "يتمتع بصحةٍ جيدة رغم الإشاعات"، مضيفة انه "في المستشفى ويتلقى الرعاية الطبية الكاملة".

ونقلت "أسوشيتد برس" عن الخارجية الأميركية تنبيهها لرعاياها من السفر إلى البحرين، محذرةً من "تظاهرات عفوية قد تتطور إلى عنيفة" تتضمن استخدام القنابل الحارقة من المتظاهرين في مقابل الغازات المسيلة للدموع، والقنابل الصوتية، ورصاص الشوزن من القوات الأمنية.

الممرضة لزوجة الخواجة: لا أحد في الغرفة
 
إلى ذلك، قالت جمعية "شباب البحرين لحقوق الإنسان" إن آخر اتصال جرى بين الخواجة وعائلته كان في 23 أبريل/نيسان الحالي، حين كان يواجه صعوبةً في التحدّث بسبب التعب والإرهاق".

وأشارت الجمعية، في بيان، إلى أنَّ "زوجة الخواجة (خديجة الموسوي) اتصلت بالمستشفى العسكري للسؤال عنه (أمس) الخميس وأخبرتها الممرضة أنه "لا يوجد أحدٌ في الغرفة".

وذكرت صحيفة "سياتل باي" نقلاً عن "وكالة أسوشييتد بريس" أن السلطات البحرينية صرحت الأربعاء أن انفجارًا وقع الثلاثاء في قرية الدراز ما أدّى إلى إصابة 4 من رجال الشرطة، اثنين منهم في حالٍ حرجة، مشيرة إلى وصفت السلطات الانفجار بـ"العمل الإرهابي".

واستعرضت الصحيفة صورًا عن التظاهرات اليومية في البحرين في مقابل قمع رجال الشرطة، بالإضافة إلى صورةٍ لجسد الشهيد صلاح عباس مع وصف مفصّل لأنواع الإصابات التي تعرض لها".

قيادي معارض: العنف سيزداد في غياب الإصلاحات

وذكرت "بي بي سي" إنه "أن العنف في البحرين ما زال مستمراً بالرغم من انتهاء سباق فورمولا واحد"، حيث تصادم المتظاهرون مع رجال الشرطة خلال مراسم تشييع ناشط عُثر على جثته بالتزامن مع وقت السباق".

ونقلت "بي بي سي" عن قائد أكبر جمعية معارضة في البحرين قوله أن "العنف سوف يزداد سوءًا ما لم تشرع الحكومة في إصلاحات حقيقية".

من جهة أخرى، ذكرت "رويترز" أن البحرين "المتورطة بالاضطرابات الاجتماعية الحاصلة تسعى إلى جذب المستثمرين لها، في محاولةٍ منها لاختبار قدرتها في إصدار سنداتٍ حكومية".

وأضافت "رويترز": "دعت الحكومة البنوك الاستثمارية إلى "اختبار قابلية السوق" في حال احتاجت إلى تصدير سندات لجمع تمويلٍ كافٍ"، منبهة من "خطرين يحدقان بالحكومة البحرينية، الأول يتمثل في إمكانية انخفاض أسعار النفط، والثاني في الاضطرابات التي تشهدها البلاد".