باسم ضيف: نعم اعترفنا بهذه الخرافات، ولا تعطوا تلفزيون العار أكبر من قدره

2012-04-28 - 9:31 ص




مرآة البحرين (خاص):
"لا تعطوا تلفزيون العار أكبر من   قدره" بهذه العبارة بدأ الطبيب باسم ضيف تغريداته صباح أمس الجمعة 27 ابريل، بعد أن انشغل المغردون في "تويتر" بما بثته قناة البحرين من "اعترافات وأسلحة محلية الصنع ومستوردة من إيران". كانت التغريدات تتفاوت بين متهكم وساخر ومكذب وقلق بشأن ما تعتزمه السلطة من تصعيدات قمعية، جعلت من هذه الاعترافات مقدمة لها.

ليس جديداً بث تلفزيون العار لهذه الاعترافات، فهي طريقة السلطة الوحيدة، والمعروفة في التعامل مع الأزمات السياسية منذ الثمانينات حتى الآن، كلما شعرت بالانهزام أمام قوة مطالب الشعب واحتجاجاتهم، فرّت إلى نظرية المؤامرة الطائفية والمخططات الانقلابية، لا شيء جديد، ولا ابتكار. الخطوات المعروفة ذاتها في كل مرة:
  1.  اختلاق رواية المؤامرة والمخطط المدعوم من ايران.
  2.  اعتقال قيادات وزعماء وناشطين معارضين باعتبارهم متآمرين خونة.
  3.  تعذيبهم وإجبارهم على تسجيل وتصوير اعترافات وفق السيناريو المكرور.
  4. بث الاعترافات في التلفزيون ووسائل الإعلام الرسمية والتحريض ضدهم بكل الطرق.
  5.  محاكمتهم وفق الاعترافات التي أُجبروا على تقديمها.
بعد أكثر من عام على القمع الوحشي، لا تزال السلطة تجد نفسها عاجزة ومهزومة، ولا تزال الحركة الاحتجاجية في قمة عنفوانها، لم تجد السلطة غير طريقها الأوحد المعروف، سيناريو المؤامرة، لتبرير تصعيدها الأمني المترقب.


نعم اعترفنا بهذه الخرافات..!

يوضح باسم ضيف ما تعرضوا له: قام ذات الجهاز بتصوير اعترافات للأطباء في عملية استمرت لتسع ساعات، بحضور شخصيات حقوقية وإعلامية، وذلك بعد تعذيب استمر أسابيع، وأثناء تصوير اعترافاتهم أجبروا على الاعتراف بأنهم أجروا عمليات وهميه وتسببوا في قتل مرضى وشوهوا إصابات مرضى آخرين"، موضحاً أنه تم إجبارهم على اتهام كل من خليل المرزوق وعلي سلمان بتحريض الأطباء، كما أجبروا على الاعتراف أنهم كانوا على اتصال بالسفاره الإيرانيه لقلب نظام الحكم، إضافة إلى تهريب أسلحة كانوا يملكونها إلى الدوار باستخدام سيارات الإسعاف، وترحيبهم بالاسطول الايراني المزعوم.

باسم ضيف الطبيب الذي اعتقل لستة أشهر لقي خلالها أصناف من التعذيب الجسدي والنفسي يكتب بألم: "نعم اعترفنا بكل هذه الخرافات والأكاذيب تحت التعذيب. فلا تستغربوا أية ماده إعلاميه!". ثم تحدى الإعلام الرسمي أن يقوم ببث اعترافات الأطباء التي قام تلفزيون البحرين بتصويرها مؤكداً أن الأخير امتنع عن بثها "كي لا يتبين وجهه القبيح" بناء على طلب السلطة كما وصلهم بعد ذلك.

تفاصيل الاعترافات حصلت عليها (مرآة البحرين) من مصادر خاصة، انتزعت من الأطباء بعد أن قضوا ليلتهم نياماً على الأرض بقسم المخدرات في التحقيقات الجنائية، صوروهم وهم ينتظرون أدوارهم واحداً تلو الآخر بملابس نومهم معصوبي الأعين جالسين على الأرض من غير أن يستطيعوا التفوه بكلمة.

أجبر كل واحد من الأطباء على الاعتراف على زميله ليكتمل المشهد، إضافة إلى اعتراف بعضهم على وقوعهم في الكثير من التجاوزات الطبية من أجل تهويل الوقائع وإكساب الحركة الاحتجاجية تعاطفاً خارجياً أكبر. إذ تم إجبار الأطباء على الاعتراف على بعضهم بأن الطبيب علي العكري كان يملك 20 قطعة سلاح وأنه كان يهرب تلك الأسلحه عن طريق الإسعاف إلى الثوار في دوار اللؤلؤة، وأن الطبيب صادق عبدالله قام بإجراء عمليه في صدر أحد المصابين فكانت تلك العملية هي السبب المباشر في وفاته، وأن ضيف قام بتوسعة جروح وتضخيم إصابات جرحى وبثها للإعلام الخارجي وذلك لزعزعة الأمن وإسقاط النظام.

فيما أجبر الطبيب نادر ديواني على الاعتراف بأنه كان متعاونا مع إيران من خلال اتصاله بالسفير الإيراني لينقل له المعلومات الكاملة حول ما يجري، فطلب منه الأخير تكثيف الاحتجاجات وهو ما حدث بعد ذلك.

وكان لأسماء نواب الوفاق نصيب من هذه الاعترافات؛ أُجبر علي العكري على القول بأن نائب الوفاق المستقيل خليل المرزوق على اتصال به باعتباره عديله، وأنه هو من كان يحرض الأطباء والكادر الطبي على كل تلك التحركات، فيما أجبر أحمد عمران على الاعتراف بأنه كان يتلقى تعليماته من أمين عام جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان وهو يقوم بنقلها إلى الكادر الطبي محرّضاً وموجّهاً.


ولإضافة بعض المحسنات على المشاهد كان لابد من تهويل ما حدث، وانتشال التهمة عن القاتل الحقيقي ليقول الطبيب نبيل حميد إنه من قام بفتح دماغ الشهيد عبد الرضا بوحميد بصوره كبيرة جداً حتى يتم تضخيم إصابته، وهو ما تسبب بعد ذلك بوفاته، بينما أجبر العكري على الاعتراف بأنه عندما عرف بوجود الأسطول الإيراني في سواحل الخليج رحّب بهم أحرّ ترحيب من خلال ترديد هتاف: منصورين والناصر الله!


لم يبث هذا التسجيل حتى الآن، لكن وزيرة (حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية) فاطمة البلوشي، ذكرت كثير من هذه الاعترافات في مؤتمر صحافي أثناء توليها منصب قائم بأعمال وزير الصحة، فهل تراجعت السلطة عن بث هذه الاعترافات بعد أن شعرت بأن ما قيل في ذلك المؤتمر كان مهزلة غير مسبوقة في العالم؟

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus