الكاتب الفلسطيني عامر راشد: ’الإتحاد الخليجي’ سيشعل الأزمة في البحرين

2012-04-29 - 6:37 ص



مرآة البحرين:
رأى الكاتب الفلسطيني عامر راشد في مقال نشرته وكالة "أنباء موسكو" أن الدافع وراء التعجيل في طرح مشروع "الاتحاد الخليجي العربي" هو "ما تشهده البحرين من صدامات والخوف من تداعيات رياح التغيير في بعض البلدان العربية"، مؤكدا أن الوحدة بين السعودية والبحرين "قد تصب الزيت على الأزمة بين الحكومة البحرينية والشارع المعارض، وربما تنقلها إلى الداخل السعودي".

وأشار راشد إلى أن "دول المجلس باستثناء السعودية والبحرين لم تبد حماسة لفكرة "الاتحاد الخليجي"، مستدلا بموقف وزير الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي، قائلاً: "فكرة الاتحاد غير مفهومة بالنسبة لنا.. هناك أشياء غير مفهومة من حيث التطبيق والآليات"، معتبرا أن "إجابة الوزير بن علوي يفهم بين سطورها أن فكرة الاتحاد الخليجي طوباوية أكثر من اللازم، وأن الاعتقاد بنجاحها في ظل واقع حال الدول الخليجية يعدُّ ضرباً من "إرادوية" تتعامى عن كمٍّ هائل من موانع وعقبات تحول دونها"، فـ"تجعل من الوحدة السياسية المرتقبة بين السعودية والبحرين قفزة في الفراغ، قد تجرف معها "مجلس التعاون" نحو المجهول".

ولفت راشد إلى "تفاوت واسع في البنية السياسية لدول مجلس التعاون، إذ تمتلك الكويت برلماناً منتخباً بالكامل وقراراته ملزمة، بينما باقي دول المجلس تمتلك مجالس شورى لا تتمتع بأي صلاحيات حيال الحكومات"، موضحا أنها "لا تتمتع بصلاحية الاعتراض على قرارات الملك أو الأمير أو الشيخ". وتابع: "لا يمكن تحقيق نجاح الوحدة إلا إذا أنجزت تعديلات في الهياكل السياسية والاقتصادية لخلق حد أدنى من الانسجام بين هذه الهياكل".

وشدد راشد على أنه "ليس من المنطقي أيضاً أن تحظى الوحدة بتأييد الغالبية المطلوبة من أبناء الشعب البحريني، الذين تعصف بمجتمعهم هواجس الخوف من الصراعات المذهبية". وأردف أن "فكرة الوحدة بحدّ ذاتها تفتقر إلى الجاذبية الشعبية، لأنها حتى ولو تم إقرارها بالوجهة التي تضغط نحوها السعودية البحرين ستظل موضع طعن في شرعيتها"، معللاً بأنها "لم تصدر عن برلمانات تحظى بالصفة التمثيلية الديمقراطية، أو عن حكومات منتخبة، وليس مطروحاً إخضاع فكرة الوحدة لاستفتاءات شعبية".

وأكد راشد أن إن "الدافع الحقيقي وراء التعجيل في الانتقال من "التعاون" إلى "الاتحاد" غير بعيد عما تشهده مملكة البحرين من صدامات، والخوف من تداعيات رياح التغيير في بعض البلدان العربية، والأزمة الداخلية العراقية، والنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة على حساب تراجع التأثير الأميركي".

ونبه راشد من أن "الوحدة مع البحرين قد تصب الزيت على الأزمة بين الحكومة البحرينية والشارع المعارض، وربما تنقلها إلى الداخل السعودي المتعطش للديمقراطية".
                


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus