لا فائز في المسابقة الحقيقية لجائزة البحرين الكبرى

2012-05-02 - 8:41 ص




آندرو هامند، تحرير: بيتر غراف وفيليبا فليتشر، رويترز

ترجمة: مرآة البحرين



* لا فائز في معركة العلاقات العامة لسباق الجائزة الكبرى

* الحدث سلط الضوء على الاحتجاجات المنسية

* الانقسامات تعمقت

ربما فاز سيباستيان فيتيل من فريق ريد بول في سباق جائزة البحرين الكبرى، لكن لم يكن هناك فائز في الحدث الرئيسي: فمعركة العلاقات العامة بين أسرة آل خليفة الحاكمة والمتظاهرين في الشوارع تنافسا على الرؤية المستقبلية للبحرين.
 
بالقنابل الحارقة يواجه الشباب الملثم كل ليلة شرطة مكافحة الشغب بعرباتهم المدرعة، والمسلحين بالهراوات والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وبنادق صيد الطيور. حيث تم العثور على ما لا يقل عن متظاهر واحد مقتول بالرصاص على سطح أحد المنازل بعد اشتباك.

ندد المتظاهرون بسباق الجائزة الكبرى واعتبروه مناورة بقصد التبذير من قبل الحكومة التي سحقت احتجاجات الربيع العربي في العام الماضي، ولا تزال بعيدة كل البعد عن المطلب الشعبي من أجل التغيير.

واتهمت الحكومة النشطاء في المبالغة في الاضطرابات وتشويه صورة البلاد. وقالت جين كينينمونت، محللة في مركز أبحاث تشاتام هاوس في لندن، " أما من حيث معركة العلاقات العامة فلقد كانت خسارة للحكومة.  ولا أحد فاز إجمالا - وأعتقد أنها قد زادت الانقسامات القائمة".

وأضافت: "المعارضة غاضبة أكثر بشأن الوفيات والضرب، في حين أن معسكر المواليين للحكومة منزعجون من المتظاهرين لأنهم يعطلون التنمية الاقتصادية ومصدومون من التغطية الإعلامية".

في العام الماضي تم الغاء السباق بعد احتجاجات الربيع العربي، وبصورة رئيسية من قبل الغالبية الشيعية والتي أفرادها يشعرون بالتهميش من قبل نخبة الأقلية السنية.

قمعت الحكومة احتجاجات العام الماضي بالقوة، حيث أخلت الشوارع من المتظاهرين وجرفت طريق الدوار السريع حيث كانوا يخيمون. فتوفي خمسة وثلاثون شخصا، بينهم أفراد من قوات الأمن، في حملة القمع.

ووفقا للجنة التحقيق المستقلة التي شكلتها الحكومة، فإن الكثير من المعتقلين تعرضوا للتعذيب في الاحتجاز.وعندما هددت واشنطن، والتي مقر أسطولها الإقليمي في البحرين، بإلغاء صفقة أسلحة، أخذت المملكة سمعتها على محمل الجد.


أمة واحدة
 
 تم تسويق السباق في البحرين بشعارات "فورمولا ون موحدة "  و "شعب واحد، احتفال واحد". وقال الملك حمد في رسالة يوم الأحد قبل السباق: "أود أن أتمنى لجميع فرق الفورمولا ون اليوم حظا سعيدا"، وأضاف: "شكرا لكم لإظهار إيمانكم  ببلدنا بمجيئكم إلى هنا".

البحرين تقول إنها تنفذ توصيات اللجنة المستقلة لإجراء إصلاحات ديمقراطية وأن الحياة تعود إلى طبيعتها. ولكن الانتفاضة لم تختفِ تماما والاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة قد ازدادت في الأشهر الأخيرة.

ورأى المتظاهرون، والذين تم تجاهلهم بشكل كبير من قبل وسائل الإعلام العربية التي يهيمن عليها الخليج، سباق الجائزة الكبرى فرصة لنقل مظالمهم إلى الساحة العالمية، ويبدو أن الحكومة قد سجلت هدفا  بمنع دخول بعض الصحافيين غير الرياضيين.

قالت آلاء الشهابي، إحدى نشطاء المعارضة: "قالوا بشكل أساسي، مُرحب بكم إذا كنتم هنا فقط لتغطية الفورمولا ون. ولكن بعضهم ذهب لإيجاد ما كانوا يحاولون إخفاءه". وأضافت: "إن كل استراتيجيات وسائل إعلام العام الماضي قد أتت بنتائج عكسية. فقد كانت تركزت على استئجار شركات علاقات عامة لإيصال رسائلها إلى الصحفيين".

أحزاب المعارضة، التي تشمل شيعة علمانيين وإسلاميين وكذلك بعض السنة، تريد إصلاحات ديمقراطية التي من شأنها  تميكن البرلمان من تشكيل حكومات ووضع حد للسيطرة المحكمة لعائلة آل خليفة على الحياة العامة.

العناصر الأكثر تطرفا بين المحتجين – غاضبون من القتل المستمر بسبب المعارك اليومية مع الشرطة - وترغب في التخلص من الملكية كليا. إنهم جميعا يشتركون في الشعور بالتمييز من قبل النخبة المتخندقة حول الأسرة الحاكمة، الأمر الذي أدى إلى جلب قوات سعودية العام الماضي للمساعدة في سحق الانتفاضة.

وما زال أربعة عشر رجلا حكم عليهم العام الماضي بالسجن من قبل محكمة عسكرية بسبب قيادة الاحتجاجات  وراء القضبان، وأحدهم  في حالة حرجة بعد أكثر من 70 يوما من الإضراب عن الطعام.

إن حصيلة القتلى في الاحتجاجات منذ العام الماضي ارتفعت الآن إلى أكثر من 80، تقول ذلك جميعة الوفاق قائدة المعارضة، إن العديد من الوفيات ناجمة عن الآثار المترتبة على الاستخدام المكثف للغازات المسيلة للدموع.

ويبدو أن الحكومة - التي تشكك في أسباب الوفاة وترفض المحتجين كمثيري شغب -  قد أخذت على حين غرة إلى حد أن روايتها قد دخلت حيز التساؤل.

ووصفت حركة المعارضة بأكملها على أنها تعمل حسبما تملي عليها مصالحها الطائفية الشيعية وأنها تدين بالولاء إلى إيران، وزعمت أن اضطرابات البحرين ليست من أحداث "الربيع العربي".
وقد خففت واشنطن من الانتقادات مع الحرص على عدم المساس بعلاقاتها مع بلد تنظر إليه كمفتاح لجهودها، وبالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، لاحتواء إيران.

لكن مسؤولين غربيين التحقوا بالهيئات الرقابية لوسائل الإعلام  وجماعات حقوق الإنسان في تقديم بعض الانتقادات للبحرين عندما نجحت حركة المعارضة في كسب تغطية المسيرات والاحتجاجات الواسعة، على الرغم من الجهود الكبيرة للشرطة لمحاصرتهم في الأحياء بعيدا عن المنامة والطرق الرئيسية.

كان هناك علامات بأن بعض النخب البحرينية التي اعترفت باستضافة هذا الحدث قد جاءت بنتائج عكسية من خلال إعطاء المعارضة هدفا. وحتى أن كاتب عمود قال ذلك في إحدى الصحف - وهي حالة نادرة في بلد  كل صحفه وإذاعاته هي عمليا تحت سيطرة الحكومة.


وكتب محمد مبارك جمعة في صحيفة أخبار الخليج: "كان من الواضح أن وسائل إعلام محددة قد شنت حملة في الأيام الأخيرة بهدف واحد: هو إلغاء الفورميولا ون." وأضاف "على البحرين الآن تغيير سياستها  بشأن استضافة الأحداث الكبيرة".

23 نيسان/أبريل 2012





التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus