إعلان حظر التجول في كركوك مع احتفال الأكراد باستفتاء الاستقلال

2017-09-26 - 5:50 م

مرآة البحرين (رويترز): أعلنت السلطات في كركوك حظرا للتجول قبل ساعة ونصف من غلق مراكز الاقتراع في استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق يوم الاثنين في الوقت الذي احتفل فيه الأكراد المبتهجين بالاستفتاء الذي أثار مخاوف من اندلاع صراع عرقي جديد.

وكان أكراد كركوك توافدوا على مراكز الاقتراع في المدينة المتعددة الأعراق للإدلاء بأصواتهم وهم يغنون ويرقصون في حين عزف كثير من السكان الآخرين عن المشاركة.

وتشتد المعارضة للاستفتاء بين العرب والتركمان الذي يعيشون مع الأكراد في المدينة الواقعة في شمال العراق حيث سرت شائعات بأن التصويت لن يجرى في الأماكن التي تقطنها عرقيات متنوعة.

وبعد ظهر الاثنين جرى نشر قوات الأمن العراقية عند المواقع الرئيسية في المدينة وتم منع الدخول إلى المدينة والخروج منها مع بدء فرض حظر التجول في الرابعة والنصف مساء بالتوقيت المحلي.

وقال ضابط في القوات الخاصة العراقية، متمركز عند مبنى المحافظة، دون أن يذكر اسمه إن هذه إجراءات وقائية تهدف لإبقاء الوضع تحت السيطرة.

ويُنظر على نطاق واسع إلى قرار حكومة إقليم كردستان بقيادة رئيس الإقليم مسعود البرزاني ضم كركوك إلى الاستفتاء على الاستقلال عن العراق على أنه إجراء يهدف لتعزيز سيطرة الأكراد على المدينة.

ومن المتوقع أن تتم الموافقة على الاستقلال في هذا الاستفتاء بغالبية مريحة لكن هذه النتيجة ليست ملزمة. وصدرت تحذيرات دولية من أن هذا الاستفتاء ربما يؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء في المنطقة.

وفي مركز اقتراع الشورجة بأحد الأحياء الكردية، وهو أحد مركزين سمحت مفوضية الانتخابات لوسائل الإعلام بالتصوير عندهما، تدفق أكراد مبتهجون من كل الأعمار للإدلاء بأصواتهم مرتدين زيهم التقليدي.

وقال أبو بكر وهو كردي مسن "اليوم هو يوم ميلاد كردستان... اليوم عيد ومهرجان".

وارتدى الرجال سراويل وسترات رمادية أو بنية اللون بينما ارتدت السيدات عباءات طويلة ذات ألوان زاهية وأغطية رأس. واصطفوا في طوابير للإدلاء بأصواتهم ثم حرصوا على إظهار أصابعهم الملطخة بالحبر، كدليل على إدلائهم بأصواتهم، قبل أن ينضموا إلى حشود المغنين والراقصين.

وجلب كثير من الناس عائلاتهم وكانوا حريصين على أن يشهد الأطفال مثل هذه اللحظة التاريخية. وأعطى أب بطاقة الاقتراع إلى ابنته الصغيرة التي ألقتها داخل الصندوق بنفسها.

وقال الحاج أحمد حسن "الاستقلال حلمنا وهو حقنا... نستحق حياة سعيدة".

*أعلام سوداء وشوارع خالية

وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد جرى توزيع 244 صندوقا فقط في أنحاء المدينة التي سجل فيها 800 ألف ممن يحق لهم التصويت. وانتشرت شائعات بأن التصويت قد لا يسمح بإجرائه في المناطق المتعددة الأعراق. وقتل كردي واحد على الأقل في اشتباكات سبقت إجراء الاستفتاء.

وكان المحافظ نجم الدين كريم دعا الناخبين من كل الأعراق والديانات في كركوك إلى الإدلاء بأصواتهم بينما قال نيجيرفان برزاني رئيس حكومة كردستان إن علم العراق سيظل مرفوعا في كركوك بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء.

كان الإقبال في مراكز الاقتراع في المناطق التي يقطنها العرب والتركمان في المدينة أقل بكثير مقارنة بالمناطق التي يقطنها أكراد. وجرى إغلاق مناطق التسوق التي عادة ما تكون مزدحمة وكذلك المتاجر وبدت الشوارع خالية تماما.

وفي حي التسعين التركماني الشيعي خلت الشوارع إلى حد بعيد ولم يظهر سوى عدد قليل من الأعلام السوداء التي تشير لحلول مناسبة يحتفي بها الشيعة.

وفي حي تركماني مجاور قال مسؤولون في مفوضية الانتخابات داخل مركز اقتراع لرويترز إن 800 من إجمالي 3018 ناخبا مسجلا به أدلوا بأصواتهم حتى منتصف نهار الاثنين منهم كثير من العرب الذين يسكنون قرب مبنى المحافظة.

لكن مقيما عربيا آخر في المنطقة قال إنه لم يدل بصوته كما لم يدل أي من أفراد أسرته بصوته أيضا. وقال الرجل "نريد أن تبقى كركوك في العراق تحت مظلة عاصمة واحدة هي بغداد".

وأضاف "هذا الاستفتاء سيقسم مدينتنا".

وعند ثمانية مراكز اقتراع في أحياء عربية وتركمانية شاهد مراسلو رويترز غالبية من الناخبين الأكراد في زيهم التقليدي وهم يتوافدون في مجموعات. وشوهدت عدة حافلات أمام مراكز الاقتراع.

وبحلول منتصف النهار صار معظم المراكز خاويا. وقال مسؤولون في عدة مراكز إن عددا يتراوح بين 200 و2000 ناخب من إجمالي نحو 3000 ناخب مسجل أدلوا بأصواتهم بحلول الرابعة مساء تقريبا بالتوقيت المحلي.

وأدلى ثلاثة ناخبين عربا بأصواتهم في مركز اقتراع بمسجد شيعي في حي واحد حزيران العربي في حوالي الساعة الرابعة. والباقون هناك كانوا مسؤولين أكرادا عن الانتخابات ونحو 20 من قوات الأسايش الأمنية الكردية.

وعلى مقربة شاهد مراسلو رويترز، الذين كانوا يجرون مقابلات مع سكان تركمان في الحي لم يدلوا بأصواتهم، قافلة من المحتفين الأكراد تجوب الشوارع الخالية. وكانوا يلوحون بأعلام كردية ضخمة من نوافذ سياراتهم ويحملون أسلحة رشاشة خفيفة.

وقال أبو إياد وهو أحد من أجرت معهم رويترز مقابلات "فقط نريد السلام في مدينتنا.. لا نريد أي عنف" مضيفا أنه لم يدل بصوته لأنه يريد أن تظل كركوك جزءا من العراق ولأن زعماء الحزب التركماني دعوا لمقاطعة الاستفتاء.

وشاهد مراسلو رويترز رجلين مسيحيين من بغداد وهما يغادران مركزا للاقتراع في منطقة للتركمان وسط عشرات الأكراد. وقال الاثنان إنهما صوتا من أجل استقلال كردستان لأنهما يريدان أن تكون كركوك جزءا من الإقليم الكردي.

وقال أبو سوزان "لم نزر بغداد منذ عشر سنوات لأننا نخاف منهم... فلننضم إلى الدولة الكردية فهم سيهتمون بنا نحن المسيحيين".

وشوهدت حشود كردية تحتفل قرب مبنى المحافظة رغم بدء سريان حظر التجول.

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus