سيد أحمد الوداعي: انتهى الأمر بعائلتي في السجن لأنني ناضلت من أجل حقوق الإنسان في البحرين - لكن المملكة المتحدة تدلل عائلتها الحاكمة

سيد أحمد الوداعي - موقع آي بي تايمز - 2017-11-02 - 8:00 م

ترجمة مرآة البحرين

احتججتُ ضد ملك البحرين -والآن عوقِبت عائلتي بسبب ذلك.

يوم الاثنين ( 30 أكتوبر / تشرين الأول)، حُكِم على كل من والدة زوجتي وأخيها وابن عمها بالسجن ثلاثة أعوام على خلفية تهم زائفة تتعلق بالإرهاب.

تمّ اعتقالهم في مارس / آذار 2017، وتعذيبهم، وإجبارهم على الاعتراف. أعلنت والدة زوجتي، هاجر منصور، الإضراب عن الطّعام مع ثلاثة نساء أخريات لمدة ستة أيام احتجاجًا على سوء المعاملة في السّجن. الآن، سيكون هذا السّجن منزلها حتى العام 2020 - ليس بسبب أي شيء قامت به، ولكن فقط لإيذاء عائلتنا.

منذ البدء، كانت عملية اضطهادهم انتقامًا ضد نشاطي في المملكة المتحدة، كمدير تنفيذي في معهد البحرين للحقوق والديمقراطية. والحكم [الصادر] هذا الأسبوع عن المحكمة الجنائية العليا كان أمرًا لا يمكن تقريبًا تلافيه.

حتى منذ أن هربت من التّعذيب من البحرين في العام 2012، دافعت عن حقوق الإنسان، والديمقراطية، والعدالة في موطني الأصلي.

بدأت [عمليات] الانتقام العام الماضي عندما احتججتُ ضد زيارة ملك البحرين لرئيس الوزراء البريطاني في أكتوبر / تشرين الأول 2016. في ذات يوم الاحتجاج، كانت زوجتي دعاء تغادر البحرين إلى لندن بعد أن أمضت الوقت مع عائلتها. اعتقلتها الشّرطة البحرينية، وحقّقت معها وأساءت معاملتها لسبع ساعات. وتمكّنت من مغادرة البحرين فقط بسبب الضّغط الدّولي وتدخل السّفارة الأميركية. وهدّدوا دعاء بأنّهم قد يلاحقون عوائلنا ونفّذوا تهديداتهم هذا العام. ليس مفاجئًا أنّ البحرين -وهي دولة [مصنفة] على اللائحة السوداء من قبل الأمم المتحدة بالإضافة إلى بقية أعضاء التّحالف السّعودي لقتلهم الأطفال في اليمن-  ستنحدر إلى هذا المستوى.

عائلة سيد أحمد الوداعي

أعتقد بشدة، وبصدق، أنّ الشّيخ فواز آل خليفة، وهو سفير البحرين في لندن وعضو في العائلة الحاكمة- كان متورطًا مباشرة في التّخطيط [لعمليات] الانتقام ضد عائلتي، مع كل من جهاز المخابرات البحريني وأقسام الشّرطة. وقد برّرت سفارته [عمليات] الانتقام، وشّنت حملة  تشويه [سمعة] ضد المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين، بمن في ذلك عائلتي.

أنا ممتن للدّعم البارز الذي تلقيناه من جميع أنحاء العالم. لقد أثار 27 نائبًا بريطانيًا، و40 نائبًا في البرلمان الأوروبي، و16 منظمة حقوقية، وستة خبراء في الأمم المتحدة مخاوف بالغة بشأن القضية.

ريبريف، وهي منظمة حقوقية مناهضة لعقوبة الإعدام، ساعدت في تحليل القضية القانونية ضد عائلتي. ووجدت أن القضية استندت بشكل كلي إلى اعترافات قسرية، ولم يكن هناك أدلة مادية تربط أقاربي بالقنبلة المُزيفة التي يزعم النّظام البحريني أنّهم زرعوها. لكن أيًّا من هذا لم يردع الحكومة البحرينية عن معاقبتهم في ما وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بأنّه "عقاب جماعي".

كان باستطاعة المملكة المتحدة فعل المزيد. لقد حضر ممثلوها جلسة المحاكمة، لكنّي لم أتلق أبدًا أي إشارة إلى أنّهم اتخذوا مزيدًا من الإجراءات. بدلًا من ذلك، وعامًا بعد عام، تمنح بريطانيا البحرين معاملة مميزة. وتدعو الملكة كلّ عام الملك حمد لحضور مهرجان ويندسور الملكي للخيول. هذا العام، تمّ اعتقال عائلتي وعوائل نشطاء آخرين من قبل السّلطات البحرينية لمنعهم من الاحتجاج ضد هذا المهرجان.

على الرّغم من احتجاجاتي السّلمية وعملي في مجال حقوق الإنسان في المملكة المتحدة، يقبع أقارب زوجتي الآن في السّجن. سجن [السّلطات في] البحرين لعائلتي وتعذيبها لها هو بالتّأكيد [عملية] انتقام ضدّ عملي على الأراضي البريطانية، ومع ذلك، كان صمت الحكومة [البريطانية] مُصِمًا للآذان.

هذا الشّهر، تغيرت حياتي للأبد. توفيت والدتي منذ ثلاثة أسابيع، غير أنّي لم أستطع أن أكون بجانبها في ساعاتها الأخيرة، لأن السّلطات البحرينية سحبت جنسيتي وجعلتني عديم الجنسية. وفي حال حاولت العودة في أي وقت، سيعتقلوني على خلفية عملي. الآن، حُكِم على عائلة زوجتي بالسّجن ثلاثة أعوام. نحن ننتظر ولادة ابنتنا في أي وقت. هي أيضًا ستكون عديمة الجنسية عند ولادتها.

ما يمنحنا العزم لنواصل هو أنّه يجب أن لا يتوقف النّضال من أجل العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان بسبب أي هجمات جبانة على عائلتنا. سنعمل من أجل محاسبة كل الذين ارتكبوا التّعذيب والعقاب الجماعي بسبب ممارساتهم. أتطلع إلى الأمل بمستقبل مشرق لا يمكن أن تحدث فيه هذه الانتهاكات. حين تولد ابنتنا، سنسميها تيمنًا بجدتها، هاجر.

وحين تكبر ابنتي [بحيث يمكنها فهم الأمور]، سأخبرها أنه "عليك أن تكوني فخورة جدًا بجدتك وخالك وقريبك. إنهم مسجونون ظلمًا لأننا نؤمن بحقوق الإنسان".

حين يأتي اليوم الذي نشهد فيه العدالة في البحرين، سيعرف أولادي قيمتها. سيفهمون التّضحيات التي تطلّبها تحقيق العدالة.

 

النص الأصلي

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus