الصحف العربية: قمة الرياض تبحث الوحدة بين السعودية والبحرين ..والمعارضة ترفض التفريط بالاستقلال

2012-05-14 - 3:51 م



مرآة البحرين (خاص): حاز مشروع الاتحاد الثنائي بين السعودية والبحرين صدارة اهتمام الصحف العربية والخليجية، وركزت معظم هذه الصحف على انعقاد القمة الرابعة عشرة لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض وعلى مواقف المعارضة الرافضة لأي صيغة وحدة تفرط بسيادة واستقلال البحرين، كما اشارت إلى مواقف السلطة البحرينية المرحبة. هذا واشارت الصحف إلى استمرار التظاهرات وتمديد اعتقال الناشط الحقوقي نبيل رجب إضافة إلى اخبار اخرى.

وقد نشرت كل من "السفير" و"الاخبار" اللبنانيتين و"الوفاق" الايرانية الناطقة باللغة العربية "واليوم السابع" و"الخليج" الاماراتية و"السبيل" الاردنية، خبر انعقاد القمة الرابعة عشر لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض ،وقالت صحيفة "الاخبار" : أن رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان آل خليفة قال لصحيفة «الرياض» السعودية إن «الظروف الاستثنائية والتحديات الناجمة عنها تجعل خيار الاتحاد امراً ملحاً». واكد ان اولوية العمل الخليجي ينبغي ان «تتركز في هذه المرحلة على تحقيق وضمان الامن بمفهومه الواسع، وزيادة التنسيق المشترك في المجالات الامنية والعسكرية والدفاعية عن طريق تبني منظومة امنية خليجية موحدة».

واضافت "السفير" أن وزيرة الدولة لشؤون الاعلام، سميرة رجب، قالت أن «موضوع الاتحاد الخليجي سيكون مطروحاً على جدول أعمال قمة الرياض»، وأن الاتحاد «يمكن أن يبدأ بعضوين أو ثلاثة أعضاء» من اصل الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وأضافت إن الفكرة «اقترحتها السعودية وإن البحرين توافق على الاتحاد»، مشيرة الى أن المشروع سيكون «شبيهاً بالاتحاد الأوروبي، مع الأخذ في الاعتبار الصعوبات التي اعترضت هذا الاتحاد».

المعارضة ترفض الوحدة مع السعودية

وقالت كل من "السفير" و"الاخبار" والوفاق" أن الأمين العام لجمعية «الوفاق»، علي سلمان، أكد أن العناوين المطروحة للوحدة الخليجية هي «تفريط في الاستقلال». وقال أمام حشد من الجماهير إن «البحرين حصلت على استقلالها بعد استفتاء شعبي قادته الأمم المتحدة لحل نزاع بين إيران والبحرين على تبعية الجزيرة أو استقلالها».

وشدد على أن «شعب البحرين صوت على عنوان الاستقلال، وبالتالي في البحرين، على نحو استثنائي، ما حقق الاستقلال لها ليس أسرة آل خليفة بل شعب البحرين، وهو الوحيد الذي يملك حق التصرف والحديث عن الاستقلال وعدمه، وليست لأي سلطة في أي مكان وبالأخص البحرين، ليس لأي سلطة وليس لآل خليفة الحق في أي عنوان وحدة أو كونفدرالية مع أي أحد». وأكد «قراركم باطل لا يعتمد على أي أساس شرعي».

ودعا الى اجراء استفتاء شعبي «يقول فيه الشعب الكويتي هل يريد أن ينظم إلى وحدة من نوع معين أو لا، ويقول فيه الشعب السعودي العزيز هل يريد ذلك أم لا، ويقول فيه الشعب العماني والإماراتي والقطري والبحريني، يقول بإرادة حرة عبر طريقة منظمة ديموقراطياً هل يريد أن يكون جزءاً من هذا النوع من الوحدة أو لا»، على غرار ما فعلته «الحكومات التي تحترم نفسها في الاتحاد الأوروبي». وتابع «لكي لا يقال لماذا يرفض البحرينيون ذلك، نقول نرفضها للأسباب التي يرفضها أمير قطر وامير الكويت وسلطان عمان وشيخ الإمارات».

من جانبه، طالب نائب الأمين العام لجمعية «وعد» المعارضة في البحرين راضي الموسوي بأن يكون القرار نتيجة استفتاء شعبي كامل، وهو العرف الجاري في كل دول العالم، مشدداً «نحن نريد توحيد الدول الخليجية لا الهروب من الاستحقاقات السياسية والحقوقية التي تتعلق بالمسألة الديموقراطية والحرية».

وأضافت "السفير" أن مايكل ستيفنز سأل حول ما إذا كان قرار الاتحاد مجرد اعتراف بتبعية البحرين للسعودية، بحيث تتآكل سيادتها بشكل أساسي مع الجهد للحفاظ على استقلال صوري كالتمسك بالعلم وبعض المؤسسات التي يسمح لها قصدا بالتمايز عن الإطار العام.

ويعتبر ستيفنز أن اندفاع البحرين للاتحاد «ناجم عن ضعف وليس استعراضاً للقوة.. حتى أن السعودية التي تسعى لدمج دول الخليج الأخرى عسكرياً تتصرف من موقع الخائف». ثم يطرح «السؤال المهم»: ما الذي يدفع دولة استثمرت المليارات من الدولارات في أمنها الدفاعي إلى الخوف من إيران، ليقول «إن هناك ما هو أبعد من الخوف العسكري.. إنه الحراك الشيعي الذي باتت السعودية تشعر به يهددها».

وأشارت صحيفة "السفير" و"الرياض" السعودية إلى أن وزراء خارجية الدول الأعضاء عقدوا اجتماعا في الرياض أمس اطلعوا فيه على تقرير اللجنة التي شكلت منذ العام الماضي لدراسة صيغة الانتقال إلى الاتحاد.

أما صحيفة "اليوم السابع " المصرية فقالت أن وزير خارجية البحرين، الشيخ خالد آل خليفة، قال إنه تم إعداد تقريرين لعرضهما أمام قمة الرياض، أحدهما عن الاتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، والآخر عن إمكانية الاتحاد بين السعودية والبحرين كمرحلة أولى.

وقالت كل من "السفير" و"الاخبار" و"الوفاق" أن قوات الامن البحرينية فرقت بالقوة مسيرات خرجت في قرى متفرقة للتضامن مع معارضين معتقلين تلبية لدعوة أطلقها «ائتلاف 14 فبراير» تحت شعار «الأمعاء الخاوية تهز عروش الطاغية». ورفع المتظاهرون صورا للمعارضين المعتقلين ورددوا شعارات «الشعب يريد اسقاط النظام».

كما اشارت الصحف المذكورة الى ان نيابة المحافظة الشمالية أمرت بتجديد حبس الناشط البارز نبيل رجب سبعة أيام احتياطياً على ذمة التحقيق، بتهمة الدعوة الى مسيرة غير مخطر عنها.

وأضافت صحيفة "الوفاق" أن رئيس نيابة محافظة الشمالية (نواف العوضي) قال " إن النيابة تلقت يوم الخميس بلاغاً من مديرية الشرطة مفاده أن (نبيل أحمد عبد الرسول رجب) قام بإلقاء خطبة في أحد المحافل العامة دعا فيها إلى الخروج بمسيرة لمواجهة السلطات وإلى استخدام العنف ضد قوات حفظ النظام، وحرض الحاضرين على تصعيد الموقف إلى حد سقوط القتلى خلال تلك المواجهات.

من جهة أخرى قالت الاخبار أن الولايات المتحدة اعلنت أنها ستستأنف جزئياً عمليات بيع المعدات العسكرية الى البحرين بعد تجميد معظم الشحنات بسبب قمع الحركة الاحتجاجية، لكن المتحدثة باسم الخارجية، فكتوريا نولاند، قالت إن «القطع التي سيستأنف تسليمها لا تستخدم في مراقبة التظاهرات».

أمن ومصير الخليج يتعزز بالاتحاد!

واوردت الصحف السعودية تحليلات تحدثت عن أهمية خطوة الانتقال من التعاون الى الاتحاد وقالت صحيفة "الجزيرة" في زاوية "أضواء" للكاتب جاسر عبد العزيز الجاسر، تحت عنوان "أمن ومصير الخليج يتعزز بالاتحاد"  ان استهداف "ايران موجه نحو مملكة البحرين التي يريد النظام الفارسي إلحاقها بإمارة الأحواز التي اغتصبها نظام شاه والد شاه السابق، وهما في التوجه لا يختلفان في الأطماع، يريدان ضم مملكة البحرين لإمبراطورية الفرس التي يسعون لإقامتها، كما يتوسعون في الأراضي العربية في الخليج العربي وهو ما يفسر إصرارهم على مواصلة احتلالهم لجزر الإمارات العربية الثلاث وتكديس الأسلحة على أراضيها رغم أن القانون الدولي يمنع وضع أسلحة وقوات مسلحة على أراض متنازع عليها"!.

أما صحيفة "الجزيرة" وفي مقالة للكاتب عبدالعزيز بن نايف العريعر  فاشار فيها إلى زيارته الاخيرة للبحرين مشيراً إلى ما اسماه بوادر تحسن الوضع فيها مقارنة مع زيارة سابقة ، ولاحظ الكاتب "الاهتمام الكبير من قبل مواطنين ومقيمين هناك بدعوة الملك السعودي  للوحدة وبدور المملكة ودول مجلس التعاون"..

ورأى :" إن الدعوة إلى الوحدة والاتحاد ليست جديدة وهي موجودة في صلب نظام مجلس التعاون منذ إنشائه عام 1981م وما الخطوات التي تمت منذ ذلك الحين والتي بدأت بمنطقة تجارة حرة واتحاد جمركي ثم سوق مشتركة ووحدة مالية ومجلس نقدي مركزي موحد وإعلان موعد للعملة الموحدة كل هذه الخطوات كانت تمهيداً للوحدة المنشودة والمأمولة لتتويج هذه الجهود الخيرة بمظلة سياسية تحمي هذه المكتسبات وتفعل القرارات لتمكين المواطن الخليجي من قطف ثمار هذه الجهود وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة وقطع الطريق أمام كل حاسد وطامع".

وأوضح أن "الرد الأمثل على هذه التهديدات الإيرانية والهجوم الإعلامي والسياسي الإيراني هو الإسراع في إعلان الاتحاد والوحدة الخليجية وتحقيق ما نص عليه الميثاق والنظام الأساسي والبداية يجب أن تكون في إعلان الاتحاد فوراً بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وإنشاء مجلس ثنائي وفتح الباب لانضمام البقية".

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus