في تطور نوعي: بحرينيون يحدّثون لعبة فيديو شهيرة لتحاكي الحراك الثوري... وجميع الحقوق محفوظة!

2012-05-17 - 10:18 ص



مرآة البحرين (خاص): فجأة، صارت شخصية رجل الشرطة في لعبة ‪GTA San Andreas‬ الشهيرة ترتدي الزي العسكري لشرطة مكافحة الشغب البحرينية وتحمل أسلحة القنابل الصوتية وقنابل الغاز المسيل للدموع، وصار شكلها مشابه جدا لأفراد قوات الأمن البحرينية. كذلك، فلن تكون وظيفة الشرطة حفظ الأمن كما في النسخة الأصلية، سيكونون هم اللصوص والمعتدون، سيقتحمون محلات تجارية يعبثون ويسرقون، إحدى المحلات التي تظهر في اللعبة هي "أسواق 24 ساعة" التي حملت كذلك اسم "محلات جواد"!

بطل اللعبة الشاب الذي كان لصا تحوّل إلى متظاهر بحريني، الآخرون متظاهرون يحملون الأعلام البحرينية وتبدو عليهم بوضوح ملامح البحرينيين. الفتيات اللاتي كن يظهرن في اللعبة شبه عاريات صرن يرتدين العباءة المعروفة ويشاركن في التظاهرات.

يحمل بطل اللعبة والمتظاهرون الآخرون أدوات مختلفة عن المعتاد إحداها زجاجات المولوتوف، ويرتدون أقمصة طبعت عليها شعارات أو عناوين سياسية مثل (صمود) أو (أحرار سترة) أو غيرها. في بداية اللعبة يظهر البطل حاملا وردة، ثم تبدأ مغامراته متنقلا من مظاهرة إلى أخرى، ومن حدث إلى آخر، وصولا إلى دوار اللؤلؤة. وعلى وقع أصوات الهتافات وأبواق النغمة المعروفة تن تن تتن، تغير على المتظاهرين طيارات الهيليكوبتر بعد أن تبدأ بقمعهم أجياب الشرطة التي تطابق صورتها تماما أجياب الداخلية البحرينية بكافة أنواعها!

لعبة ‪GTA‬ العالمية الشهيرة تحظى بملايين المعجبين حول العالم، وبالإمكان تركيبها على جهاز الكمبيوتر، أو البلاي ستيشن، أو الآيفون، وقد كانت عبارة عن مغامرات وملاحقات ينتقل فيها البطل من مكان إلى آخر بكافة الوسائل دون هدف واضح.

لكن مبرمجين بحرينيين  يطلقون على أنفسهم "مجموعة الصددي لتطوير الألعاب" قاموا بتحديث كامل إلى برمجة اللعبة بحيث تحاكي الحراك الثوري في البحرين والذي انطلق في 14 فبراير/شباط 2011م، وقدموها مجانا مع التشديد على أن جميع الحقوق محفوظة للبحرينيين!

ولاقت اللعبة رواجا كبيرا بين الأطفال والشباب، وشاهد الفيديو الإعلاني الخاص بها أكثر من 68 ألف شخص، وقام بعضهم بتسجيل مقاطع من اللعبة بعد الوصول إلى مراحل معينة ورفعها على يوتيوب بعناوين سياسية. ويتداول الصغار اللعبة بشكل واسع جدا، حيث يتنافسون على إيجاد كلمات السر التي توصلهم إلى مستويات متقدمة من اللعب قد تبلغ الوصول إلى دوار اللؤلؤة وتحريره!

وظلت التحديثات متجددة لتواكب كل جديد على الساحة البحرينية وتضيفه إلى اللعبة، وتنشر هذه التحديثات في صحفة الفيسبوك الخاصة باللعبة، والمنتدى الخاص بها، وقد تتم التحديثات والإضافات بناء على طلبات خاصة من الجمهور أيضا! ويقوم المبرمجون عبر المنتدى الخاص باللعبة بعرض آخر التطورات والتصميمات والأعمال، كما يخصصون قسما لتعليم الآخرين فنون البرمجة والتصميم.

  &&qut2&&
وتحت تأثيرات صوتية متنوعة، صممت مشاهد في اللعبة للمظاهرات الليلة والمواجهات مع قوات الأمن، وأظهرت المحتجين وهم يحرقون إطارات السيارات لقطع الطرق، وكذلك وهم يقاومون قوات الأمن بزجاجات المولوتوف. كما تظهر في اللعبة صور الزعامات الدينية كالشيخ عيسى قاسم.

تحاكي اللعبة أيضا عدة أحداث وفعاليات احتجاجية مثل قبضة الثائرين وعمليات حداد السماء، واتصالات الشباب بمراكز الشرطة. وفي السيارة التي قد يقودها بطل اللعبة، صار بإمكانه أن يدير الراديو على محطة إذاعة ثورية في السيارة ليستمع إلى أناشيد سياسية شهيرة، كما أن ملصقات (يسقط حمد) وغيرها تنتشر في الكثير من الشوارع والمحال.

تحاكي اللعبة أيضا حالة اعتقال المتظاهرين والتنكيل بهم، ويمكن أن يصل اللعب حتى إلى داخل المعتقل، الذي صممت صورته لتطابق مراكز الشرطة البحرينية! تظهر في اللعبة أيضا المدرعات الجديدة، دبابات الجيش، مدرعات الماء، باصات الداخلية، ويظهر عناصر الشرطة بلباسهم ودروعهم الجديدة، كما أن هناك حالات قد تستدعي ظهور سيارات إسعاف بحرينية أيضا!

  &&qut3&&
أجياب الشرطة تصدر نفس الصفير تماما، وكذلك قوات الأمن تقوم بعض الأحيان بالصراخ على المتظاهرين عبر مكبرات الصوت بالعبارة المشهورة "على الجمهور التفرق" وذلك قبل أن تبدأ بملاحقتهم، وخصوصا داخل المدينة التي تبدو كالعاصمة المنامة. تطلق قوات الأمن الغازات بشتى ألوانها، بما فيها البرتقالية والصفراء، ويظهر في اللعبة كذلك بعض الأشخاص وهم يختنقون منها. 

تقوم عناصر الشرطة بإطلاق رصاص الشوزن على المتظاهرين، في حين تظهر في اللعبة أيضا مجموعات البلطجية بوجوه ذات ملامح قريبة جدا من بعض الصور الحقيقية، كما تظهر بعض الكتابات المؤيدة للنظام على سيارات الموالين، وكذلك تظهر بعض المساجد في إشارة إلى ما قام به النظام من هدم للمساجد الشيعية.

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus