أحيلت الضابطة للمحكمة يوم أمس... نزيهة سعيد في ذكرى تعذيبها: يوم تلقيت أوّل الصفعات!

2012-05-26 - 8:24 ص


مرآة البحرين (خاص):
في سابقة من نوعها، أحيلت يوم أمس ضابطة متهمة بتعذيب الصحافية البحرينية نزيهة سعيد إلى المحكمة الجنائية الكبرى بعد التحقيق معها من قبل النيابة العامة، وذلك بعد مضي عام على حادثة التعذيب التي أحدثت ضجة كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي.
 
واتهمت النيابة العامة الضابطة باستعمال القوة مع نزيهة كونها موظفا عاما بوزارة الداخلية، وذلك لحملها على الاعترف بجريمة، بأن قامت بضربها وأحدثت بها الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي.
 
وكانت مرآة البحرين قد نشرت تفاصيل حادثة التعذيب في عددها الخاص بيوم الصحافة العالمي 3 مايو، حيث أشارت إلى أن نزيهة سعيد مازالت تلاحق جلاديها "بميكرفونها وابتسامة المحاربة" كما أنها كشفت في مارس/آذار الماضي أن القاضي خالد عجاج هو من وشى بنزيهة إلى المخابرات بعد تسجيل شهادتها في لجنة "العريض" وبعد 3 أيام من حادثة التعذيب التي وقعت في 22 مايو/أيار من العام الماضي، أي في مثل هذا اليوم من العام الماضي، كانت مرآة البحرين أول من نشر تفاصيل حادثة التعذيب، في خبر صحفي جذب أكثر من 19700 قراءة، وكان تحت عنوان "وقائع تعذيب صحافية بحرينية" كان كثيرون يتوقعون أن تنتهي الحياة المهنية لنزيهة سعيد مع هذه الحادثة، خصوصا بعد أن ذهبت إلى فرنسا، لم يكن أحد يظن أنها ستعود أبدا! عادت نزيهة، ووسّعت من نطاق عملها الصحفي بشكل كبير، كما أنها ظلت وستبقى تلاحق جلاديها حتى لا يعودوا أبدا!
 
من يصادف نزيهة سعيد من الناس في الأماكن العامة اليوم، يستقبلها بالأحضان والترحيب الحار، يسعدون جدا بأن بينهم مثل هذا النموذج العنيد والقوي. وبمناسبة مرور عام على اعتقالها وتعذيبها، نشرت الصحافية نزيهة سعيد تفاصيل جديدة عن الحادثة عبر حسابها في تويتر. هذه التفاصيل أثارت الصحفي الأمريكي الشهير نيك كريستوف، الذي علق قائلا "البحرين رفضت منحي فيزا لدخول البلاد، لكنكم تستطيعون أن تتابعوا تويتر نزيهة سعيد لكي تعرفوا كيف عذبوا امرأة صحفية"
 
مرآة البحرين، تنشر شهادة الصحافية نزيهة سعيد على اعتقالها وتعذيبها في مركز شرطة الرفاع قبل عام من اليوم.
 
شهدت تعذيب الممرضات ثم جاء دوري

 
في مثل هذا الوقت من العام الماضي، تلقيت اتصالا من مركز الرفاع يطلب مني الحضور بأسرع وقت. اتصلت بمسئولتي في فرنسا وأخبرتها بأنه تم طلبي في مركز الشرطة وأعتقد أن التحقيق سيكون حول عملي مع القناة، سألتني إذا كنت بحاجة إلى محام أو مساعدة، قلت لها إنه علي الذهاب سريعا وإنهم إذا لم يسمعوا مني شيئا خلال ساعة فليتصرفوا.
 
عندما وصلت مركز الرفاع تم تحويلي للشرطة النسائية وطلب مني الانتظار فيما ممرضات كن يجلسن على الأرض بمواجهة الحائط، تم أخذ إحدى الممرضات إلى غرفة الضابطة وضربها، كنت أستطيع رؤية ما يحدث من خلال نافذة الباب ومن الصوت. كنت خائفة، هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها تعذيبا وإهانة في مركز الشرطة، وبعد ساعة جاء دوري.
 
صفعتني حتى نزفت ثم رمتني أرضا
 
أخذت إلى غرفة مجاورة حيث جلس معي ضابط وضابطة وهددوني بأنه علي الاعتراف وإلا سيتم تحويلي للحرس الوطني والجيش، تضمن التحقيق السؤال حول علاقتي بقناتي المنار والعالم وعلاقتي بالتنظيم الإرهابي ومحاولتي قلب نظام الحكم، نفيت كل التهم الموجهة لي وشرحت للضابطة أنني كنت متواجدة لتغطية الحدث.
 
طلبت مني الانتقال إلى غرفة أخرى لتسجيل الإفادة، ومنذ ان انتقلنا أحاطتني 3 شرطيات وضابطة. إحدى شرطيات المجتمع بدأت بالسخرية مني وترديد كلام بذيء فلم ألتفت لها معتقدة أنها تمزح مع زميلتها، ثم تلقيت أول الصفعات من يد الضابطة سارة الموسى والتي لم تتوقف عن ضربي على مدار عشر ساعات، صفعتني مرارا حتى نزفت من فمي ثم سحبتني من شعري ورمتني على الأرض فانقضضن عليّ بالركل والضرب.
 
الحذاء في فمي
 
لم أكن أصدق ما يجري من حولي، حتى أنني لم أحس بالألم واعتقدت أنني أعيش كابوسا سأصحوا منه بعد قليل. شرطية المجتمع أخذت فردة حذائي ووضعتها في فمي وأمرتني بإبقائها هناك فهي تحب أن تراني هكذا.
 
كانت الضابطة سارة تصرخ علي وتنعتني بالكاذبة الصفوية الإيرانية والبقية يسخرون مني، أمروني بالمشي إلى غرفة التوقيف والحذاء في فمي وكل من في المركز بإمكانه رؤيتي. في غرفة التوقيف طلب مني الوقوف والحذاء في فمي مواجهة الحائط والضرب والسب لم يتوقف.
 
"الهوز" والقنوات الفرنسية
 
تم نقلي مجددا إلى غرفة أخرى بعد وضع قطعة قماش على عيني، وأمرتني سارة بالجلوس على الكرسي بطريقة معاكسة، عندها بدأت الضابطة بضربي بالهوز وهي تصرخ: أنت كاذبة في تقاريرك التي قلت فيها أن المتظاهرين ماتوا بالرصاص، وأن علي الاعتراف بمن أعطاني الأوامر لأكذب في وسائل الإعلام الإيرانية.
 
كنت أرد عليها بأنني أعمل لقنوات فرنسية وليس لي علاقة بالقنوات الإيرانية، فقالت لي ترجمنا تقاريرك "هل تحسبين أننا لا نعرف فرنسي!!" للعلم، أنا أراسل القنوات الفرنسية باللغة العربية وليس الفرنسية!
 
وجلست فوق ظهري
 
استمر الضرب والإهانات لساعات كانت تتناوب فيها الضابطة والشرطيات على ضربي أنا والممرضات، في ساعات لاحقة تم أخذنا جميعا إلى صالة وطلب منا تقليد الحيوانات في المشي والصوت والغناء، وهن يضربننا ويسخرّن منا.
 
إحداهن طلبت مني تقليد الحمار في مشيته وصوته وعندما فعلت جاءت لتجلس فوقي فوقعت على الأرض لأنها ضخمة وأنا نحيلة.
 
رأس في المرحاض
 
ثم جلبت سارة قنينة ووضعتها على فمي وأمرتني بشرب ما فيها، فصرخت إحداهن بأن هذا "بول" فأبعدت بيدي القنينة. غضبت سارة وسكبت ما في القنينة على رأسي وملابسي وسحبتني من شعري للحمام ووضعت رأسي في المرحاض، وقالت لي إن المرحاض أطهر مني، عندها انزاحت قطعة القماش واستطعت رؤية جميع من يشارك في التعذيب.
 
سارة وزميلاتها كنّ يضعن شيئا على يدي وكنت أحس بالصعقة، كما أنّه خلّف آثار حروق وأعتقد أنه الصاعق الكهربائي.
 
بذاءة الشرطيات

 
سألوني كم راتبي فعندما أجبت انهالوا علي بالضرب قائلين: "هذا غير مدخول المتعة". في الجلسة الأخيرة للتحقيق في منتصف الليل كانت مي التميمي تسأل وسارة الموسى تضرب كلما لم يعجبها الجواب، لم أغير أقوالي طوال ساعات الاعتقال والتعذيب، فندت كل اتهامات الخيانة والعمالة والكذب.
 
سارة كانت تقول لي: وايد ضعيفة تحصلين كل "السايزات"، ونزعت من علي جاكيت البدلة التي كنت أرتديها قائلة: هذا يحميك من الألم.
 
خليفة بن أحمد: لم أكن أعلم!
 
بعد جلسة التحقيق الأخيرة تم إزالة غطاء العين والسماح لنا بالذهاب للحمام ثم وقعنا وبصمنا على أقوال لم نقرأها. هددونا بالاعتقال إلى أمد غير معلوم وأن أهالينا لن يعرفوا عنا شيئا وأننا سنبقى في السجن حتى نموت.
 
بعدها جاءت الضابطة مي وكشفت عما خلفه التعذيب على أجسادنا فرأيت ما فعلوه في أجساد الممرضات من حقد.ثم قالت لي أن رئيس المركز يريد رؤيتي،، فعندما رآني خليفة بن أحمد نهض للسلام عليّ حيث أنه يعرفني منذ زمن، وقال لي أنه لا يعلم أنني كنت في المركز وأنه بإمكاني الذهاب للمنزل بعد أن سمح لي الاتصال بأمي.
 
تحقيق أدانى سارة الموسى فقط!
 
قدت سيارتي بنفسي للعودة إلى المنزل ودموعي لم تتوقف عن البكاء، في المنزل علمت مسئولتي بما حدث لي فحجزت لي على أقرب طائرة للسفر إلى فرنسا للعلاج.
 
وزارة الداخلية في اليوم التالي فتحت تحقيقا في الحادثة لم أعرف نتائجه حتى ديسمبر الماضي، القضية اليوم في النيابة العامة من جديد لملاحقة بقية المتهمين بعد تحويل سارة الموسى فقط للمحاكمة!
 
عدت إلى البحرين، وإلى جميع الساخرين: شكرا لكم

 
لكل من سأل: أنا عدت إلى البحرين، ولا زلت أعمل هنا. فترة الاعتقال استمرت 13 ساعة حدث فيها هذا الكم من التعذيب. لكل من ساند وتعاطف ووقف معي وغمرني بالحب والرعاية شكرا لكم، ولكل من هزأ من جرحي ومعاناتي وسخر منها.. شكرا لكم

التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus