مرآة البحرين: رأى الكاتب اللبنانية سمير كرم في مقال نشرته صحيفة "السفير" أن ثورة البحرين تفزع السعودية وتدفعها إلى "ابتلاع" البلد الصغير، مشيرا إلى أن "السعودية تخشى تأثيرات القوى التقدمية البحرينية على أوضاعها الداخلية".

واعتبر كرم أن البداية الحقيقية للثورات العربية كانت في البحرين ولا تزال مستمرة"، مشيرا إلى أن "إخفاء البداية بل ومحاولة طمسها لا يتعلق بالبحرين إنما بالسعودية".

وتابع: "لا يبدو ان السعودية قادرة على وأد ثورة البحرين لا على ارض الواقع ولا على فضائيات الإعلام"، مؤكدا أن "ثورة البحرين تبرهن على قدرتها على الاستمرار وإفزاع المارد السعودي المجاور وإظهار مدى خوفه من ثورة البحرين الصغيرة بكل المقاييس".

وأشار كرم إلى أن "مشروع ابتلاع السعودية للبحرين الذي كان مقرراً أن يعلن في صورة اتحاد بين البلدين في الرياض قبل أسابيع قليلة وتأجل إعلانه الى وقت آخر"، موضحا أن "عملية الابتلاع لم تبد بالسهولة التي تخيلها المارد السعودي"، فـ"الفوارق بين البلدين لا تتعلق فقط بالحجم إنما تتعلق بدرجة تقدم المكونات السياسية في كل منهما ولصالح الكيان الاصغر حجماً".

وشدد على أن "البحرين تتجاوز السعودية بمسافة كبيرة من حيث التركيبة السياسية والتركيبة التعليمية والثقافية بشكل عام".

واستشهد كرم بمقال مراسل صحيفة "الغارديان" لشؤون الشرق الاوسط ايان بلاك "بأن التظاهرات العارمة التي هزت السعودية، مع أنها جرت على ارض البحرين، ضد فكرة اتحاد تدل الابتلاع على مدى وعي جماهير البحرين للهدف النهائي من هذا الضم القسري"، معتبرا انه "محاولة لوقف تيار الثورة من الامتداد الى خارج البحرين في اي اتجاه كان، وبالأخص اذا اتجه صوب السعودية".

وبحسب كرم فإن "السعودية ربما تخشى اكثر ما تخشى وجود ودور "الحزب الشيوعي" البحريني الذي يلعب دوراً مهماً في حياة البحرين السياسية والثقافية منذ تأسيسه في خمسينيات القرن العشرين"، مردفا إن "كان النظام الحاكم لأسرة (الملك) حمد قد فرض على هذا الحزب ان يمارس دوره النضالي "تحت الارض"، فالحزب يلتزم العمل السري منذ سنوات طويلة.

وفيما لفت إلى ما ذكرته "رويترز" بأن "المعارضة البحرينية ترفض مشروع الاتحاد الذي تريد السعودية فرضه على البحرين وذلك باعتباره مشروعاً يهدف في الاساس الى تجنب الاصلاح السياسي"، قال: "لا يستقيم هذا المعنى الا اذا اعتبرنا ان الاسرتين الحاكمتين في السعودية والبحرين يجمع بينهما هذا الميل الى تجنب الاصلاح السياسي في البلدين وليس في البحرين وحدها".

واعتبر كرم أن "السعودية اصبحت تخشى تأثيرات القوى التقدمية البحرينية على الأوضاع السعودية الداخلية، وربما اعتقدت ان ادماج البحرين معها في هذا النوع من الاتحاد يمنح السعودية فرصة اكبر للتدخل في البحرين، من دون اثارة اعتراضات خليجية او عربية او عالمية".

وتطرق كرم إلى القاعدة العسكرية الأميركية في البحرين فأشار إلى أنه "ليس من المتصور ان تتجنب القاعدة التدخل في الشان البحريني المتعلق بالحكم او المتعلق بالديموقراطية او التركيب الطائفي اذا بدا ان هذه امور يمكن ان يصل تأثيرها الى السعودية"، مؤكدا ان "صانع القرار الاميركي سيبقي اختيار التدخل الى ما بعد اختبار قدرة السعودية على الاحتفاظ بالامر الواقع من خلال احتواء البحرين في الكيان السعودي الأكبر والأقوى".

وختم كرم مقاله بالقول: "انعكاسات الخوف السعودي من ثورة البحرين لا تقف عند حدود السعودية ولا تقف عند حدود البحرين".