مرآة البحرين: قالت ، في مقال نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية، أن هناك "علامات واضحة للرأسمالية غير المنظّمة" في البحرين تتمثل بـ"فنادق الفخمة وناطحات سحاب تعلو صوب السماء وجزر اصطناعية مرئية من الفضاء"، مشيرة إلى أن العائلة الحاكمة تسيطر على النفط والأراضي المستصلحة في البحر.

وأشارت إلى أن "معارضة سباق "فورمولا واحد" لم تكن تتعلق بهيئة رياضية عالمية تدعم نظاماً قمعياً فحسب، بل جاءت أيضاً كتعبير عن الغضب تجاه المشاريع الوجاهية المفرطة واهدار الموارد، فضلاً عن الاستياء من انتهاكات حقوق الانسان".

 وتنقل الشهابي عن مارك أوين جونز وهو مقيم سابق في البحرين وباحث دكتوراه، إنّ "سيطرة الحكومة على الاماكن العامة ــ التي تدل على سلطة الأسرة الحاكمة الذكورية ــ كانت جزءاً من استراتيجية أساسية للنيوليبرالية"، موضحا "في المساحات العامة يتم خلق صورة ايجابية لمكان جدير بالاستثمار".

 وتلفت إلى أن "الطفرة النفطية في السبعينيات أدت الى استصلاح نحو 20 في المئة من أراضي المملكة من البحر"، مشيرة إلى أن هذه الأرض التي قُدرت قيمتها بنحو 40 مليار دولار في 2010 مسجلة مباشرة باسم اعضاء الاسرة الحاكمة، الذين تركوا نسبة 3 في المئة فقط من الشواطئ مفتوحة لعامة الناس".

 وتضيف الشهابي: "التحول العمراني السريع للبحرين يتباين تبايناً صارخاً مع واقع الفقر الاقتصادي النسبي والاضطرابات الاجتماعية والسياسية"، فـ"وفقاً لحسابات الحكومة نفسها يتم تعيين خط الفقر النسبي ليكون 463 ديناراً (1230 دولاراً) شهرياً. ومع ذلك تشير الحكومة أيضاً الى انّ متوسط الأجور للبحرينيين يبلغ 449 ديناراً (1190 دولاراً) شهرياً".

 وتقول إن "النخبة السياسية والاقتصادية التي تتكون في معظمها من أعضاء من الاسرة الحاكمة والموالين لها، لم تكن نظاماً فاسداً بطبيعته، ولها مصالح ضخمة خاصة لابقاء الوضع الراهن على ما هو عليه"، مؤكدة أن "امتيازاتهم تشمل ادارة مؤسسات توزيعية تراكم العائدات النفطية جراء بيع 150 الف برميل يومياً، تتبرع بها السعودية، وامتلاك اسهم ضخمة من مؤسسات احتكارية خاصة وعامة، ومصادرة الاراضي الجماعية".

 وتعتبر أن "في استضافة البحرين لسباق "فورمولا واحد" تدفع لرأسمالية المحسوبية عن نفسها بنفس انتقامي، وتسعى الى حماية المعادلات السياسية والاقتصادية التي تثير استياءً اجتماعياً"، مشددة على أن "السباق الذي هو جزء من المشروع النيوليبرالي لا يتعلق فقط بالسياسة والاقتصاد، بل بالعنف والخطر والأمن الذي يعاني منه الشعب".

 وتختم الشهابي مقالها بالقول: "قد يكون من السابق لأوانه الاعتقاد بأنّ الاحلام الثورية ستحل محل الواقعية السياسية للنفط والمال، وتجهز على المشاريع الحديثة المفرطة للدولة الخليجية الرئيسية، لكنّها ستقضي عليهم يوماً ما".

 المقال مترجم عن صحيفة "غارديان"