مرآة البحرين: قال الباحث بحريني في علم الاجتماعي يوسف مكي، في مقال نشرته صحيفة "القدس العربي" أمس، إن النظام في البحرين يحظى "برعاية وتغطية الإدارة الأميركية ودفاعا عن ممارساتها القمعية ازاء شعوبها"، مشيرا إلى أن الدعوة الأخيرة للنظام إلى الحوار تهدف الى "ايهام الرأي العام العربي والدولي بأنه منفتح على المعارضة".

وقال مكي إن "العرب شعوبا وانظمة ليست سواء في المعاملة الاميركية ولا يجب ان ترحل كلها من وجهة النظر الاميركية"، مشيرا إلى أن "انظمة الخليج وعلى رأسها النظام البحريني تحظى بحماية وتغطية سياسية من قبل الادارة الاميركية ودفاعا عن ممارساتها القمعية ازاء شعوبها، ولا تحظى حقوق الانسان فيها بأي اهتمام".

وأشار إلى أن "البحرين مثال في السياسة الامريكية المزدوجة والمنافقة يحظى بأهمية صادمة في كيفية تعامل الأميركيين مع الثورات العربية ووقوفها ضد الانظمة الاستبدادية، وبالمقابل دفاعها عن هذا النظام المستبد والقبلي". ولفت إلى أن "تواطؤ الإدارة الأميركية يبدو في سكوته المريب على النظام في اعتقاله للناشطين الحقوقيين امثال نبيل رجب وعبد الهادي الخواجة وزينب الخواجة"، مذكرا "بزيارة نائبة السفير الاميركي قبل فترة لبعض عناصر شرطة قيل انهم مصابون في المستشفى، في حين انها لم تعرْ بالا لعشرات الضحايا من المعارضة ولو من قبيل اللفتة الانسانية".

واعتبر أن "جزءا من مشكلة الثورة البحرينية انها في منطقة استراتيجية اقتصاديا وجغرافيا وسياسيا وتحظى انظمتها بالحماية الاميركية، وبالتالي لا تسري عليها قوانين التغير والثورات من المنظور الاميركي التي تسري في مناطق عربية اخرى"، فـ"بقاء الانظمة وتخلفها السياسي اهم بالنسبة للاميركيين، وهذا ما يفسر سر الازدواجية في الموقف الاميركي من الربيع العربي".

وأشار إلى ان تصريحات النظام الاخيرة على لسان وزير العدل عن الحوار تهدف الى "ايهام الرأي العام العربي والدولي بأنه منفتح على الحوار مع المعارضة، ولكن المعارضة هي التي ترفض ذلك"، مؤكدا أن "موقف النظام انه لايريد الحوار وليس جادا في ذلك انما يطلق مثل هذه التصريحات كلما حُشر في الزواية وانكشفت سوأته وانتهاكاته، على الرغم من الغطاء الاميركي".

وختم مكي بالقول: "لو كان (النظام) جادا في الحوار واخراج البلاد مماهي فيه لأطلق مبادرات عدة لتهيئة البيئة المناسبة لحوار وطني جاد بين النظام والمعارضة ومنذ فترة، وخصوصا اطلاق سراح القيادات السياسية".