من خارج السجن، نبيل رجب وزينب الخواجة يحثان على إنهاء القمع المدعوم أمريكيا‎

2012-06-07 - 1:21 م


أيمي غودمان، الديمقراطية الآن

ترجمة :مرآة البحرين


نذهب إلى البحرين للتحدث مع السجينين السياسيين المفرج عنهما مؤخرا، زينب الخواجة ونبيل رجب، اللذين سجنا للاحتجاج على الحكم الملكي المدعوم من الولايات المتحدة. أطلق سراح رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، بكفالة مالية بعد احتجازه لمدة شهر تقريبا. الذي قال "اعتقدنا دائما أن القاعدة الأمريكية هنا، وأن العلاقة الأميركية البحرينية الجيدة ستفيد كفاحنا من أجل الحرية والديمقراطية في منطقتنا، لكنها تحولت لتصبح... العكس تماما"  وأضاف: "إنهم يدعمون الطغاة هنا، النظام القمعي.... نحن ضحايا لكونها منطقة غنية". الخواجة، التي سجنت في نيسان/أبريل بعد الاحتجاج على اعتقال والدها، عبد الهادي، تعهدت بالقول : "نحن سنواصل الاحتجاج.... لا يهم إذا اعتقلنا خمس، أو ست، أو عشر مرات. لن نتوقف، لأنه في النهاية، نحن ضحينا كثيرا من أجل الديمقراطية والحرية".


الضيوف:
 
نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان. والذي أطلق سراحه للتو من السجن بعد احتجازه لمدة شهر تقريبا. وهو ينضم إلينا من العاصمة المنامة.
 
زينب الخواجة، الناشطة من أجل الديمقراطية في البحرين. والدها، ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة، الذي أنهى للتو، الاثنين، إضرابه عن الطعام  بعد إضراب دام 110 أيام. وهو لا يزال في السجن.

أيمي غودمان: ننتقل إلى البحرين، المملكة الجزيرة في الخليج، حيث تم الإفراج عن الناشطة من أجل الديمقراطية زينب الخواجة  بعد شهر واحد قضته وراء القضبان. سجنت في نيسان/أبريل بعد احتجاجها على اعتقال والدها، عبد الهادي الخواجة. ويأتي إطلاق سراحها بعد يوم واحد عندما أنهى والدها إضرابه عن الطعام الذي استمر لمدة ثلاثة أشهر. وقالت زوجة عبد الهادي، خديجة الموسوي إن زوجها المسجون سيواصل الكفاح من أجل الديمقراطية في البحرين.

خديجة الموسوي: أنا أعلم أن زوجي لن يتوقف عن الاحتجاج، من خلال الاستمرار في الإضراب عن الطعام أو غير ذلك. وأنا أعلم أنه الآن يفكر في الخطوة التالية؟ وقريبا جدا ربما نسمع شيئا آخرا سيقوم به. لكنه ليس انهزاميا.

أيمي غودمان : حكم على عبد الهادي الخواجة وسبعة نشطاء آخرين بالسجن مدى الحياة في العام الماضي من قبل محكمة عسكرية كجزء من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بالنسبة  للمظاهرات التي تدعو إلى حكم أكثر ديمقراطية في ظل النظام الذي تدعمه الولايات المتحدة. إنهم من بين 21 عضوا يجري إعادة النظر في قضاياهم أمام محكمة مدنية.

الخواجة ما زال في السجن بينما أطلق سراح زميله نبيل رجب بكفالة مالية بعد احتجازه لمدة شهر تقريبا. رجب هو رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان. والان نحن في طريقنا إلى البحرين، حيث سينضم إلينا نبيل رجب عبر قناة الديمقراطية الآن!  عبر الفيديو، وكذلك عن طريق الهاتف بزينب الخواجة.

 نرحب بكم في برنامج الديمقراطية الآن! نبيل، دعنا نبدأ معك. حدثنا عن سبب سجنك  وماذا حدث بينما كنت هناك.

نبيل رجب: في الحقيقة، وفقا للاتهام الذي اتهموني به وهو التغريدات وإهانة المؤسسة الأمنية والدعوة إلى  تجمع غير قانوني، و كل شيء عن حريتي في التعبير، حول رأيي، حول انتقادي لعمل الشرطة، حول عملي في حقوق الإنسان، حول نشاطي بصفتي مدافعا عن حقوق الإنسان، ودعوتي للناس  للاحتجاج والمسير سلميا. أعتقد أن هذا يأتي كنوع من العقاب لعملي في السنوات القليلة الماضية. والآن، مرة أخرى، تم إطلاق سراحي مؤقتا بكفالة مالية حتى صدور الحكم، الذي ينبغي أن يكون في أي وقت من الشهر المقبل.

أيمي غودمان: هل يمكنك أن تخبريني، زينب، عما حدث لك، لماذا تم القبض عليك، لماذا احتجزت، وماذا حدث لك في السجن؟
 
زينب الخواجة: نعم، مرحبا. في الواقع، هذه هي المرة الخامسة التي اعتقل فيها. وحتى الآن، بعد أن تم الإفراج عني، لا أعرف كم عدد القضايا التي لدي في المحكمة. ثلاث على الأقل، ويمكن أن تصل إلى سبع أو ثماني قضايا. في كل مرة يعتقلونني فيها، لا تكون حقا لسبب وجيه. ليس لديهم أي دليل ضدي. عادة ما يتهمونني بالمشاركة في تجمع غير قانوني أو حتى الاعتداء على رجال شرطة مكافحة الشغب لفظياً، وهذه هي عادة التهم الذي اتهمتني بها المحكمة. ومع ذلك، تماما مثل نبيل رجب، وتماما مثل والدي ونشطاء آخرين كثيرين، والسبب هو إنهم يحاولون معاقبتنا، إنهم يحاولون إسكاتنا، عن كتابة وتوثيق الانتهاكات التي تحدث في البلاد.


أيمي غودمان: حدثينا عن سباق الجائزة الكبرى، لماذا اخترت تلك اللحظة للاحتجاج، زينب؟

 زينب الخواجة: أعتقد أن سباق الجائزة الكبرى تجعل العديد من الناس يشعروون بالضيق في البحرين، لأننا نمر بمرحلة صعبة للغاية، حيث يتعرض الناس للتعذيب، ويتعرض المتظاهرون للقتل والجرح. أعلنت الحكومة أن الفورميولا واحد ستكون احتفالا لجميع البحرينيين، في الوقت الذي كنا نعاني. وأعتقد أن هذا جعل الناس حقا يتضايقون كثيرا، جعل كثيرا من الناس يخرجون احتجاجا. وأنا واحدة من هؤلاء الناس الذين كانوا مستائين جدا  من ما كان يحدث.

أيمي غودمان: نبيل رجب، ماذا عن دور الولايات المتحدة؟ الولايات المتحدة تتحدث الآن عن العنف ضد الناس، على سبيل المثال، في سوريا. ولكن ماذا عن البحرين؟

نبيل رجب: حسنا، حتى الآن، لعبت الحكومة الأميركية فقط دورا سلبيا في البحرين. شاهدنا الكيل بمكيالين في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. فإذا قارنت البحرين مع ليبيا وسوريا،  سنرى النفاق. ونحن نرى كيف أنهم يببعون الأسلحة إلى البحرين في الوقت الذي يقتلون شعبهم، في الوقت الذي كانوا يطلبون فيه من روسيا بعدم بيع أسلحة لسوريا أو ليبيا. اعتقدنا دائما أن القاعدة الأمريكية هنا، والعلاقة الأميركية البحرينية الجيدة  ستفيد كفاحنا من أجل الحرية والديمقراطية في منطقتنا، إلا أنه تبين أننا مخطئون تماما. إنهم يدعمون الطغاة هنا، النظام القمعي. وإنها ليست، أعني.... عندما يتحدثون أيضا عن الاحتجاجات في البحرين، يطلبون من الطرفين وقف العنف، ونحن نحتج بشكل سلمي تماما. لا أحد من أبناء شعبنا يحمل أي سلاح. لا أحد من أبناء شعبنا يحمل أي شيء. حتى الآن، قتل العديد من الناس من أبناء شعبنا. ما لا يقل عن 90 شخصاً لقوا مصرعهم حتى الآن. وجرح الآلاف من الناس على الأقل، حيث إنهم لن يعودوا إلى حياتهم. وعلى الأقل اعتقل الآلاف من الناس أو فصلوا من أعمالهم. ولكن لا نزال، نقطع على أنفسنا أن نكون ملتزمين جدا بالنضال السلمي، لأننا نعتقد أننا يمكن أن نحدث تغييرا، ويمكن أن نحصل على حريتنا  بالتغيير السلمي. ولكن عندما ترى الحكومة الأميركية تتحدث، يطلبون دائما من  الطرفين وقف العنف. لذا فهم يريدون أن يقدمونا كشعب استخدم العنف.

نحن مستاؤون جدا من موقف الولايات المتحدة من البحرين. مستاؤون جدا من محاولتها إخفاء الجرائم والانتهاكات التي  تحدث في كل دول الخليج. لأن دول الخليج هي منطقة غنية، لأنها سوق كبير للأسلحة، لأنها مصدر كبير للنفط، ونحن يجب أن نعاني من أجل ذلك. نحن ضحايا لكوننا في منطقة غنية. نحن ضحية لكون المنطقة لديها مصلحة مع الولايات المتحدة. لسوء الحظ، فإن الولايات المتحدة والغرب الذي يأتي بعد الولايات المتحدة  قد تجاهلوا تماما الجريمة التي تحدث هنا. وهم يدعون إلى فرض عقوبات اقتصادية هنا وهناك، ضد روسيا، ضد إيران، ضد ليبيا، بسبب سجلها في حقوق الإنسان، وهم يتجاهلون كل الجرائم التي ارتكبت هنا في البحرين. بفضل الله الولايات المتحدة لديها قنوات مثل قناتكم هذه، الديمقراطية الآن! والعديد من منظمات حقوق الإنسان التي تظهر الجانب الآخر المشرق من الولايات المتحدة. (غير مسموع) حكومة الولايات المتحدة تبني صورة سيئة جدا هنا بسبب دعمها للطغاة والأنظمة القمعية.

أيمي غودمان: زينب الخواجة،هل يمكنك التحدث عن حالة والدك، الذي بدأ إضرابا عن الطعام، كم يوما، في النهاية؟ وقد انتهى للتو عن الإضراب.
 
زينب الخواجة: استمر أبي في الإضراب عن الطعام لمدة 110 أيام. وفي اليوم الأخير من إضرابه عن الطعام، كان وزنه فقط 49 كيلوغراما. الآن هو أفضل. لقد تحدثنا معه. أنا تكلمت معه بعد إطلاق سراحي. وبدا أنه أقوى بكثير، وأنه قد اكتسب بالفعل كيلوين. وأنا سعيدة جدا. نحن جميعا سعداء للغاية لدرجة أنه قرر أخيرا إنهاء إضرابه عن الطعام.
 
أيمي غودمان: هل تمكنت من التحدث إليه، هل كنت قادرة على التحدث معه عندما كنت، أيضا، في السجن، عندما كان مضربا عن الطعام؟
 
زينب الخواجة: سمح له بالتحدث لي ذات مرة عندما كنت في السجن، وعندما أضربت عن الطعام لمدة ستة أيام. وذلك لإقناعي لإنهاء الإضراب، وسمحوا لي بمكالمة والتحدث إلى والدي.


أيمي غودمان: في 9 أيار/مايو، وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون اجتمعت مع ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة في واشنطن. زينب، أعتقد أنك كنت في السجن. وكان والدك في إضراب عن الطعام. أهمية هذا الاجتماع؟ في ذلك الوقت، عزز أيضا استمرار بيع الأسلحة إلى البحرين من جانب الولايات المتحدة.
 
زينب الخواجة: نعم. أعني، هذا هو الشيء الوحيد الذي يزعج حقا الحركة المطالبة بالديموقراطية في البحرين. هذا أمر مثير للدهشة حقا، أن حكومة مثل الإدارة الأميركية، التي تنادي  بالديمقراطية والحرية، تظهر الكثير من الدعم للأنظمة الديكتاتورية في بلادنا. وأعني، من المثير للسخرية  أنه على الرغم من أنني كنت في السجن، وأنا أقرأ العناوين الرئيسية في الصحف التي تقول إن البحرين، بلدنا، قد فتحت صفحة جديدة، حيث إن النشطاء لهم حرية الكلام والتحرك. وفي الوقت نفسه أنا في السجن ووالدي في السجن ونبيل رجب في السجن وكل النشطاء البارزين الذين أعرفهم في السجن أو مختبئون. لذلك، حقا، هنا على أرض الواقع في البحرين، نشهد كل هذه الجرائم التي تحدث، وجميع الانتهاكات التي تحدث. ولا أحد يشعر بالأمان. ويتم القبض على كثير من الناس هنا مرات عديدة.

وهذا، في النهاية، ليس حقا شأني أو شان والدي أو نبيل. هذا هو شأن المئات من الأشخاص الذين يعانون، والآلاف من الناس الذين يعانون في البحرين. أعني، في الوقت الذي تم الإفراج عني، وعن نبيل، هناك أطفال في السجون البحرينية في الوقت الراهن مثل أحمد عون، الذي عمره فقط 16 سنة، هو في السجن الآن. وهو مصاب أيضا لقد أصيب برصاص الشوزن في عينه. ولم يسمح له بالذهاب لإجراء عملية جراحية. نحن خائفون أن يفقد عينه أثناء وجوده في السجن وعمره فقط 16 سنة. منصور ناشط آخر كان يعمل في مجال حقوق الإنسان وتوثيق الانتهاكات. إنه ليس سوى طالب في مدرسة ثانوية، وقد سجن أيضا. المرة الوحيدة التي تحدثت معه أثناء وجوده في السجن، كان يطلب مني الدعاء له حتى لا يأخذوه مرة اخرى إلى غرفة التحقيق، حيث تعرض للضرب المبرح.

وهناك أشخاص آخرون، كما تعلمون، مثل جعفر سلمان، الذي فقد كلا عينيه بسبب رصاص صيد الطيور (الشوزن)، والذي حكم عليه بالسجن لمدة عامين في محاكمة استغرقت أقل من 15 دقيقة، حيث إنه ليس لديه محام،  ولم تكن عائلته متواجدة. وما زال في هذا السجن. وأصبح هؤلاء الناس بلا اسم وبلا هوية. لا أحد يعرف عنهم. لا أحد يتحدث عنهم. هذا ما يخشاه الناس حقا.

وكما تعلمون، لا نعرف ماذا سيحدث لهم، ونأمل أن تحدث بعض التغييرات. حتى ذلك الحين، نحن سنواصل الاحتجاج. نحن  سنستمر في الخروج. لا يهم إذا تم القبض علينا خمس، أو ست، أو عشر مرات. لن نتوقف، لأنه في النهاية، نحن ضحينا كثيرا من أجل الديمقراطية والحرية.
 أيمي غودمان: نبيل، لدينا فقط 30 ثانية. قبل يوم واحد التقى ولي العهد بهيلاري كلينتون وقالت إنها عقدت مؤتمرا صحفيا، وقال متحدث باسم الحكومة البحرينية : "نحن نتطلع إلى الجناة والأشخاص الذين يستخدمون الطباعة والبث [و] وسائل الإعلام الاجتماعي لتشجيع احتجاج غير قانوني والعنف في أنحاء البلاد. إذا طبقنا القانون فهذا يعني اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، وليكن ذلك". واستأنفت الولايات المتحدة بيع الأسلحة العسكرية. وهذه الأسلحة استخدمت ضدكم، ضد شعب البحرين؟

نبيل رجب: جميع من قتل في البحرين، نصفهم على الأقل قد لقوا مصرعهم بسبب الغاز المسيل للدموع المصنوع في الولايات المتحدة. هنا، يتم النظر إلى صمت الولايات المتحدة على أنها إشارة خضراء للمضي قدما في مزيد من القمع و الانتهاك. هذا ما تراه حكومة البحرين. لسوء الحظ، نحن نطلب منكم، ونحث جماعات حقوق الإنسان للضغط على حكومة الولايات المتحدة لتغيير موقفها في دعم الحكام المستبدين، والنظام القمعي.
 أيمي غودمان: زينب ونبيل، أود أن أشكركما لوجودكما معنا. نبيل رجب هو رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، قد أطلق سراحه للتو، يوم الأحد، بعد أيام من الاستجواب والسجن، انضم إلينا من العاصمة المنامة. وشكرا جزيلا لزينب الخواجة، التي أفرج عنه للتو أيضا. ووالدها قد أنهى للتو إضرابه عن الطعام بعد 110 أيام، ولكنه ما زال في السجن.


31 أيار/مايو 2012

رابط النص الاصلي


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus