المنظمات الحقوقية قلقة إزاء التهديدات التي يتعرض لها المجتمع المدني بعد زيارتهم إلى الأمم المتحدة

2012-06-12 - 9:05 ص



مراسلون بلا حدود،
ترجمة: مرآة البحرين


منظمات حقوق الإنسان الدولية التي شاركت في الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان في مجلس الأمم المتحدة الخاص بالبحرين في جنيف في أيار/مايو قلقة من تهديدات وجهت ضد أعضاء المجتمع المدني البحريني الذين كانوا حاضرين في اللقاء. وخلال الاستعراض الدوري الشامل، تم انتقاد مسار سجل حقوق الإنسان في البحرين من قبل العديد من الحكومات، والذي دفع بالتهديد بالانتقام من أولئك الذين كانوا في جنيف. بعض أعضاء المجتمع المدني هم من بين أولئك الذين يواجهون أحكاما بالسجن لفترات طويلة لممارستهم حقهم في حرية التعبير.

وقد تعرض البحرينيون المدافعون عن حقوق الإنسان، والناشطون والصحافيون والأطباء والمحامون الذين شاركوا مع المنظمات الدولية في اللقاءات الجانبية للاستعراض الدوري الشامل حول البحرين، للهجوم من قبل وسائل الإعلام الموالية للحكومة في البحرين، التي وصفت أولئك الذين ذهبوا إلى جنيف بـ "الخونة"، ودعت إلى اتخاذ إجراء ضدهم.

وخلال عملية الاستعراض الدوري الشامل، ادعى وزير الدولة لحقوق الإنسان صلاح بن علي محمد عبد الرحمن، الذي قاد الوفد الحكومي الرسمي، عدم وجود أي معتقل سياسي في البحرين، و أن جميع السجناء في البلاد هم ممن ارتكبوا أنشطة جرمية. "ولكن في ذلك اليوم بالذات، كان صديقنا نبيل رجب في السجن في البحرين بتهم مختلفة متعلقة بحرية التعبير، ولم يتمكن من السفر إلى جنيف للمشاركة في هذا الحدث" قال ذلك غياث الجندي من نادي القلم الدولي، وهو أحد منظمي لقاء جانبي في 21 أيار/مايو. بعد أن تم القبض على رجب في شهر أيار/مايو، أكثر من 100 مجموعة وقعت مناشدة لإطلاق سراح جميع المعتقلين من نشطاء حقوق الإنسان في البحرين.

وبعد أن تم الإفراج عنه بكفالة مالية في 28 أيار/مايو، اعتقل رجب مرة أخرى في 6 حزيران/يونيو، وأعطيت الأوامر بأن يتم احتجازه لمدة أسبوع، على ذمة التحقيق. قالت سهير بلحسن، رئيسة الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان :" إن المضايقات القضائية ضد نبيل رجب تدل على أن الحملة ضد أولئك الذين يجرؤون على التنديد بأزمة حقوق الإنسان في البحرين لم تنته بعد". رجب هو رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، ومركز الخليج لحقوق الإنسان، وكذلك نائب الأمين العام للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

في 21 أيار/مايو، قالت مريم الخواجة من مركز البحرين لحقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان إن نحو 100 شخص كانوا حاضرين في اللقاء الجانبي إلا أن هناك في الواقع أكثر من 700 سجين سياسي في البحرين، بما في ذلك رجب ووالدها عبد الهادي الخواجة، مؤسس مركز البحرين لحقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان. وقالت الخواجة إن رجب: "اعتقل بسبب تغريدة وسوف يكون لي نفس المصير لو كنت في البحرين".

رجب في خطر التعرض للحكم بالسجن لعدد من التهم، بما في ذلك "المشاركة في تجمع غير قانوني والدعوة إلى مسيرة دون إخطار مسبق" و "إهانة جهة رسمية على تويتر".

وفي هذا اللقاء في جنيف، ناقش أعضاء المجتمع المدني موضوع "على الرغم من التهديدات، البحرينيون المدافعون عن حقوق الإنسان  والصحفيون ومستخدمو الإنترنت، والأطباء يتحدثون بجرأة عن انتهاكات". وكان هذا اللقاء بمشاركة  مركز البحرين لحقوق الإنسان، ومركز الخليج لحقوق الإنسان والفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان  ونادي القلم الدولي، فضلا عن منظمة البحرين لإعادة التأهيل ومكافحة العنف (برافو)، و مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، والحرية الدولية لتبادل التعبير، وأطباء من أجل حقوق الإنسان ومنظمة مراسلون بلا حدود. وحضر اللقاء أيضا دبلوماسيون من الدنمارك والنرويج وفرنسا وهولندا واليونان وفنلندا.

ومن بين أولئك المهددين لمشاركتهم في لقاء جنيف  كانت الدكتورة ندى ضيف، رئيسة منظمة برافو، وهي أيضا من بين الأطباء الذين يواجهون السجن لـ 15 عاما بسبب علاج المتظاهرين والتحدث علنا عن وفيات وإصابات لحقت بالمتظاهرين خلال الاحتجاجات في 2011. وقالت الدكتورة ضيف إنها "تعرضت للتعذيب بسبب علاج أحد المحتجين الجرحى" والعرض على الإنترنت هنا. (تحميل العرض من الموقع الرئيسي).

قالت مريم الخواجة: "لقد تم بوضوح استهداف الدكتورة ضيف، وهي الطبيبة الوحيدة التي لم تكن تعمل في مستشفى السلمانية، بسبب إجراء مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية عن الإصابات وكانت القضية حول معاقبة كل من تجرأ على الكلام". ومن المقرر النطق بالحكم المستأنف في 14 حزيران/يونيو.

وفي اللقاء في جنيف، تحدثت الصحفية لميس ضيف حول مخاطر العمل في الصحافة. وقالت: "لقد تم استهداف العديد من الصحفيين مباشرة بسبب إعداد تقارير أو تقديم متظاهرين لإجراء مقابلة. وبعض الصحفيين تم استهدافهم وتعذيبهم وإقالتهم من وظائفهم لمشاركتهم في التظاهرات".

قالت سوزيغ دوليت من منظمة مراسلون بلا حدود: "وعلى عكس ما قاله وزير الدولة لحقوق الإنسان، فقد منع العديد من الصحفيين الأجانب من الدخول إلى البحرين منذ بدء الاحتجاجات في الشوارع، وخصوصا خلال سباق الفورميولا واحد في نيسان/أبريل"، وأضافت: "وآخرون كانوا هدفا لاعتداءات جسدية، والاعتقال والترحيل".

وأشار ريتشارد سولم من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان أنه تم استخدام الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين في الشوارع وداخل المنازل، بما في ذلك الهجوم الموثق على منزل نبيل رجب. وقال سولم الذي عاد من تحقيق عن البحرين في شهر نيسان/أبريل: "أطباء من أجل حقوق الإنسان وثقت الاستخدام غير المسبوق للغاز المسيل للدموع الذي أطلق مباشرة على المنازل".

وأعربت رئيسة مجلس حقوق الإنسان لورا دوبوي لاسير خلال جلسة الاستعراض الدوري الشامل لاعتماد تقرير حول البحرين في 25 أيار/مايو 2012 عن قلقها من "حملة إعلامية تجري في البحرين، تحدد وتهدد ممثلي المجتمع المدني الذين جاؤوا إلى جنيف للمشاركة في هذه المراجعة". وأكدت أن الحكومات لديها واجب حماية حقوق شعوبها، ودعت حكومة البحرين إلى الالتزام بذلك.

وفي الأيام التالية، قال وزير الداخلية البحريني: "الإجراءات القانونية" ستجري ضد أولئك الذين سافروا إلى جنيف، بناءً على البيانات التي أدلوا بها حول انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومة.

وتستمر التهديدات. ففي 3 حزيران/يونيو، تعرض أحد المشاركين في الاستعراض الدوري الشامل في جنيف، المحامي محمد التاجر، إلى حملة تشهير. فقد تم نشر شريط فيديو على يوتيوب في منتديات النقاش البحريني تبين التاجر وزوجته في موقف قابل للمساومة. وحتى عندما تم نزع الفيديو فان Bahrain Forums.com  نشرت صوراً. عندما كان التاجر في السجن العام الماضي، تم تهديده من قبل المحققين من أنهم سيبثون فيلما يظهره مع زوجته.

وتواصل صحيفة "الوطن "الممولة من قبل الديوان الملكي هجماتها، واصفة الناشطين بـ "الخونة"، والمجموعات الحقوقية البحرينية تقول إن جميع الصحف الموالية للحكومة قد شاركت في الهجوم على رئيسة مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

وأعرب كل من مركز الخليج لحقوق الإنسان ومركز البحرين لحقوق الإنسان ومنظمة برافو وجمعية حقوق الإنسان البحريني عن قلقهم إزاء التهديدات التي يتعرض لها محمد التاجر وغيره من الذين سافروا إلى جنيف في شهر أيار/مايو.

والآخرون الذين هم في معرض الخطر نتيجة مشاركتهم في جنيف هم : جليلة سلمان، سيد هادي الموسوي، فيصل هيّات، الدكتور طه الدرازي، عبدالنبي العكري، حسن المرزوق، عيسى الغايب، آلاء الشهابي، والدكتور منذر الخور.

9 حزيران/يونيو 2012





التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus