في خطابه في منطقة سار، أمين عام الوفاق الشيخ علي سلمان: لو اجتمعت كل جيوش المنطقة لإيقاف مطالب شعب البحرين فإنها ستعجز..!

2012-06-12 - 9:41 ص

 
 
مرآة البحرين (خاص):
أكد الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية  الشيخ علي سلمان على إصرار شعب البحرين على مطالبه في التحول نحو الديمقراطية وتطبيق مبدأ "الشعب مصدر السلطات"، مشدداً على أن كل أدوات القمع والترهيب لن تجدي في إيقاف المطالبة في البحرين حتى لو جاءت كل جيوش المنطقة فإنها ستعجز.

وقال سلمان أمام حشد جماهيري كبير مساء الأثنين 11 يونيو 2012 بمناسبة الذكرى الاولى لانتهاء حالة الطوارئ التي دخلت فيها البحرين العام الماضي، قال أن وسائل البطش كلها ستؤول إلى الفشل، فالبحرين في طريقها لأن تكون دولة إنسانية تتحقق فيها كرامة أبناء شعبها بالرغم من لحظات المحنة التي عانوها.

وأكد سلمان على أن المجتمع الدولي كله يدين السلطة ويؤكد على ظلمها لشعبها، فالنظام ظلم الشعب بمجرد أن رفض الإستجابة لمطالب الشعب عندما خرج للمطالبة بها وأصر على اغتصاب حقه.

وشدد سلمان على أن الشعب لم يستخدم كل قوته ولا حتى نصفها حينما واجهته آلة البطش والقتل والقمع في بداية إنطلاق ثورته، لأنه يحب الوطن ورحيم عليه وعلى مصالحه، وكان بالإمكان بفتوة شرعية واحدة أن يخرج عشرات الآلاف يحملون أرواحهم على كفوفهم.

ودعا سلمان إلى مصالحة حقيقية بعيداً عن منطق العبد والسيد لإنقاذ الوطن ولبناءه بحيث يوفر الحرية والكرامة للجميع، وأن يكون الشعب فيه سيد القرار على أساس المساواة بين المواطنين.
 
الاستفتاء لإنهاء الجدل عن مطالب الشعب
 
وشدد سلمان على أحقية ومشروعية المطالب الشعبية، مضيفاً أن "المطالب التي نتحدث بها لم يستطع احد من النظام أن يجادل في احقيتها، فعندما نقول بأننا في سنة 2012 ونريد قولا وعملا تطبيق مبدأ أن الشعب مصدر السلطات وليس مجرد فقرة في دستور او فقرة في ميثاق".

وأردف: "نريد ان نتخب حكومتنا نحن شعب البحرين، ولا أتحدث باسم الجميع ولكن هذا يشكل مطلب الغالبية العظمى من الشعب، وربما يقال ضمن الجدل المنخفض أنت والوفاق لا تمثلون شعب البحرين، ونقول لماذا لانقطع هذا الجدل ونذهب لنصاديق اقتراع او استفتاء شعبي تحت اشراف محايد لأننا لانثق في اجرائكم لمثل هذه الاستفتاءات وانتم لا تثقون فينا، عما يريد الشعب، هل يريدون حكومة منتخبة ام حكومة معينة، ونقطع هذا الجدل".

وأوضح سلمان: لا تقول شعب البحرين لا يريد.. دعونا نذهب للاستفتاء لإنهاء هذا الجدل المنخفض المستوى الثقافي، ويكون ذلك بدون الداخلين في عمليات التجينس لأنه مشروع كارثي وأسود وجاء في تقرير البندر في أسوأ مؤامرة على شعب.

وأكد سلمان على أن مطلب الشعب في أن "ينتخب مجلساً تشريعاً لايشاركه مجلس معين لا يمثل الشعب، فهم لا يستطيعون المجادلة في أحقية المطالب فيخلقون ثلاث كذبات رئيسية يستمرون في ترديدها لانهم لايستطيعون الإجابة على المطالب، والكذبات هي: إيران أو تدخل خارجي وعنف وطائفية، وهم يكذبون فيها ويعرفون أنهم يكذبون".

وأوضح سلمان: "سأكرر مطلبنا باختصار ووضوح يسمعها النظام والعالم، لدينا مطلب محق لن نتازل عنه في أن نكون نحن شعب البحرين سنة وشيعة مصدر السلطات قولا وفعلاً، أما بقية الكلام عن معتقلين وتعبيرهم عن ارائهم واتهامهم بالملتوف أو الانقلابات، فهو حديث لن يفيد في تغيير واقع أن شعب البحرين يريد أن يكون هو مصدر للسلطات، كما ثُبّت في دستور 1973 والميثاق ودستور 2002".
 
إجماع دولي على ظلم النظام للشعب
 
وأكد سلمان على أن النظام ظلم الشعب عندما رفض الإستجابة لمطالب الشعب واغتصب حقه قبل سقوط أول شهيد في الثورة علي المشيمع في 14 فبراير 2011، وقبل مجزرة الدوار وإعلان الاحكام العرفية، فهو ظلم الشعب بإغتصاب حقه في السلطات التشريعية والتنفيذية والسلطة القضائية المستقلة، باحتكاره لهذه السلطات ومخالفة الدستور والميثاق.
وأردف مخاطباً السلطة: ظلمتمونا عندما سفكتكم دمائنا ببدون وجه حق، عندما تعتقلون ابناءنا ونساءنا لانكم تظلمونا، ظلمتومنا عندما إعتديتم على أعراضنا ومساجدنا وحريتنا ومناطقنا، وهذا ليس كلامي إنما قول تجمع عليه الدنيا باكملها ابتداء من كل منظمات حقوق الانسان العالمية التي لا يقل عددها عن مائة منظمة قالت أن هذا النظام يظلم شعبه، وصولاً إلى اللجنة التي شكلها الملك وقالت أن هذا النظام ظالم لشعبه، وليس انتهاءاً بالمجتمع الدولي باكمله في مجلس حقوق الانسان بجلسة جنيف حين أكد بأن هذا النظام منتهك لحق شعبه ومنها الحقوق السياسية التي تخوله بإنتخاب حكومته.
 
لولا الخوف على الوطن للبسنا الأكفان
 
وواصل: "ياشركاء الوطن سببتم لنا وللوطن ولكم أيضا الآلام وجراح وغصات، ولم يكن هناك حاجة لان تفعلوا ذلك ولن تستفيدوا من فعله، نعم إن كلمتنا سمحة لأننا نحب هذا الوطن بما فيه أنتم، لاننا رحماء على هذا الوطن وعلى مصالحه، رأفة وخوف وحنو وإلا والله... ما ألذ الشهادة".
وقال: "في يوم 15 مارس من العام الماضي 2011، والله.. لولا هذا الخوف على الوطن، يلبس الانسان كفنه وتنفتح معركة لا تبقي ولا تذر.. فهذا ما جعلنا و يجعلنا نتحمل".

ولفت إلى أن المشير (القائد العام لقوة دفاع البحرين) "إن عدتم عدنا ولدينا قوة أكثر 200 بالمائة"، ولكن لتعلم يا أيها المشير أن في هذا الشعب قوة ومصادر قوة لم نستخدم حتى 50 بالمائة منها، تعلم أنت ويعلم غيرك أننا أبناء رسول الله وأهل البيت وذريتهم وأبناء خيار الصحابة و التابعين، وتعلم أن تربيتنا مركزها الآخرة و رضا الله، وتعلم أن مجرد كلمتين بفتوة شرعية تجعل عشرات الآلاف من أبناء هذا الشعب يحملون أرواحهم على كفوفهم ويخرجون خروجاً لا يبقي ولايذر".
 
جيوش المنطقة كلها لن تستطيع منع الشعب
 
وشدد على أن الأمر ليس أمر قوة أو تحدي، ولكن نحن على حق وأنتم ظلمتمونا فعلا، فتعتقدون أن ما فعلتموه سيأتي بنتائج تثمر عن توقفنا عن المطالبة بحقوق هذا الشعب، ولكن مهما استخدمتم من وسائل بطش ستؤول الى الفشل، وليس فقط قوات درع الجزيرة لو جاءت كل قوات المنطقة من أجل منعنا لعجزت وستعجز.

وقال سلمان: الدنيا تغيرت، ولا يمكن إرجاع عقارب التاريخ للخلف، ولم يعد بالإمكان أن ينهي القمع هذه المطالب، لن تكونوا بقوة صدام ولا ببطشه ولا كالقذافي، ولكن كل هذه التجارب التي قدمها الله لكم قادت الى نتيجة أنه لم يعد بالامكان أن تكسر شعبا واعيا مصراً على نيل حقوقه بالقوة، ولن تستطيع أيها النظام أن تقوم بمناورات سياسية تقسم فيها المعارضة أو تشققها، فعقل المعارضة وتجربتها أكبر من قدرتك وألاعيبك فاترك ذلك.

وواصل سلمان: لن تستطيع بمناورات سياسية ركيكة ولو جئت بأكثرها عمقا، الالتفاف على مطالب هذا الشعب التي اصحبت واضحة وراسخة، لن تستطيع القيام بمناورات سياسية ولو استأجرت كل شركات العلاقات العامة للقيام بذلك، مجرد كتابة تهدم كل ما تفعله انت وهذه الشركات. وأردف سلمان: أقولها ناصحا ومخلصا ولا أريد أن أهين أحد أو أنتقص منه أو آخذ حقه، أنا أريد حقي كشعب، وسنستمر في المطالبة به حتى نحصل عليه.
 
البحرين ليست استثناء وهي في طريقها للديمقراطية
 
وخاطب سلمان أبناء الشعب البحريني قائلاً "التاريخ في طريقه لأن يحقق طموحكم في دولة انسانية تحقق فيها كرامتكم، وفقا لعناصر متعددة منها أنكم على الحق ومنعكم منها باطل، وما تطالبون به خلاصة ما وصلت إليه الانسانية، لحظة المحنة قد يتردد أحد ولكن الشعوب لم تتراجع بل وصلت وحققت ماتريد، وكل يوم ينتقل شعب من الدكتاتورية إلى الديمقراطية والبحرين ليست استثناء، ومن يعتقد بخلاف ذلك هو يغرد خارج التاريخ، فأفكار كهذه مكانها المتاحف.
ووجه سلمان خطابه إلى المسؤولين بالقول: هل تريد أن يراك العالم شخص مسؤول متوافق مع شعبه، أم شخص ظالم ودكتاتور ينتهك حقوق شعبه؟! هذي ليست مصلحة شخصية ولا يوجد مصلحة خاصة للشيعة فقط أو للسنة فقط، أو للإسلاميين فقط أو للعلمانيين فقط، هناك إمكانية بأن تحقق مصالح الأطراف بدرجات متقدمة في بلد انساني يعيش أبناءه فيه بحقوق محفوظة وهذا ممكن، وقد تحقق في أوربا وأماكن أخرى بالعالم بشكل أو بآخر.
وشدد على أن الاسلام يمتلك افضل النظريات ولكن التطبيق لم يمنح الفرصة له، ولكن دعونا نحقق مصلحة البحرين في التطبيق الديمقراطي على الأقل، أنتم اخوتنا ونفسنا واحد وما يضركم يضرنا، وإنني أستاء أن يكون إبنك لا يجد ما لا تجده، فأنت لم تجد بيت إسكان أو وظيفة لأن شخص من العائلة جاء وأخذها، أو أن تمشي وراء طفل من الاسرة الحاكمة و تقبله، ما قيمة الوظيف التي تقدم على دماء وما هي قيمة المال من وراءها؟!.
 
مصالحة حقيقية بعيداً عن العبودية والسيادة
 
وقال: لو انتخبت الموالاة الحكومة لوحدهم فقط فإنها ستكون أفضل من حكومة التعيين الحالبية رغم بسطاتها ومحدوديته، ولو وجدت حكومة منتخبة فإن كل مشاكل الوطن من إسكان وصحة وتعليم وبنية تحتية ستصفر وستنتهي خلال عشر سنوات، وهذا ما ندعو له ونطالب به.

ودعا سلمان إلى مصالحة حقيقية بعيداً عن منطق العبد والسيد، مصالحة وطنية تنقذ الوطن وتضعه على السكة الصحيحة، موضحاً: "نتسامح مع بعض إلا مع من هدم مساجدنا وإعتدى على أعراضنا، نستامح سياسيا نعم، نبني وطن لك فيه الحرية ولي فيه الحرية، وهذا ممكن".

وقال سلمان: نريد أن نشترك قولاً وفعلا في صناعة القرار بدون وجود سادة وعبيد، بل مواطنون متساوون، نبني وطننا على ما بنت عليه الأمم المتحضرة أوطانها، فالشعب هو كل أبناء الشعب بأعراقهم وديانتهم.

وشدد على أن الحرية والديمقراطية ستتحقق بالبحرين في الزمن المنظور لأنها في طريق الحق ومطالب حق ومنعها باطل، ستتحقق لانها ضمن سنن الله في التاريخ والكون.
 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus