الصحافة العربية: مؤتمر ’أمن الخليج’ يهاجم المنظمات الحقوقية الدولية، وحوار بين الحكومة والمعارضة برعاية بريطانية

2012-06-13 - 3:18 م


مرآة البحرين (خاص): الحوار بين المعارضة والنظام عاد ليأخذ حيزا من اهتمام الصحف العربية والخليجية التي أشارت إلى مبادرة بريطانية للحوار بين الحكومة والمعارضة البحرينية. وفي الوقت نفسه أكد الأمين العام لجمعية "الوفاق" الشيخ علي سلمان "أن الشعب مستمر في حراكه وأن القوة لن تجدي نفعا ولو جلب النظام كل جيوش المنطقة. كما أشارت صحف أخرى إلى مواقف لوزير الداخلية البحريني التي أعاد فيها اتهام إيران بتأجيج الأوضاع في البحرين"

وقد أشارت كل من صحيفتي "القبس" الكويتية و"الوفاق" الإيرانية الناطقة باللغة العربية إلى تصريحات عضو البرلمان وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية البريطانية، أليستر برت إلى  قبول أطراف النزاع في المملكة البحرينية التحاور ومن دون شروط مسبقة.

ولفت الوزير البريطاني إلى ان الأحزاب المعارضة والموالية ومؤسسات المجتمع المدني أقرت بصورة عامة ضرورة الحوار، ونبذت العنف بأشكاله.

وأكد الوزير البريطاني أن البحرين بحاجة إلى حوار دائم مستقبلي بين أفراد المجتمع والحكومة والابتعاد عن العنف من جميع الأطراف، حيث لن تأتي الحلول من الخارج، لأن الحل ينبع من البحرين التي عليها اتخاذ قرار شجاع ومهم، مبديا استعداد بلاده لتقديم المساعدة المطلوبة.

سلمان: الشعب لديه مصادر قوة لم يستخدم منها إلا خمسين بالمائة

ونقلت صحيفة "الوفاق" الإيرانية عن أمين عام جمعية "الوفاق" الإسلامية البحرينية الشيخ (علي سلمان)، بأن الشعب مستمر في حراكه وأن القوة لن تجدي نفعا ولو جلب النظام كل جيوش المنطقة. ورد سلمان على تهديدات قائد قوة الدفاع خليفة بن أحمد آل خليفة مؤكدا بأن الشعب لديه مصادر قوة لم يستخدم منها إلا خمسين بالمئة حتى الآن.

على الصعيد نفسه، اعتصم آلاف البحرينيين في منطقة "سار" من المحافظة الشمالية في ذكرى أولِ تجمع جماهيري يقام بعد رفعِ حالة السلامة الوطنية العام الماضي تحت شعارِ (وطن الجميع). وشارك في الاعتصام الذي دعت إليه الجمعيات السياسية المعارضة شخصيات دينية وحقوقية وسياسية وتخلل الاعتصام كلمات لناشطين حقوقيين وسياسيين أكدوا فيها على الاستمرار في الثورة حتي تحقيق المطالب المشروعة التي تنص عليها المواثيق الدولية.

فتى يتجمهر لوحده !

ونقلت صحيفة "اليوم السابع" المصرية عن "الاندبندنت" البريطانية أن صبيا يبلغ من العمر 11 عاما سيحاكم في البحرين بعد اتهامه بالمشاركة في تجمع غير قانوني في إحدى الطرق التي تم إعاقة المرور فيها، وذلك بعدما أمضى شهرا في السجن، فيما يقول عنه منظمات حقوق الإنسان إنه حملة ضد الأطفال من جانب السلطات البحرينية.

من جانبه، يقول الطفل علي حسن، أنه كان يلعب في الشارع مع طفلين آخرين من نفس سنه عندما اقترب منه رجال شرطة في سيارة، وقال إن الطفلين الآخرين قد هربا لكن أحد رجال الشرطة صرخ فيه وهدده بإطلاق النار عليه ما لم يقف وحاول الهرب.

ونقلت الصحيفة عن محامية الطفل، شهزلان خميس، قولها إن الطفل متهم بالمشاركة في التجمع غير القانوني وهو ما يعني في البحرين تجمع أكثر من خمسة أشخاص. كما أنه متهم بإعاقة الطريق بحاوية القمامة، لكن هذا الاتهام الأخير مستحيل لأن الحاوية ثقيلة جدا على الطفل لكي يحملها وتحتاج إلى رجلين ليحملانها. وتشير الصحيفة إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان وغياب أي إصلاحات حقيقية يقوم بها عائلة آل خليفة المالكة في البحرين، والتي قامت بقمع دموي للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية التي قام بها الأغلبية الشيعية العام الماضي، تحرج الحكومات الغربية.

وكان "علي" الذى أطلق سراحه بالأمس في انتظار محاكمته بعد شهر، قد اعتقل في 14 مايو الماضي بالقرب من منزله في إحدى ضواحي العاصمة المنامة، وتقول محاميته إنه بعد اعتقاله تم نقله بين أربعة مراكز للشرطة لتخويفه وإرباكه، وتم فيها بعد استجوابه من الشرطة وسؤاله عن أسماء الصبية في المنطقة التي يعيش فيها، وكانت تلك محاولة من جانب السلطات لمعرفة أسماء المراهقين الذين يشاركون في الاحتجاجات التي تندلع في الأحياء الشيعية.

مؤتمر أمن الخليج يناقش مخاطر الإرهاب وإيران النووية

من ناحيتها قالت "الشرق الاوسط" السعودية أنه هيمنت على حوارات مؤتمر "أمن الخليج العربي الحقائق والاهتمامات" الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية ومقره لندن، الحديث عن التزام الشريك الأميركي كقوة ضامنة للأمن في الخليج العربي.

وعبر مشاركون في المؤتمر عن شكوك في نوايا الولايات المتحدة بالالتزام بأمن الخليج العربي، بعد إعلان وزير الدفاع الأميركي نقل 60% من قوات الأسطول الخامس في البحرين إلى منطقة المحيط الهادي.

ولم تتراجع هواجس المسؤولين البحرينيين من الإعلام الإيراني، ومما اعتبروه تطبيقا مزدوجا لحقوق الإنسان من قبل المنظمات الدولية، إلا أن المؤتمر مضى في جلستيه المغلقتين يوم أمس إلى تحليل المخاوف الأمنية من ناحية الهجمات الإرهابية، ومخاطر قبول المجتمع الدولي بإيران نووية، في الجلسة الأولى.

وتحدث في الجلسة الافتتاحية الأدميرال الأميركي جون ميلر، قائد الأسطول الخامس الأميركي، منوها بأن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن منطقة الخليج.

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قال الشيخ راشد آل خليفة وزير الداخلية البحريني: إن دول المجلس خسرت الكثير من الأموال وفرص النمو نتيجة الحروب التي حدثت في الخليج العربي، دون أن تكون طرفا فيها، وقال "أمن الخليج يعني أمن الطاقة للعالم" وأضاف أن هذه المهمة تقع ضمن استراتيجية الأمن الأميركي بعدم السماح بوقوع المنطقة تحت سيطرة جهة ما.

كما قال وزير الداخلية البحريني إن الفترة الماضية شهدت البحرين فيها ظروفا عصيبة، إلا أنها استطاعت أن تمتص الفوضى وتمكنت من احتواء الأزمة.

وبدا أن هناك تذمرا من المسؤولين البحرينيين من الدور الذي لعبته المنظمات الحقوقية الدولية، حيث وصفت بأنها تكيل بمكيالين على حد تعبير وزير الداخلية البحريني، واستدلت الدكتورة سميرة رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام في الحكومة البحرينية بالدور الذي لعبته الجماعات الحقوقية في تأزيم الوضع الداخلي، وقالت رجب "إن ما واجهته البحرين في الفترة الماضية كان حملة مدعومة خارجيا، من أطراف لا تريد الخير للخليج"

إلى ذلك أضافت صحيفة "الرياض" السعودية أنه في ذات المناسبة أكد مستشار ملك البحرين للشئون الدبلوماسية ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة الدكتور محمد عبدالغفار أن دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد جاءت لتجسد تحولاً في الفكر الاستراتيجي لدول المجلس بما يتناسب مع متطلبات الأمن الوطني والأمن الإقليمي لهذه المنظمة الإقليمية المهمة.

وقال في كلمة أمام مؤتمر "أمن الخليج العربي" إن انتقال دول مجلس التعاون الخليجي من مرحلة التعاون إلى الاتحاد تمثل توجهاً استراتيجياً لدى قيادات دول مجلس التعاون بدعم من شعوبها التي تطمح إلى تحقيق التلاحم في مواجهة تحديات مشتركة جديدة لم تألفها المنطقة من قبل، فضلاً عن أن تلك الدعوة تعد إدراكاً واعياً بعمق التحولات الراهنة لهذه الدول التي يجمعها هدف ومصير واحد، مشدداً على ضرورة التعامل مع التحولات التي يشهدها العالم العربي ومناطق أخرى من العالم باستراتيجيات مستحدثة تتواءم وحجم تلك التحولات، خاصة وأن بعض تفاعلاتها أصبحت تؤثر على الأمن الداخلي والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus