مرآة البحرين: نقلت وكالة أنباء "رويترز" ما قاله الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة، الأربعاء،من أنه لن يسمح بعد الآن بـ"إهانة" القوات المسلحة في الدولة الخليجية، ووصفت ذلك بأنه يبدو "تحذيرًا يوجهه لقياة المعارضة الشيعية في جمعية الوفاق بعد الانتقادات التي وجهتها الوفاق في وقتٍ سابق من هذا الأسبوع"

وقالت الوكالة إن الجيش، بقيادة المشير الشيخ خليفة بن أحمد، أخذ على عاتقه إنهاء التظاهرات - التي اندلعت العام الماضي والتي قادتها الأغلبية الشيعية المسلمة بعد ثورتي مصر وتونس- بفرض قانون الطوارئ.

جاء هذا بمساعدة من القوات السعودية والإماراتية التي استدعتها المنامة بعدما اتهمت الجارة الشيعية إيران بإشعال الاحتجاجات التي هددت قبضة آل خليفة - السنة الحلفاء للرياض وواشنطن- على الحكم.

وقال الملك في خطابٍ ألقاه أمام قادة عسكريين كبار في مقرهم "سمعنا أصواتًا في الأيام الأخيرة تنشر ثقافة الكره وتسيء استخدام حرية التعبير لدرجة إهانة قوات الدفاع البحرينية، وبلا شك فإنه من واجبنا ألا نسمح لهذا أن يتكرر"

وقال في تعليقاتٍ نقلتها وكالة أنباء البحرين (بنا) "يجب على الأجهزة التنفيذية اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع هذه الانتهاكات".

يذكر أن الشيخ علي سلمان، قائد الوفاق، قد انتقد الجيش، في تجمعٍ للمعارضة يوم الثلاثاء، مؤكدا أنه سيفشل في قمع مطالب الإصلاح الديمقراطي في الدولة حيث قال "لقد خطأتمونا، وأنتم تعتقدون أن ما فعلتموه سيثنينا عن المطالبة بحقوقنا، لكن مهما كان مقدار القوة الوحشية التي تستعملونها، ستفشلون"

وقال أيضًا "إن رجال الدين يملكون القدرة على إنزال عشرات الآلاف إلى الشوارع للاحتجاج"

ولفتت "رويترز" إلى أن البحرين لا تزال في حالة اضطراب، حيث تنظّم الوفاق مسيراتٍ حاشدة أسبوعيًّا، كما أن هناك مصادماتٍ ليلية بين الشبّان في القرى الشيعية وقوّات مكافحة الشغب، وقالت أيضا إن الاقتصاد تباطأ في القطاعين المصرفي والسياحي.

وقد استدعت النيابة العامة، الأربعاء، السيد هادي الموسوي، العضو البارز في جمعية الوفاق، للتحقيق، كما مدّدت احتجاز الناشط الحقوقي المعروف نبيل رجب أسبوعًا آخر، بعد تغريداتٍ نشرها تنتقد رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان، الذي يشغل منصبه منذ العام 1971.

وأعربت منظمة صحافيين بلا حدود، ومقرُّها باريس، عن قلقها إزاء ما سمّته الانتقام الحكومي من رموز المعارضة والناشطين الذين حضروا اجتماع جلسة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الذي عُقد في جنيف الشهر الماضي.

كما نُشر فيلمٌ، تمَّ تصويره بشكلٍ سري من مصدرٍ غير معروف، على منتدياتٍ موالية للحكومة وعلى موقع (تويتر)، هذا الشهر، يظهر فيه محامٍ بارز دافع عن النشطاء السياسيين مع امرأة، يعتقد أنها زوجته.

وقد حضر كلٌّ من الموسوي والمحامي اجتماع جنيف، والذي عبّرت خلاله أعضاء في الأمم المتحدة عن قلقها إزاء التحرش بالنشطاء الذين تعاونوا لإصدار الاستعراض السنوي للدولة.

وقال المحامي إن الفيلم تم تصويره في العام 2008، وإنه تلقى تهديداتٍ بنشره حينما تم اعتقاله خلال حملة القمع العام الماضي.

وقال مسؤولٌ حكومي أن نشر شريطٍ كهذا هو فعلٌ  "غير مقبول" لكن لم يتضح كيف انتشر هذا الفيلم. حيث قال فهد البنعلي "الفيلم المعني يُعتقد أنه جزءُ من المكتبة الشخصية للشخص المشار إليه، ويُعتقد أنه تم الحصول عليه خلال أحداث العام الماضي"