نبيل الحمر "شخصيّة العام الإعلاميّة 2018". لكن متى سيردّ قرض نصف المليون دينار لخزينة الدّولة؟

نبيل الحمر أثناء تسلّمه جائزة منتدى الإعلام العربي بدبيّ
نبيل الحمر أثناء تسلّمه جائزة منتدى الإعلام العربي بدبيّ

2018-04-05 - 2:19 ص

مرآة البحرين (خاص): مستشار الملك البحريني نبيل الحمر يفوز بجائزة "شخصية العام الإعلامية" التي يمنحها منتدى الإعلام العربي بدبيّ  على هامش "جائزة الصحافة العربية" للعام 2018. إنها نكتة تتكرّم بها الإمارات على البحرين لتسلية شعبها وإضحاكه وإدهاشه. الرّجل الفاسد الذي أقام صحيفة على أرض مملوكة إلى الدّولة لم يدفع فيها ديناراً واحداً. والّذي أقرضته وزارة المالية البحرينيّة قرض التأسيس (نصف مليون دينار) فلم يردّه حتى هذه الساعة. كما أسّس لها شركة مساهمة لم يعطِ أيّاً من المساهمين فيها أرباحاً منذ تأسيسها مما انتهى بهم الحال إلى الشكوى عليه في المحاكم.

الرّجل هذا هو الّذي تريد الإمارات إقناعنا بأنه "شخصيّة العام الإعلاميّة 2018". إنّها وصْفة مُثلى للسّعادة تمنحنا إيّاها الدّولة الوحيدة في العالم الّتي بها "وزارة السعادة".

في بيان بهذه المناسبة السعيدة هنّأ وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي فوز الحمر بالجائزة وتكريمه من قبل حاكم دبي، قائلاً إنه "أحد رواد الصحافة والإعلام البحريني والعربي فقد أسّس مؤسسة الأيام للنشر عام 1989 وأسهم في إنشاء جمعية الصحفيين البحرينية". في الحقيقة إنّ هذا مدحٌ في معرض ذم. فقد أسّس الحمر صحيفة بأموال نُهبت من الدّولة والأفراد على السواء. وانتهى الأمر برفع المساهمين قضايا فساد إداري ومالي في المحاكم بعد الكشف عن فساد مالي كبير في التقارير المالية للمؤسسة. كما أنشأ جمعيّة تافهة لم تردعْ ظالماً في أيّ يوم ولا حمَت مظلوماً. مزّقت الجسم الصحافيّ وحوّلها إلى إقطاعيّة تُدار بـ"الريموت كونترول".

كانت "الأيام" مبادرة وزير الإعلام الأسبق طارق المؤيد. لكن جيء بالحمر من الحضيض إلى رئاستها. تمّ رصد مبلغ نصف مليون دينار من قبل وزارة المالية لها وتخصيص مقر وزارة الإعلام السابق بالجفير مقراً لها. وُزعت أسهم المؤسسة بنسب متفاوتة: 25٪ إلى الوزير، 20٪ إلى الحمر، 5٪ لكل من إبراهيم بشمي وسلوى المؤيد، ونحو 3% لخمسة عشر صحافياً مساهماً آخر. تضخم الحمر فاشترى مع مرور الوقت حصص المساهمين لتصل نسبته إلى 59٪. فيما قام بتمليك عائلته عبد الله نبيل الحمر ومريم نبيل الحمر وراشد نبيل الحمر ويعقوب نبيل الحمر 1% لكل منهم.

منح الحمر نفسه مبلغ 4 آلاف دينار شهرياً بصفته مستشاراً للجريدة. كما حوّل المؤسسة لشركة عائلية فأحضر زوجته لتقدم زاوية طبخ صغيرة غير مقروءة مقابل راتب ضخم. كذلك راح يعيّن أبناءه واحداً بعد آخر في وظائف غير منتجة وغير معروفة برواتب ضخمة ليتحوّلوا إلى أحد أوجه إرهاق ميزانية الصحيفة بمصاريف لا لزوم لها. الأهم من ذلك هو أن الحمر استولى على أكثر الأقسام المربحة وهو قسم الإعلانات فأنشأ شركة إعلانات مرادفة بمشاركة آخرين غير مساهمين استولى بواسطتها على أغلب الدخل الإعلاني. لكنه في المقابل راح يزعم أمام المساهمين بخسارة الصحيفة وعدم ربحيتها. كل ذلك من أجل إقناعهم بالانسحاب منها وبيع أسهمهم له.

لم يسدد الحمر المبلغ الذي أقرضته وزارة المالية له عند تأسيسها وهو نصف مليون دينار. كان عليه أن يسدد القرض إلى الدولة بعد أن بدأت الصحّيفة تحقيق أرباح ويكون مستقلاً عنها؛ لكنه لم يفعل. في المقابل الدولة هي الأخرى لم تسعَ لاسترداد القرض لإبقاء الصحيفة تحت مظلتها. ويقول أحد المؤسسين في حوار سابق مع "مرآة البحرين": "أردناها مؤسسة ليبرالية مستقلة حرة يمتلك الصحافيون أسهمها، لكن الحمر حولها إلى مزرعة خاصة".

ومنذ اندلاع أحداث 14 فبراير/ شباط 2011 تفنّن الحمر في إطلاق العنان لصحيفته في استباحة أعراض الناس بما في ذلك السماح بشتمهم ونعتهم بألفاظ سوقية بالغة في الانحطاط. وقد قام مستشار الملك للشئون الإعلامية بنفسه بنشر صور لواقيات ذكرية وملابس نسائية داخلية وأرفقها بهذا التعليق "من ليالي الأنس والمتعة في الدوّار" في إشارة إلى دوار اللؤلؤة.

وحين قرر مخاطبة زعيم الشيعة في البحرين قال "الدعيّ عيسى قاسم"، وهي شتيمة تستخدم لمن من يتم التشكيك فى نسبه أو يُنسب إلى غير أبيه.

تشير كلمة المتعة إلى حكم في فقه المسلمين الشيعة يُعرف بالزواج المؤقت أو زواج المتعة. لكنّ متطرفي الحكم مثل الحمر يستخدمونها كسلاح للمناكفة المذهبية وللطعن في شرف المعارضين الذين يطالبون بالمساواة. وقد غدت عبارة مثل "أولاد المتعة" واحدة من عاديّات الخطاب السياسي والإعلامي المستخدم لمكافحة منتقدي السلطة.

نبيل الحمر هذا هو نفسه الذي يقول لنا حاكم دبيّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إنه "شخصيّة العام الإعلامية" لسنة 2018 الميلاديّة. بأموالها وخيراتها تستطيع الإمارات باستمرار أن تجعل من البحرينيين سعداء. لكن في هذه المرّة "خانها التّعبير". إن كان ثمّة فرع لصحافة الشتم والبذاءة في الجائزة فهذا ما تستطيع  دبيّ تكريمه عليه.