هل تكرّر البحرين خديعة عقود النّفط مع بوش... مع ترامب!

منحت شركة
منحت شركة

2018-04-12 - 3:42 م

مرآة البحرين (خاص): خلال العام 1990 منحت البحرين عطاءً لشركة "Harken Energy Corporation" النفطية الأمريكية والتي كان يملك إحدى حصصها جورج بوش الابن للتّنقيب عن النفط في البلاد. كان الأخير قد بدأ مزاولة تجارة النفط في تكساس بعد تخرّجه من جامعة ييل وكلية هارفارد للأعمال. وكان والده جورج بوش الأب قد أصبح رئيساً للولايات المتحدة قبل سنة من ذلك فقط في العام 1989. في تلك الفترة أشاعت البحرين معلومات شبيهة بالمعلومات التي أشاعتها في الأسبوع الماضي عن تكوينات جيولوجيّة تحت سطحها وفي محيط سواحلها تحتوي على واحدٍ من أكبر حقول النفط والغاز في العالم.

الصّفقة الّتي يتطرّق لها تقرير نشره موقع قناة "سي إن إن" في 13 مايو/ أيار 1999 انتهت بخسارة باهظة الثّمن للشركة التي منحتها البحرين عقدا حصرياّ للحفر. وتقول "سي إن إن": "عندما كان والده رئيسًا، دارت شكوك بأنّ دولة البحرين الخليجية حاولت إثراء بوش الأصغر". لكن لم تلبث الصّفقة أن "أصبحت خاسرة؛ إذ تمّ التخلي عنها بعد اثنين من الثقوب الجافّة باهظة الثمن". وبعد فترة وجيزة من ذلك قام بوش ببيع معظم أسهمه في شركة "هاركن" مقابل 835 ألف دولار قبل شهرين فقط من إعلان الخسائر الكبيرة.

خلال مؤتمره للإعلان عن الاكتشاف النفطيّ الجديد صرّح وزير النفط البحريني محمد بن خليفة آل خليفة بأنه "تم توقيع مذكرة تفاهم بالتعاون مع شركة هاليبرتون الأمريكية للتحضير لعمليات حفر آبار إنتاجية في الحقل الجديد". وفي الحقيقة لم يكن اختيار "هاليبرتون" اعتباطيّاً. إذ تبدو القصّة طبعة مستحدثة من قصّة سابقة.

إنها واحدة من أكبر الشركات النفطيّة العملاقة على مستوى العالم ويمتدّ نطاق عملها في حواليّ 120 دولة. ولكنّها أيضاً كما يحلو لوكالة "بلومبيرغ" الدولية أن تعبّر "شركة لديها صديق في البيت الأبيض". إنه ترامب! وتقول الوكالة إن آخر مقيم في البيت الأبيض لم يشغل أبداً منصب رئيس واحدة من عمالقة خدمات حقول النفط "ولكنّه يمكن أن يعطي دفعة قوية للشركة". على هذا، فقد كانت "هاليبرتون" واحدة من 12 شركة أمريكيّة حازت على عقود كبرى مع شركة "أرامكو" خلال زيارة الرّئيس ترامب إلى المملكة العربية السعودية  العام الماضي مايو/ أيار 2017.

ويأتي العقد البحرينيّ الأخير مع الشركة ليعطي دفعة قويّة أخرى لها بعد معرفة أنّ "لديها صديق في البيت الأبيض".

لقد قامت شركات عالمية بينها "أوكسيدنتال" و"شيفرون" بالتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية البحرينية التي تمّ تقسيمها لأربعة قواطع بحرية، إلا أنها لم تعثر على كميات تجارية من النفط. ما جعل الشركتين تمتنعان عن المشاركة في المرحلة الأخيرة من الاستكشافات. فهل يكون حظ "هاليبرتون" أفضل منهما بعد منحها عقود حفر الآبار الإنتاجية؟ تقول البحرين إنّ الاستكشافات الحديثة قد تمّت بسواعد محلّيّة قادتها اللجنة العليا للثروات الطبيعية والأمن الاقتصادي وهو ما يلقي بظلال من الشكّ على النتائج الّتي توصّلت لها.

بعد سنة واحدة من حكم الرّئيس جورج بوش الأب وقّعت البحرين عقود الحفر مع واحدة من شركات ابنه مع وعود بأنه أمام واحد من أكبر حقول النفط في العالم. وبعد سنة واحدة من حكم الرّئيس دونالد ترامب وقّعت  البحرين عقداً آخر للتنقيب عن النفط مع واحدة من الشّركات الصّديقة له مع وعود بأنها أمام واحد من أكبر حقول النفط الصخري في العالم. انتهت الصّفقة الأولى بخسارة باهظة الثمن اضطرّت بوش الابن لبيع أسهمه في الشركة؛ فهل تلحق بها الصّفقة الثانية؟ وحدها الأياّم كفيلة بكشف ذلك.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus