افتتاحية نيويورك تايمز: تلاعب الحكومة البحرينية بالقضاء أمر سخيف، وعلى الإدارة الأمريكية أن تقوم بالكثير جدا

2012-06-17 - 11:57 ص


نيويورك تايمز

ترجمة: مرآة البحرين


كانت لدى البحرين فرصة لتصحيح ظلم فادح، ووضع البلاد على مسار أفضل من خلال إلغاء القضايا الخادعة ضد 20 طبيبا شيعيا أدينوا في العام الماضي بعد أن عالجوا المتظاهرين الذين جرحوا خلال انتفاضة شعبية ضد النظام الملكي الذي يقوده السنة.

بدلا من ذلك، أيدت محكمة الاستئناف الجنائية العليا يوم الخميس إدانة تسعة منهم وفرضت عقوبات تصل إلى خمس سنوات في السجن. وكانت المحكمة قد أيدت كذلك عقوبات بالسجن 15 عاما عقوبات ضد اثنين آخرين من الأطباء، فروا من البلاد.

وقال 18 من الأطباء 20 إنهم تعرضوا للتعذيب بعد اعتقالهم. وهذا الحكم سيغذي مشاعر الاستياء عند الأغلبية الشيعية، ونخشى أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار. وسوف يضر ذلك البحرين وأقرب حلفائها، الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

هناك بعض الأخبار الجيدة تتمثل في تبرئة ساحة تسعة أطباء. لكن محاولة الحكومة التلاعب بالقضاء وإدارته أمر سخيف، بالإشارة إلى أن معظم العقوبات قد خفضت من تلك العقوبات الأصلية المفروضة من قبل المحكمة العسكرية.

 لم يكن ينبغي أبدا أن تحضر هذه القضايا للمحكمة في المقام الأول. الحكومة أظهرت نواياها الحقيقية عندما اتهمت أطباء بـ"انتهاك أخلاقيات الطب" والعمل على "قلب" النظام الملكي.

والحقيقة هي أن الأطباء كانوا يتصرفون بما يتفق مع أعلى أخلاقيات مهنة الطب، ومسؤوليتهم كمواطنين بحرينيين. وقد قاموا بتقديم العلاج الطبي للمرضى بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية ونددوا بحق استخدام الحكومة للقوة المفرطة.

ويقع أسطول البحرية الأمريكية الخامس في المنامة، العاصمة، وإدارة أوباما بحرصها على الحفاظ على تلك العلاقة، كانت حذرة جدا في انتقاد حكومة البحرين، وحملتها على المتظاهرين. وقد علقت شحنات الأسلحة بسبب المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في أكتوبر/تشرين الأول، لكنها قالت إنها ستستأنف بينهما الشهر الماضي.

يوم الخميس، قالت وزارة الخارجية إنها تشعر "بخيبة أمل عميقة" من الأحكام، وحثت على إسقاط التهم. في المنامة، ودعا أحد كبار المسؤولين الأميركيين، مايك بوزنر، "بشكل عاجل" للحوار بين الحكومة والمعارضة.

يجب على الإدارة القيام ما يزيد كثيرا لإقناع البحرين بالحاجة إلى إجراء إصلاحات تعطي الشيعة كامل حقوقهم السياسية، وتعطي جميع المواطنين صوتا في مستقبل بلدهم. هذا هو السبيل الوحيد لمملكة البحرين لإيجاد الأمن الحقيقي والاستقرار الدائم. هذا هو السبيل الوحيد للولايات المتحدة لضمان أن تكون مرحبا بها.


الافتتاحية 14 يونيو/حزيران 2011

 

 


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus