الصحافة العربية: تجدد الاقتحامات والاعتقالات والقمع، والجمعيات تتضامن مع ’أمل’ وتحضر لحراك سياسي أكبر

2012-06-20 - 11:08 ص


مرآة البحرين(خاص): ركزت بعض الصحف العربية والخليجية على المداهمات المتواصلة التي تنفذها السلطات البحرينية واعتقال العديد من المشاركين في مسيرات احتجاجية. كما لفتت الصحف إلى إغراق البلدات التي شهدت مسيرات بالغازات السامة. واختارت صحف أخرى التركيز على وفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز وتأثير ذلك على مستقبل البحرين وأشارت إلى أن ولي العهد الجديد الامير سلمان تبدو طريقة معاملتة لملف البحرين غامضة وإن كان يتسم بأنه أكثر مرونة من سلفه.

وقد تحدثت صحيفة "الوفاق" الإيرانية الناطقة باللغة العربية عن اقتحامات ومداهمات لبعض القرى البحرينية وأشارت إلى خروج مسيرات حاشدة فيما شنت قوات النظام سلسلة اقتحامات ومداهمات في العديد من المناطق للمنازل لاعتقال المواطنين، حيث تم إغراق هذه البلدات بالغازات السامة.
 ونقلت الصحيفة الإيرانية عن موقع جمعية "الوفاق" الوطني الاسلامية، ان القوات البحرينية قامت بسلسلة اقتحامات ومداهمات في العديد من المناطق للمنازل والبيوت، كما اعتقلت عدداً من المواطنين أثناء مداهماتها واقتحاماتها، في عدة مناطق في البحرين بينها الدراز والسنابس وأبوصيبع وعالي وغيرها. وكانت المداهمات التي نفذتها القوات البحرينية بشكل غير قانوني ودون إبراز إذن قضائي وفيها تعدٍ على الممتلكات الخاصة.

كما طالت عمليات القمع المناطق والقرى والأحياء في العديد من البلدات التي أغرقتها قوات الأمن بالغازات السامة والخانقة ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها قوات الأمن البحريني للانتقام من المواطنين المخالفين لها في الرأي. ومن المناطق التي طالها القمع والانتقام الرسمي، بني جمرة، وسماهيج، والبلاد القديم، والدير، وغيرها من المناطق.

الجمعيات السياسية تتضامن مع (أمل)

في هذه الأثناء، أطلق عدد من الجمعيات السياسية دعوات لتوحيد قوى المعارضة، وإعادة هيكلة تحالفاتها على أسس أوثق، وذلك في وقفة تضامنية مع جمعية العمل الإسلامي (أمل) قبل أولى جلسات المحكمة التي عقدت أمس الثلاثاء للبت في دعوى وزارة العدل لحل الجمعية، ودعت الجمعيات إلى بلورة حراك سياسي مشترك أكثر قوة لتحقيق المطالب الوطنية العادلة.

وقالت صحيفة (الوسط) البحرينية التي اوردت النبأ، ان الجمعيات أعربت في الوقفة التضامنية مع (أمل) والتي أقيمت أمس الأول في جمعية التجمع الوحدوي في العدلية، رفضها التضييق الممنهج على الحريات السياسية، والتعبير عن الرأي، مبدية شجبها للدعوى التي أقامتها وزارة العدل على (أمل) بغرض حل الجمعية.

من جانبها، قالت جمعية العمل الإسلامي (أمل)، إن أولى جلسات المحكمة للبت في دعوى وزارة العدل لحل الجمعية بدأت أمس الثلاثاء، لافتة الى أنها شكلت هيئة دفاع من أربعة من المحامين لدراسة الاتهامات الثمانية الموجهة من قبل الوزارة والرد عليها قضائياً، واصفة تلك الاتهامات بـ(الكيدية والواهية).

البحرين بانتظار سياسات سعودية جديدة

وفي مقالة تحليلية نشرتها صحيفة "الاخبار" اللبنانية حول وفاة ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبد العزيز وتأثير ذلك على الاحداث في البحرين ، قالتـ شهيرة سلوم ـ كاتبة المقالةـ "... فما أن رحل الرجل الثاني في الحكم، ولي العهد الأمير نايف، حتى بدأت تكهنات ما سيكون عليه الحكم المقبل مع خليفته سلمان بن عبدالعزيز، الذي لا يشبه سلفه المعروف بتشدّده، سواء في ملفات المرأة والحريات، أو في ملفات «القاعدة» واليمن والبحرين وإيران" ولا سيما أن «ولي العهد السعودي يملك من القوة والنفوذ أكثر من نائب الرئيس الأميركي».

وأشارت كاتبة المقالة إلى أنه فيما يتعلق بالملف البحريني، ورغم قلّة المعطيات المتوفرة حول طريقة تعاطي ولي العهد الحالي إزاء هذا الملف، فإن المؤشرات تدل على احتمال كبير بالتغيير نحو مزيد من الانشراح. ما يعزز هذا الاحتمال، هو أنّ ولي العهد الراحل، كان الرأس المدبر للخيار الذي سلكته السعودية في خنقها لانتفاضة البحريني عبر إدخال جيشها للجزيرة تحت ستار قوات «درع الجزيرة».

واضافت: " ففي بداية الانتفاضة، وتحديداً في شهري شباط وآذار العام الماضي، كان هناك صراع بين تيارين داخل كل من البحرين والسعودية. تيار يدفع باتجاه الحوار مع المعارضة والإصلاحات بدعم الملك السعودي وولي العهد البحريني، الأمير سلمان، الذي أعدّ ورقة لهذا الحوار وكانت قاب قوسين أو أدنى من أن تثمر، قبل أن يطيحها التيار المتشدّد بقيادة وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد وشقيقه قائد قوة الدفاع وحليفهما رئيس الحكومة خليفة، والذي يتبع مباشرة الى نايف، ويأتمر بأحكامه".

وسألت الكاتبة :هل ستتغير الأمور مع ولي العهد الجديد، المعروف بأنه أكثر اعتدالاً وانفتاحاً من سلفه؟ يمكن رصد العديد من توجهات الوافد الجديد الى الريادة تجاه ملفات عدّة، لكن طريقة تعامله مع ملف البحرين تبقى الأكثر غموضاً، كون هذا الملف شديد الحساسية ومرتبطاً بالصراع الذي أنهك المنطقة برمّتها بين السعودية، ومن أمامها الولايات المتحدة، وبين إيران. لذلك، يرجح أن يكون التوجه السعودي الجديد تجاه البحرين مع سلمان أكثر ليونة، لأنه مع الأخير سترتفع حظوظ الحوار بين المعارضة البحرينية والأسرة الحاكمة".

وختمت الكاتبة بالقول :" حين أُعلنت وفاة نايف، ظهرت ردود فعل عفوية داخل صفوف المعارضين البحرينيين، حيث ظهرت بوادر احتفالات وفرح في بعض القرى والمدارس، وهو ما سارعت الى احتوائه المعارضة عبر التملص مما جرى، فيما استغلته الموالاة لرفع مستوى مطالبتها بالقصاص من المعارضين. بغض النظر عن النفي، فإن «شائعات الفرح» ترجع الى المعاناة من سياسة نايف ورجاله في المملكة. ورغم إدراك المعارضين بأن سلمان أقل تشدّداً من سلفه، فإنهم فضلوا الصمت والتريث في الوقت الحالي، كي لا يقعوا في خيبة أمل شبيهة بما جرى مع ولي عهدهم سلمان أيضاً

هذا وأشارت كل من صحيفتي "الشرق الاوسط" والسعودية إلى أن قيام الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة مستشار رئيس مجلس الوزراء بزيارة إلى مقر سفارة المملكة العربية السعودية لتقديم التعزية بوفاة الامير نايف حيث كان في استقباله السفير السعودي  عبدالمحسن بن فهد المارك. وأكد الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة أن الأمتين العربية والإسلامية قد فقدت بوفاة نايف قائداً فذا كرس حياته لخدمة دينه ووطنه وأمته.


التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus