أمريكا تشدد موقفها تجاه إيران وتقدم لها قائمة من المطالب

مايك بومبيو
مايك بومبيو

2018-05-24 - 7:17 ص

مرآة البحرين (رويترز): طالبت الولايات المتحدة إيران يوم الاثنين بإجراء تغييرات شاملة ابتداء من التخلي عن برنامجها النووي وحتى الانسحاب من الحرب الأهلية السورية وإلا واجهت عقوبات اقتصادية قاسية في الوقت الذي شددت فيه إدارة الرئيس الأمريكي موقفها تجاه طهران.

ورفضت إيران إنذار واشنطن وقال مسؤول إيراني كبير إن الولايات المتحدة تسعى "لتغيير النظام" في إيران.

وبعد أسابيع من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع إيران هددت الإدارة الأمريكية بفرض "أقوى عقوبات في التاريخ" على إيران وتعهدت "بسحق" عملائها في الخارج مما يقرب واشنطن وطهران من حافة مواجهة.

وطالب وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بتغييرات شاملة تجبر إيران فعليا على الكف عن مد نفوذها العسكري والسياسي عبر الشرق الأوسط حتى شواطئ البحر المتوسط .

وزادت كلمة بومبيو من التوتر القائم بين البلدين والذي تصاعد بشكل ملحوظ بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي استهدف منع طهران من حيازة سلاح نووي.

وقال الوزير إن واشنطن مستعدة لرفع العقوبات إذا رأت تحولا ملموسا في السياسات الإيرانية.

وفي أول كلمة رئيسية له منذ تولي منصبه قال بومبيو "ألم العقوبات سيزيد إذا لم يغير النظام المسار غير المقبول وغير المثمر الذي اختاره لنفسه وللشعب الإيراني".

وأضاف "ستكون هذه أقوى عقوبات في التاريخ".

ورفض الاتحاد الأوروبي إلى حد كبير كلمة بومبيو وقال إن التكتل لا يزال ملتزما بالتنفيذ الكامل للاتفاق النووي.

وأشار بومبيو بصفة خاصة إلى السياسة التوسعية لإيران في الشرق الأوسط من خلال دعم جماعات مسلحة في دول مثل سوريا ولبنان واليمن.

وحذر من أن واشنطن "ستسحق" عملاء إيران ووكلاءها في الخارج وطالب طهران بسحب القوات التي تعمل تحت قيادتها من الحرب الأهلية السورية التي تقف خلالها في صف الرئيس السوري بشار الأسد.

وعلى الفور رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني مطالب بومبيو.

ونقلت وكالة العمال الإيرانية للأنباء شبه الرسمية عن الرئيس الإيراني قوله يوم الاثنين "من أنتم لتقرروا لإيران والعالم ما يفعلوه؟".

وأضاف روحاني "عالم اليوم لا يقبل أن تقرر أمريكا ما يجب على العالم فعله لأن الدول مستقلة ... انتهى ذلك العصر... سنمضي في طريقنا بدعم أمتنا".

وقال مسؤول إيراني كبير إن تصريحات بومبيو أثبتت أن الولايات المتحدة تسعى "لتغيير النظام" وهي عبارة ارتبط استخدامها بالغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والإطاحة بالرئيس صدام حسين.

وحذر بومبيو من أنه إذا استأنفت إيران برنامجها النووي بشكل كامل فإن واشنطن مستعدة للرد وقال إن الإدارة الأمريكية ستحاسب الشركات التي تقوم باستثمارات ممنوعة في إيران.

وقال بومبيو "طلباتنا بشأن إيران منطقية: أوقفوا برنامجكم ... إذا اختاروا الرجوع وإذا بدأوا التخصيب فنحن مستعدون تماما للرد كذلك" دون مزيد من التوضيح.

وقال بومبيو إن الإدارة الأمريكية ستعمل مع وزارة الدفاع وحلفائها على مواجهة إيران في مجال الفضاء الإلكتروني والمجال البحري.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها ستأخذ كل الخطوات الضرورية لمواجهة السلوك الإيراني في المنطقة وإنها تبحث ما إذا كان ذلك سيتضمن إجراءات جديدة أو تشديد الإجراءات القائمة.

وسيخوض بومبيو معركة شاقة لإقناع الحلفاء الأوروبيين بالتوقيع على "الخطة البديلة" للإدارة الأمريكية بشأن إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان "إن كلمة الوزير بومبيو لم توضح كيف أن الانسحاب من الاتفاق النووي سيجعل المنطقة أكثر أمنا من تهديد الانتشار النووي أو كيف سيجعلنا في موقف أفضل للتأثير على سلوك إيران في أمور أخرى خارج نطاق الاتفاق. لا يوجد بديل عن الاتفاق النووي".

تحديد أسماء

وقال بومبيو إنه إذا نفذت إيران التغييرات الرئيسية فإن الولايات المتحدة مستعدة لتخفيف العقوبات وإعادة تأسيس علاقات دبلوماسية وتجارية كاملة معها ودعم إعادة اندماجها في النظام الاقتصادي العالمي.

ولم يدعو خطاب بومبيو بصورة صريحة إلى تغيير النظام الإيراني لكنه حث الشعب الإيراني أكثر من مرة على عدم تحمل زعمائه وخص بالاسم روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف.

وقال بومبيو "وفي نهاية المطاف سيكون على الشعب الإيراني اختيار من يتزعمه".

وقال المحلل اللبناني غالب قنديل الذي له علاقات وثيقة بجماعة حزب الله اللبنانية المرتبطة بإيران إن مطالب واشنطن لم تنجح في السابق.

وقال "هذه شروط اختبرت في مراحل الضغوط الأمريكية السابقة قبل الاتفاق النووي وكانت إيران في ظروف أصعب من هذه الأيام ولم تستسلم لهذه الشروط ولم تقبلها".

وحدد بومبيو 12 مطلبا من إيران من بينها وقف تخصيب اليورانيوم وعدم السعي لإعادة معالجة البلوتونيوم وإغلاق مفاعل الماء الثقيل.

وأضاف أن على إيران الإعلان عن كل الأبعاد العسكرية لبرنامجها النووي ووقف هذا البرنامج تماما وبشكل يمكن التحقق منه.

وأشاد حلفاء واشنطن في دول الخليج وإسرائيل بموقف الإدارة الأمريكية يوم الاثنين.

وتعمل الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران وهي فرنسا وبريطانيا وألمانيا على إيجاد وسيلة لاستمرار سريانه مع إيران بعد انسحاب واشنطن.