منظمة العفو الدولية تنشر قصة معاناة مواطنة قطرية متزوجة من بحريني بعد عام من الحصار على قطر

عام على إغلاق المنافذ البرية والبحرين بين قطر وجيرانها
عام على إغلاق المنافذ البرية والبحرين بين قطر وجيرانها

2018-06-10 - 6:46 ص

مرآة البحرين: نشرت منظمة العفو الدولية قصة المعاناة التي تواجهها مواطنة قطرية متزوجة من بحريني، منذ اندلاع أزمة الخليج في يونيو/حزيران 2017، حين قررت حكومات السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطع علاقاتها مع قطر، وفرضت حصارا مشددا عليها، بسبب نزاعات سياسية.

وقالت المنظمة إن تعليق الرحلات بين هذه الدول إلى قطر إلى أجل غير مسمى، وإغلاق الحدود مع تفاقم النزاع إلى حد أزمة، أضرّ بحياة العديد من الأشخاص الذين يعيشون في هذه البلدان.

وذكرت أنه بسبب هذه الأزمة تمزّقت العائلات من الجنسيات المختلطة، واضطر الطلاب إلى وقف تعليمهم، وفقد آخرون وظائفهم، ومنع الحجاج من قطر من الوصول إلى مكة والمدينة، وقد تأثر العمال المهاجرون أيضاً، وغالبيتهم من ذوي الدخول المنخفضة، بشكل سلبي، بارتفاع أسعار المواد الغذائية نتيجة للأزمة السياسية.

وقالت المنظمة إنه وبعد مرور عام، لا يزال سكان المنطقة يواجهون مستقبلًا مجهولاً؛ ولا تزال العائلات تنتظر لمّ شملها بأحبائها، ولا يزال الأطفال ينتظرون عودة آبائهم إلى منازلهم بانتظام.

وتعد قصة سناء (وهو اسم مستعار لمعلمة قطرية متزوجة من رجل بحريني، ولديها طفلان (18 و10)، وكلاهما من ذوي الاحتياجات الخاصة)، ليست سوى واحدة من العديد من العائلات التي تضررت من هذا الوضع، بحسب العفو الدولية.

وروت المنظمة قصة المواطنة القطرية على لسانها، التي قالت إنها متزوجة منذ 23 عاماً "وقعت في حب زوجي لأنه كان لطيفاً ومليئاً بالحب والحنان. ولم يكن هناك فرق بيننا على أساس أنني قطرية. فشعبنا شعب واحد. لقد استقرينا في البحرين لأن هذا هو المكان الذي كان يعمل فيه، وقمنا بتكوين أسرة جميلة معًا. ورزقت بطفليّ بعد ثماني سنوات، وكلاهما من ذوي الاحتياجات الخاصة"

تضيف "بعد الاضطرابات التي شهدتها البحرين في 2011، كان علينا اتخاذ قرار صعب. لذلك قررت أن أذهب معهما إلى قطر، بينما بقي زوجي في البحرين، حيث كان يعمل هناك. وهذا ما فعلناه في عام 2012، فمنذ ذلك الحين، عشت أنا وأولادي في قطر. وفي كل أسبوع، كان زوجي يأتي في رحلة طويلة عن طريق البر (حوالي 100 ميل) لرؤيتنا. فكان ذلك أرخص بكثير من تذاكر الطائرة، التي لا يمكننا تحملها".

"اعتاد أطفالي على أسلوب معين - وهذا الأسلوب مهم للغاية بالنسبة لهم - فقد كبرا على رؤية والدهما في المنزل في نهاية كل أسبوع. فكانا (وما زالا) متعلقين به للغاية".

"في 5 يونيو/حزيران من العام الماضي، استيقظنا، مثل ملايين المواطنين العرب في الخليج، على أخبار اندلاع أزمة الخليج. كان الأمر مفاجئًا وغير متوقع. فلم نكن نعتقد بالتأكيد أنه سيغير حياتنا، ولكن بينما كان الواقع اليومي للحصار يضربنا، أصبحت حياتنا أشد صعوبة. وأُغلقت الحدود ولم يعد زوجي يقوم برحلات عن طريق البر، فكانت الطائرات خياره الوحيد، ولم تكن حتى الرحلات القصيرة. فعليه الآن أن يسافر لساعات طويلة عبر الكويت للوصول إلى الدوحة - وهي رحلة تستغرق 12 ساعة، وهي أغلى ثمنا مما كانت عليه في الأصل. وهذا يعني أنه يمكنه زيارتنا مرة واحدة فقط كل أربعة أو ستة أسابيع".

"أصبح الطفلان يفتقدان والدهما، فهما يسألانني دائما عنه. لذلك أقوم أحيانًا بإجراء مكالمات عن طريق الفيديو حتى يتمكنا من رؤيته، لكن هذا لا يكفي. ويعتصر قلبي ألماً عندما يحاول ابني البالغ من العمر 10 سنوات استعراض ألعابه التي يلعب بها في مكالمة الفيديو مع أبيه. فهو لا يعي تماما المشكلة. وفي بعض الأحيان يجلس أمام باب الحمام ظناً منه أن والده في الداخل، وسيخرج ليعانقه".

"لقد عشت في البحرين 17 عامًا، وكنت أعمل معلمة هناك. فالبحرين كانت موطنا لي، لكنني أشعر الآن أنني شخص غير مرغوب فيه هناك بعد الآن. فكل قرار يُتخذ يخيفني أكثر. ولا أفهم لماذا أحتاج إلى تأشيرة الآن، أشعر بأنني شخص غريب في مكان اعتبرته يوما ما بمثابة بلدي. لقد اضطررت إلى التأقلم على غياب زوجي لفترات طويلة. أحاول أن أشغل الأولاد بكل ما يمكن أن يسعدهما عبر أخذهما إلى الشاطئ أو الحدائق أو اللعب حتى ينسيا، فينجح هذا الأسلوب لفترة قصيرة، إلى أن يعودا بالسؤال مرة أخرى عن والدهما".

"لقد مر عام منذ فرض الحصار، وحياة العديد من الناس تواجه مستقبلاً مجهولاً. فقد أثر ذلك على نفسيتنا. فيضطر طفلاي للعيش بدون والدهما. من الصعب عليهما أن يفهما. فمتى ستسنح الفرصة أن يرونه؟ أنا لا أعرف...لقد حرمت الأزمة أولادي من وجود والدهما الذي هما في أمس الحاجة إليه".

تقول المواطنة القطرية "ليس لدي سوى طلب واحد: تسهيل انتقال العائلات عبر البلدان حتى يمكننا رؤية بعضنا البعض. فأنا متعبة حقًا، لقد تركت وحدي لرعاية طفليّ، ولديهما احتياجات خاصة تتطلب رعاية إضافية، لا أستطيع أن أفعل ذلك بنفسي، وأحتاج لزوجي بجانبي، فطفليّ في أمس الحاجة إلى وجود والدهما بجوارهما"

من جانبها، دعت منظمة العفو جميع الدول المشاركة في الأزمة إلى ضمان ألا تؤدي أعمالها إلى انتهاكات لحقوق الإنسان، وواصلت دعوة السعودية والبحرين والإمارات إلى رفع جميع القيود التعسفية المفروضة على حرية تنقل المواطنين والمقيمين الخليجيين، بما في ذلك حق المواطنين القطريين والأجانب المقيمين في قطر في الوصول إلى أماكن الشعائر المقدسة في المملكة العربية السعودية.

وقالت أيضا إنه ينبغي على السلطات القطرية أن تسمح للنساء القطريات بنقل جنسيتهن لأطفالهن تلقائياً، وعدم السماح لهن فقط بتمرير الحق في الإقامة الدائمة لهم؛ كما يجب أن تتخذ خطوات للتخفيف من آثار ارتفاع الأسعار التي تسببها الأزمة على الحقوق في مستوى معيشي لائق، بما في ذلك الحصول على الغذاء الكافي.