عباس بو صفوان: فشل المعارضة المسايرة والممانعة في البحرين

2012-06-25 - 11:23 ص


مرآة البحرين: قال الكاتب البحريني عباس بو صفوان إن فريقي المعارضة الرئيسية المعتدل المتشدد في البحرين "قد فشلا إما في قراءة ذهنية السلطة والتنبؤ بخطواتها، أو في وضع استراتيجية لوقف الزحف السلطوي على الحالة العامة".
 
واضاف بو صفوان في مقال نشرته صحيفة "القدس العربي" إنه "حين نأخذ تيار الجمعيات السياسية المرخصة بزعامة "الوفاق" الذي يطلق عليه تجاوزا تيار المسايرة فإننا نلاحظ أن هذه الجمعيات قد حاولت التعامل مع الحالة القائمة وفق سياسة التغيير التدريجي، من الداخل، آخذة بالاعتبار المعطيات الاقليمية والدولية المختلفة"، معتبرا أن "منطلق هذه الرؤية قناعة باحتمالات تحقيق نجاحات من داخل النظام تؤدي إلى تطوير الحياة النيابية تدريجيا، وتمكن من احتواء التجنيس من داخل البرلمان وبناء ثقة مع أطراف في العائلة الحاكمة، خصوصا ما اصطلح على تسميته بالجناح المعتدل أو المؤثر فيه أي جناح القصر".
 
ويشير إلى أن التيار الآخر "المتشدد أو الممانع" فإنه يرفض التعامل مع الوضع القائم منذ 2002 (لحظة إصدار الدستور الجديد)، وقد طرح خطابه السياسي تحت شعار إزاحة رئيس الوزراء وحق تقرير المصير وكتابة دستور عقدي"، موضحا أن "هذا التيار القليل العدد والبالغ التأثير يمثل الجناح المنسحب من جمعية "الوفاق" وهو "التحالف من أجل الجمهورية" بقيادة عبدالوهاب حسين وحسن مشيمع المتحالفان مع سعيد الشهابي المقيم في لندن منذ نحو أربعين عاما، وعبدالهادي الخواجه بنشاطه الميداني المبتكر".

ويتابع: "أظهرت هذه الجماعة قراءة أكثر فهما وعمقا للنمط الدكتاتوري القائم الذي سيرسخه دستور 2002، والذي لن يكون معه ممكنا تحقيق نجاحات دون حل إشكالية الدستور، والحد من سلطات الملك"، مردفا "لكن إشكالية هذا التيار أنه لم يتمكن من استيعاب حقيقة أن التغيير لا يمكن أن يتحقق بمجرد اكتشاف العلة"، فـ"لم يعط أهمية للعديد من العناصر التي من دونها لا يمكن تكوين كتلة شعبية حرجة قادرة على التغيير داخليا، فتحرك وحيدا، من دون أجنحة داعمة ورديفة، ولم يول الحالة الاقليمية والدولية ما تستحقه من عناية".
 
وبينما فشل تيار الجمعيات السياسية المرخصة في قراءة أهداف النظام ومراميه، يردف بو صفوان، "فقد فشل تيار الممانعة في إدراك أهمية المدخلات المختلفة في العمل نحو تحقيق رؤيتها في كتابة دستور عقدي، وهو ما تدركه "الوفاق" بقيادة الشيخ علي سلمان والتي بنت شبكة معقدة ومتينة من العلاقات والمصالح والامتدادات في الداخل والخارج، على المستوى الشعبي، ومع مراجع سياسية ودينية وتحالفات حزبية من مختلف الاتجاهات، ونسجت علاقات مع أذرع إعلامية ونقابية وحقوقية ومالية مهمة، باعتبار ذلك جزء من النفوذ وأوراق اللعبة".
 
ويقول بو صفوان إن "فشلي التنبؤ بتغول النظام بالنسبة للجمعيات المرخصة وفشل بناء منظومة الامدادات بالنسبة للجماعات الأكثر تشددا مازالا سائدين بشكل أو آخر، على الرغم من المتغيرات الكبيرة التي أفرزتها أحداث 14 فبراير 2011". 




التعليقات
التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

comments powered by Disqus